الخميس 2021/03/04

آخر تحديث: 12:11 (بيروت)

أسامة حلاق وزياد الرحباني... حكاية لم تكتمل

الخميس 2021/03/04
أسامة حلاق وزياد الرحباني... حكاية لم تكتمل
increase حجم الخط decrease
في المدة الأخيرة عادتْ إلى الواجهة أغنية "لبيروت منديل العيون" وهي بصوت الفنان والمؤدي المعتزل أسامة حلاق، والعزف على البيانو لزياد الرحباني، واللحن للإسباني يواخين رودريغو والكلمات للشاعر جوزف حرب. 

كانت الأغنية مفقودة أو غير متوافرة في المكتبات الموسيقية، إلى أن وجدها الباحث محمود الزيباوي في مكتبته الموسيقية وهي متوفرة لديه منذ السبعينات على كاسيت، وحولها إلى صيغة ديجيتال ونشرها في صفحته الفايسبوكية، ومن بعدها كثرت التكهنات حول الأغنية وأصلها وفصلها ومصدرها، واختلط "الحابل بالنابل" كما يقال.. والأغنية في الواقع كانت سُجّلت في احدى استديو احدى الإذاعات اللبنانية خلال الحرب، ودخلت في دائرة النسيان بسبب التحولات والاهمال... بالطبع هناك الكثير من محفوظات الإذاعية في بيروت ودمشق والقاهرة، تحوي مئات الأغاني لفنانين كبار (صباح، فيروز، ملحم بركات..) لكن هذه الأغاني، لا يعرفها المستمع كونها دخلت في سبات طويل في الأرشيف، ولم تجدْ من يعيد توزيعها ونشرها وتسليط الضوء عليها...

وحين سجل أسامة حلاق أغنيته "لبيروت" كان حينها في السابعة عشرة من عمره... وصورها يوسف شرف الدين بطريقة فيديو كليب لـ"تلفزيون لبنان"، وبثت مراراً خلال الحرب وقيل أن شريط الأغنية أُهدر. كتب محمد الكيلاني في الفايسبوك "أتذكر في العام 1976، في ليلة من ليالي الحرب اللعينة، وعلى تلفزيون لبنان-تلة الخياط، شاهدنا مغنياً شاباً على البيانو يلقي بهذه الأغنية بأحلى صوت وكلمات وألحان، يومها اتصلنا بتلفزيون لبنان وكان الوقت مساءً وطلبنا اسم المغني فعلمنا أنه أسامة الحلاق"...

وتمتعت الأغنية بصدى كبير بعد إعادة "اكتشافها"، كونها أصبحت بصوت فيروز، وهي الفنانة المكرّسة والرمز التي عادتْ الى تقديم أغنية كانت قد قُدمتْ بصوت شاب هاوٍ. كان ذلك في العام 1983، في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، وقيل إنها أعجبت بها وطلبتها، وقدم لها زياد اللحن بشكل مغاير، لا يقتصر على عزف على البيانو فحسب، بل بمشاركة الأوركسترا، وأعاد الشاعر جوزف حرب كتابة الأغنية بصيغة مختلفة كلياً، فتحوّل مطلعها من "لبيروت منديل العيون" إلى "لبيروت من قلبي سلام"... ومع انتشار الأغنية بصوت أسامة حلاق ثمة من أطلق عليها توصيف "الأغنية الأصلية"، وبالطبع هي ليست الأصلية بل التسجيل الأول بصوت فنان شاب، وعزف موسيقي شاب، وأتت فيروز لتخطف الأغنية الى مكان آخر وإيقاع خاص.
 

وأسامة حلاق، حسبما صرّح في مقابلة إذاعية مع زافين قيومجيان، كان يعمل مع الأخوين فليفل في الإذاعة، وشارك في الكورس الشعبي الذي قدم موسيقى للجيش اللبناني، وأسس فرقة النورس. ترك الغناء العام 1983، وسافر الى باريس بهدف الدارسة، وفقد الكثير من التسجيلات التي قدمها بين العامين 1976 و1981 بسبب الحرب، واستعاد جزءاً منها من أرشيف الفنان زياد الرحباني. ومن بعد اعتزاله، لا نعرف الكثير عن تجربته أو اهتماماته. 

ومن التسجيلات المتوافرة لأسامة حلاق، أغنية "زهرة التبغ" من ألحانه وغنائه، كلمات جوزيف حرب، وتوزيع زياد الرحباني. "نشيد القرى" أيضاً من ألحانه وغنائه وتوزيع زياد الرحباني. وهناك أغنية "حبيبتي بيروت"، كلمات نزار قباني، عزف بيانو زياد الرحباني. وقدم أغنية "الغجري المعلب" كلمات الشاعر محمد الماغوط، وأغنية "للطعنات" كلمات الشاعر محمد علي شمس الدين، و"تل الزعتر" كلمات خليل حافي، و"بطاقة الى النيل" كلمات الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة.

بالمختصر تجربة أسامة حلاق كانت قصيرة، هي بين الأداء والأناشيد وبقيت في إطار الهواية ولم تدخل مرحلة الاحتراف، وعمله مع زياد الرحباني أشبه بحكاية لم تكتمل، نستعيدها من الذاكرة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها