الإثنين 2021/05/17

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

دافيد غروسمان.. هي أسوأ الحروب

الإثنين 2021/05/17
دافيد غروسمان.. هي أسوأ الحروب
increase حجم الخط decrease
ظللت أبحث عن آراء الأدباء والكُتّاب الإسرائيليّين والمؤثّرين ثقافيّا في المشهد الإسرائيلي، فوقعتُ صدفةً على مقابلةٍ أُجريت مع الرّوائي والأدبي الإسرائيلي: دافيد غروسمان في Repubblica الإيطالية، وسأستعرض جملة من آرائه حول الصراع الحالي بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الشهيرة بـ"حماس".

‏بدايةً فإن غروسمان يصف الوضع الحالي بأنه خطير للغاية. فعندما نتحدث عن عرب إسرائيل، فإنّنا نتحدث عن خُمس سكّان إسرائيل. ثمة من يتمتع بحقوقه على الورق، لكنه في الواقع، يجد نفسه محرومًا من أشياء كثيرة. هناك قانون يجعل إسرائيل موطنًا قوميّا لليهود، والعرب مواطنين من الدرجة الثانية! ‏ويضيف الكاتب الإسرائيلي: يبدو لي، كما لو أنّنا نبذل قصارى جهدنا لاستفزاز الفلسطينيّين وإظهار مدى تفوّق قوتنا عليهم، ومدى ضعفهم أمامنا. إنه عنف فظيع، يكسرُ أيّ فكرة عن التعايش، الخيط الرفيع الذي نشأ على مر السّنين، مما أشعرنا بحلمٍ بسيط، قوامه العيش مع الفلسطينيين، جنبًا إلى جنب. ‏الإسرائيليّون والفلسطينيّون لا يدّخرون جهدًا في تجييش وتهييج المشاعر العنيفة والمتطرفة. إنهم يتغذون على بعضهم البعض: يبحثون عن صراع؛ ليستعمل كشماعة شرعية لإذكاء مواقفهم المتطرفة. وسأل: كيف ستنتهي هذه الأزمة برأيك؟ أجاب بمرارة: ستنتهي بالتّعب، كما العادة. سيموت الكثير من الطرفين!

ما الذي يخشاه غروسمان؟ يجيب: على علم بأنّنا إذا فشلنا في الوصول إلى حالة يشعر فيها المجتمعان بأنّهما في وطنهما، على حدّ سواء، ويمكنهما الشّعور حقيقة بأّن لهما الحقوق والواجبات ذاتها، فإنّنا سنخسر أنفسنا معًا؛ لأنّ ثمّة توازناً هشّاً وخطيراً للغاية داخل المجتمع الإسرائيلي. وكيف ذلك؟! ‏إذا شعرت الأقليّة العربيّة الإسرائيليّة بالأمن، ولم تتعرض الغالبيّة اليهوديّة للتهديد، فسنكون أمام فرصة لإمكانيّة خلق شيء له قيمة وسنحدّ من نزعة العنف، الموجودة لدى الطرفين. هذا ما أتأمّله، وهذا هو حلمي، مع أنّ أكبر مخاوفي اليوم هو أن ينهار هذا الحلم والأمل. ‏إذا لم يكن للفلسطينيّين وطن، فلن يكون للإسرائيليّين وطن أيضاً. عندما تحتلّ وتضطهد إسرائيلُ، أمةً أخرى، ولمدة 51 عامًا، وتؤسّس فصلاً عنصريّا في الأراضي المحتلة، فإنّ حلم بناء الوطن سيتلاشى. يختم الكاتب قوله: أبلغ من العمر 67 عاماً وقد مررت بالعديد من الأحداث السيئة، إن هذه الحرب في نظري، هي أسوأ الحروب التي مرّت في تاريخ المنطقة. ما زلنا ندور في حلقةٍ مفرغة لا نعلم متى نخرج منها..

(*) مدونة نشرها المترجم العراقي منعم الفيتوري في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها