الإثنين 2021/10/18

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

"تحطيم الأصنام" في رام الله..بين الاضطراب العقلي والعودة للانغلاق

الإثنين 2021/10/18
"تحطيم الأصنام" في رام الله..بين الاضطراب العقلي والعودة للانغلاق
increase حجم الخط decrease
قالت الشرطة الفلسطينية، الأحد، إنها أوقفت مواطناً حطم أجزاء من تماثيل "الأسود" في ميدان المنارة وسط رام الله، في الضفة الغربية المحتلة.
ويُظهر مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مواطناً يحمل آلة يدوية ويحطم بها أجزاء من التماثيل، وسط تنديد من المارة، قبل اعتراضه واعتقاله من قبل الشرطة. ويعلو في خلفية المقطع، صوت لشخص يقول إنه "لا يعبد الأصنام"، في إشارة إلى التماثيل، وصوت لشخص آخر يحرض على التحطيم قائلاً "اضرب الكبير".
ويُعدّ ميدان المنارة، أشهر ميادين رام الله، ويتزين بخمسة تماثيل من الأسود، وخلف أحدها ثلاثة أشبال. وترمز الأسود الخمسة إلى أبناء مؤسس رام الله، راشد الحدادين، حسبما ذكر موقع بلدية رام الله.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها "متديّن" إلى تحطيم التماثيل في الساحات العامة، فقد حصلت في لبنان والجزائر ومصر وسوريا والعراق...

وتابعت بلدية رام الله مع الجهات الأمنية تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له تماثيل الأسود، وأكد مجلس بلدية رام الله أن الوقوف على أسباب ودوافع هذا العمل المستهجن، والذي يأتي في سياق الأفكار الظلامية والمسلكيات الهدامة بالإعتداء على الأملاك العامة او الخاصة، أصبح واجباً وطنياً وأخلاقياً يتطلب من المجتمع بكل مكوناته الرسمية والمدنية والأهلية والشعبية سرعة التصدي لها. وأعلنت البلدية أنها ستباشر أعمال صيانة كاملة كانت مقررة سابقاً لميدان المنارة ومحيطه، إعتباراً من صباح اليوم الإثنين، وستقوم طواقم وزارة السياحة والآثار بمساعدة طواقم البلدية في إعادة الوضع على ما كان عليه. وقالت بلدية رام الله في بيان صحافي: "ستبقى رام الله منارة للتنوير.. وستبقى منارة رام الله شامخة بدماء ونضالات أبنائها .. وستبقى أسودها برمزيتها، شهوداً على تاريخ هذه المدينة ومتراساً لكل الوطنيين الأحرار كما كانت حامية للمقاتلين الشرفاء من رصاص المحتل".


ومن جانبها، أصدرت الشرطة الفلسطينية، على لسان المتحدث باسمها العقيد لؤي رزيقات، بياناً جاء فيه أن الشرطة تمكنت من القبض على الشخص خلال دقيقة من بداية تعديه على تماثيل الأسود، ومنعته من الاستمرار في جريمته وأحضرته لمديرية شرطة محافظة رام الله والبيرة، وبدأت إدارة المباحث العامة إجراءات البحث والتحري، وتوصلت إلى أن الشخص متعاطٍ للمخدرات وفقاً لإفادات شقيقه، وصادر بحقه أمر حبس لعدم دفع الدَّين. وأضاف رزيقات بأنه تمت الإستعانة برئيسة وحدة الطب النفسي في وزارة الصحة، الدكتوره سماح جبر، لإجراء الكشف الطبي على الشخص، وأفادت بأنه يعاني إضطرابات نفسية وبحاجة للعلاج وقام بفعلته تحت تاثير اضطراب نفسي. وقال العقيد رزيقات بأن الأجهزة الأمنية قبضت أيضاً على الشخص الذي حرّض على التعدي على التماثيل، وتم توقيفه مع الشخص المعتدي لحين إحالتهما للنيابة العامة.

صباح الخير ! هلا الموضوع والحادث الي صار امبارح صار بده تغيير تعليم ومناهج !وصار عنا فكر ظلامي ! الله اكبر.. الشرطة...

Posted by ‎ريم العمري Reem Omari‎ on Sunday, October 17, 2021

وفي أول تعليق حزبي على الحادثة، ندد الاتحاد الديموقراطي الفلسطيني "فدا"، بشدة بالحادث. وقال "فدا" في تصريح، إن تحطيم التمثال لا يتعلق بتحطيم صنم كما حاول المعتدي تصوير الأمر ودعمه البعض في ذلك، بل باعتداء وحشي على معلم تاريخي وفني ارتبط بوعي أهالي مدينة رام الله والذاكرة الجمعية لعموم المواطنين الفلسطينيين، وهو ردة وانتكاسة تريد العودة بالجمهور الفلسطيني إلى الوراء نحو حقب التخلف والسلفية والمحافظة والانغلاق، وهو في الوقت ذاته محاولة من المعتدي الآثم نفسه ومن مشايعيه لفرض الثقافة المشوهة التي ينادون بها لتسير في الاتجاه المعاكس لأجواء الانفتاح والتعايش والتسامح والاخاء التي سادت على الدوام بين أبناء مدينة رام الله التي تعتبر مدينة لكل سكانها. وأكد "فدا" أن النضال على جبهة الثقافة، لا يقل أهمية عن النضال على جبهة مقاومة الاحتلال من أجل الحرية والاستقلال الناجز والعودة، ومن يهادن أو يساوم أو يتخاذل على جبهة الثقافة من أكثر المرشحين للسقوط أمام المحتل وفي براثنه وخدمة مخططاته التي تسعى لتهويد كل ما هو فلسطيني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها