حجم الخط
مشاركة عبر
وصلت إلى سكوبيا، عاصمة مقدونيا، من بلغراد، في قطار البلقان الشهير. سكوبيا هي مدينة الاسكندر المقدوني، وتمثاله هو أكبر تمثال في البلقان، كنوع من المنافسة السياسية بين هذه الدول الصغيرة التي كانت خاضعة في يوم ما جميعها إلى الإمبراطورية العثمانية. تهمني التجربة البلقانية السياسية من حيث تماثلها مع الحالة العراقية، ففي حين قامت أوروبا بمذابحها الطائفية الشهيرة وعمليات التطهير العرقي والطائفي في العصور الوسطى المدفال الغربي، كانت الدولة العثمانية تنشر سياسة متسامحة مع الأديان والطوائف الأخرى في مستعمراتها. لكنه تسامح مشروط، بإعلاء المسلمين على جميع الطوائف الأخرى، ولا كنيسة أكبر من جامع في البلقان. لقد سمحت لجميع الطوائف والاثنيات بالاستقلال النسبي فتشكلت هويات فرعية قوية قاومت في ما بعد، فكرة الدولة الوطنية التي كانت من نتائج الحربين العالميتين.
وهكذا مررت بثقافات متعددة، كل ثقافة تنافس الثقافات التي تحيط بها. بالأمس استقليت القطار الذي استقله تشرشل في يوم ما، وتيتو وستالين، من محطة الحافلات الرئيسية في بلغراد الواقعة في بداية مدينة بلغراد القديمة، وعبرنا الجسر الذي بني فوق نهر سافا، ثم نهر درينا. من قرأ رواية "جسر على نهر درينا" لأيفو أندريتش؟ وفي الطريق مررنا على كرواتيا وكوسوفو. في سكوبيا، التقيت سنجانا تشوبسكوفا، التي كتبت كتاب البلقان ومغامرات أوربا السياسية، وهو واحد من اهم الكتب الصحافية في تحليل حالة البلقان السياسية. وسنجانا شاعرة مقدونية وصحافية شهيرة، عرفتني بالأمس على عموم المناطق الثقافية في سكوبيا، وعلى بعض مثقفي البلقان.
(*) مدونة نشرها الروائي العراقي علي بدر في صفته الفايسبوكية.
الجسر الحديدي ...وجبال البلقان في المقدمة وخلفها كوسوفو
مدينة التماثيل القديمة في مقدمة المركز القديم الذي حدثت فيه ثورة الاستقلال عن الامبراطورية العثمانية
تمثال الاسكندر المقدوني في سكوبيا حيث النافورات تصعد وتهبط كأنها تصلّي
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها