الثلاثاء 2021/03/02

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

"ريدزون 20/21": الفنون كذَوات ومشاريع غير ناجزة

الثلاثاء 2021/03/02
increase حجم الخط decrease
بعد نسخة بيروت 2018 وطنجة 2019، يستكمل "المورد الثقافي" (بالشراكة مع مؤسسة KVV النرويجية)، إفتراضياً، تنظيم مهرجان "ريدزون"، الذي يخصص هذا العام للمشاريع المدعومة من دورة المنح الاستثنائية. تضم هذه النسخة 32 فناناً وفنانة من تسعة بلدان عربية، وهو عدد قياسي مقارنة مع نسخ سابقة، لم يكن ليصل إليه المهرجان لولا طبيعته الإفتراضية.


اختارت القيّمة الفنية، رشا صلاح، "فضاءات داخلية" Inner spaces عنواناً للمهرجان، كإحالة للفضاءات التي صنعت حياتنا خلال العام الماضي، والتي سنراها في المهرجان بعيون فنانين "تتراوح رؤاهم بين التأمل الداخلي وفوبيا الأماكن المغلقة. حيث بتأمّلهم في تجربة العزلة الجماعية، يشاركون تناقضات الهدوء والقلق، الإبداع والفراغ، والحزن والغضب".

الثيمة فرضت نفسها هذا العام، كما حصل مع فعاليات الفن حول العالم التي انشغلت بتشريح التغيرات الطارئة على أنماط الحياة، وتأثيرات الحجر في نظرتنا للعالم. لكن المختلف في نسخة هذا العام من "ريدزون"، أن المواد التي سيقدمها الفنانون ليست مشاريع فنية ناجزة، بل مواد ذات طبيعة ذاتية، تحاول توثيق سياقات عملهم على المشاريع في الحجر المنزلي، لتكون نسخة هذا العام "بمثابة تحية للفنانين الذين ساعدوا الجمهور على تخطي عذابات الحجر بإنتاجاتهم". 

يقدم البرنامج الرئيسي للمهرجان، ثلاثة عناوين فرعية هي: "كلوز آب" للسينما، "زوم إن" للفنون التشكيلية، و"أجساد إفتراضية" للفنون الأدائية. يشارك في "كلوز آب" اللبناني نيكولاس خوري ("فياسكو") الذي سبق وعمل على مشاريع ذاتية تناقش مواضيع مثل العائلة والخوف من الوحدة التي تعتبر ذات صِلة بحاضرنا. بالإضافة للثنائي السوداني، الصادق محمد وأبوزر آدم، "ضع الكاميرا جانباً، نحن في حالة حظر"، وهما وجدا نفسيهما في عزلة كاملة مع عشرات الساعات من التسجيلات البصرية التي توثق الجرائم التي ارتكبها النظام بعد الثورة. 

أما "زوم إن" فيضم عملين، أحدهما للمصري باسم يسري "تفكيك"، يفصّل فيه جانباً مهماً من ممارسته الفنية، ويتعلق بتدمير الأعمال الفنية بعد عرضها "لتعزيز النظرة الاعتيادية للموت"، وعمل آخر للسورية زينة سلامة "37 مشهداً في العزلة"، توثق فيه تحولات تجربتها الفنية في الحظر بعد فقدان القدرة على الطباعة بالآلات المتخصصة، والاضطرار للعودة للأساليب التقليدية.

أما "أجساد إفتراضية" المخصص للفن الادائي فيضم عملين، أحدهما للمغربي توفيق إزديو "في الداخل"، الذي لم تختره صلاح من ضمن المنح الاستثنائية، لكنها مع ذلك أضافته إلى البرنامج بسبب "قدرته على التعبير عن تجربتنا داخل الأمكنة المغلقة التي تتراوح بين مشاعر متناقضة"، بالإضافة إلى عمل بترا سرحال "بث حي"، الذي يقدّم تساؤلات حول علاقة الفنان الادائي بكاميرا العالم الافتراضي، التي تصبح أداة لديها القدرة على تحديد وجوده في لحظات معينة.


يضم البرنامج أقساماً أخرى، من بينها "لفتة خاصة"، بمشاركة عدد كبير من الفنانين، لكن بأعمال لا تتعدى الدقيقة، تعطينا فكرة عما يقومون به، كل بحسب الوسيط الذي يستعمله: فيديو، صوت، موسيقى ... وأهمية هذا القسم أنه يعطي الفنانين شعوراً بالعلنية، أو بلغة أخرى، يورطهم بمواد لا يمكنهم التراجع عنها، ما يمكن أن يساعدهم في رؤية المشاريع التي يعملون عليها، بشكل أوضح، بعد رؤيتها بعيون الجمهور.

ومن الأقسام الأخرى التي يقدمها المهرجان، قسم مخصص للفنانين غير المدعومين من قبل المؤسسة، اختارتهم صلاح، مع المدير التقني للمهرجان علي دلول: "جميعنا تابعنا أشخاصاً في السوشال ميديا، ساعدونا عبر فنهم على تمضية الحجر، لذلك قررنا أن نتعاون مع هؤلاء على خلق مشاريع تنطلق من المواد التي أنتجوها بشكل اعتباطي وشبه يومي في صفحاتهم الخاصة. لا تتطابق صورة هؤلاء الفنانين مع البروفايل الذي اعتدناه في المنح، حتى أن بعضهم فوجئ حين تواصلنا معه".

كما يضم المهرجان جلسة موسيقية مع فارس اسحق "ناي: نفسُ أرض يبوح" (الأردن/فلسطين)، وجلسة حوارية "عن الحجر والإبداع"، تبثّ عبر "راديو الحارة" ويشارك فيها خيّام اللامي (العراق)، ليلى سليمان (مصر)، منال سويسي (تونس)، يزن خليلي ويوسف أنسطاس (فلسطين).

يُذكر أن المواد التي سيقدمها المهرجان ستبقى متاحة في الموقع الرسمي، خلال الأسابيع المقبلة : www.redzonefestival.com

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها