الأربعاء 2021/12/08

آخر تحديث: 16:51 (بيروت)

"جوليا".. رواية أورويل 1984 من منظور حبيبة وينستون سميث

الأربعاء 2021/12/08
"جوليا".. رواية أورويل 1984 من منظور حبيبة وينستون سميث
الحبيبان في فيلم "1984" (انتاج العام 1984)
increase حجم الخط decrease
هل تحق لنا إعادة كتابة الكتب الكلاسيكية أو الكتب التراثية بمنظور مختلف عن اللحظة التي وجدت فيها تلك الكتب؟ وهل هذا الأمر هو أشبه بإعادة تدوير لركائز الثقافة؟

بالطبع لم يعد غريباً أن تكون الكتب الكلاسيكة مادة خام لروايات جديدة من مناظير مختلفة، طالما أن النص الديني، التوراتي والإنجيلي، وحتى حياة الشخصيات الأدبية (خصوصاً المسيح) تحولت مادة للتخيل الأدبي، وصولاً إلى الشخصيات الأدبية والفنية العالمية (ديستويفسكي، رامبو، كافكا، ماركيز، بورخيس، أم كلثوم ومارلين مونرو)، كلها أسماء تزيد الحماسة للكتابة والتخيل الأدبي، وتستعمل كعناصر ميديائية في الروايات... وليس بعيداً من هذه الأسئلة، وافق مالكو الوكالة الادبية للروائي البريطاني جورج أورويل، على نسخة نسوية من روايته الشهيرة "1984"، والتي ستعيد سرد أحداث الرواية الكلاسيكية من منظور جوليا، حبيبة وينستون سميث. وستتولى إعادة الكتابة، الروائية الأميركية ساندرا نيومان.

جوليا، حبيبة وينستون في وزراة الحقيقة، التي "لا تستطيع أن تأتي على ذكر الحزب، وعلى الأخص قيادة الحزب"، ستكون هي الرواية، وسنقرأ عالماً آخر يدور حول الأخ الأكبر.

من دون شك أن هذا المشروع الكتابي، هدفه تجاري ماركتينغي بامتياز، فهو يمزج بين إحدى أشهر الروايات العالمية والأفكار النسوية. هذه الرواية الأيقونة الديستوبية، ترجمت الى عشرات اللغات، وبالعربية صدرت بأكثر من 15 ترجمة، آخرها ترجمة صدرت عن دار الساقي قبل أسابيع...

رواية 1984، بحسب قراءة رياض الريس، تسرد ببساطة قصة وينستون سميث، الموظّف الصغير في دولة "أوشايانيا" الديكتاتوريّة. هذه الدولة في حرب شبه مستمرّة - باردة وساخنةـ مع القوّتين العظميين الأخريين في العالم: "يوراسيا" و"إيستاسيا". ظروف الحرب والتحالفات تتغيّر باستمرار. سميث يعمل في وزارة الحقيقة، يعيد كتابة مقالات الصحف حتى تتناسب مع عقيدة الحزب الحاكم المتغيّرة باستمرار. الحميميّات انتهت. الحياة الخاصّة أُلغيت. سميث وكلّ أعضاء الحزب يخضعون للمراقبة، في مَشْيهم ونومهم وبيوتهم، بواسطة عين "إلكترونيّة" تلفزيونيّة. لافتات في كلّ مكان ترفع شعار الدولة: "الأخ الكبير يراقبك". الأخ الأكبر هو زعيم الحزب الحاكم.

فجأة يرتكب سميث خطيئة فكريّة. يصيح في فكره: "يسقط الأخ الكبير". في الوقت نفسه يرتكب سميث خطيئة أكبر. يقع في حبّ جوليا، زميلته في وزارة الحقيقة. الحبّ ممنوع في دولة "أوشايانيا". الحزب يدعو إلى العفّة الجنسيّة. الأطفال يولدون فقط بواسطة التلقيح الاصطناعي. كلّ ولاء شخصيّ هو للحزب. البوليس الفكريّ يلقي القبض على وينستون وجوليا ويقودهما إلى وزارة الحبّ. ويُخضع البوليس، سميث، لأقصى درجات التعذيب. يحقّق معه في الغرفة 101 لأيّام طويلة، حتى يصل التحقيق والتعذيب به إلى إدخال وجهه في قفص يحتوي على فئران. عندئذٍ ينهار سميث ويتوسّل أن يخضعوا جوليا لهذا التعذيب بدلاً منه. وتُنهي هذه الخيانة كلّ ما بقي عنده من احترام للذّات وكرامة. لقد أصبح عضواً كاملاً في الحزب. هنا فقط يُعترَف به كحزبيّ جيّد... فما الذي سترويه جوليا عندما تستنطقها الرواية الجديدة؟



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها