الأربعاء 2020/08/12

آخر تحديث: 14:31 (بيروت)

فؤاد.م فؤاد... القشرة الرقيقة التي نستر بها بؤسنا

الأربعاء 2020/08/12
فؤاد.م فؤاد... القشرة الرقيقة التي نستر بها بؤسنا
مرفأ بيروت من البحر (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
منذ أيام، منذ حادثة انفجار مرفأ بيروت، علتْ أصوات مثقفين سوريين، تستغرب (ومنها من يسخر، وآخر يستنكر، ورابع يحلل) لماذا اهتم العالم بتفجير بيروت، ولم يهتم لما حدث في سوريا (وهو استنتاج بالتأكيد خاطىء بدلالة كل محركات البحث)، ومنهم من وسع الدائرة أكثر إلى: لماذا ليس غزة، أو القدس. وتساءل (هذا الصوت): لمَ لبنان (وبيروت تحديداً) اسالتْ حبر الصحافة واستدعت رئيساً أوروبياً إلى قلب المرفأ ولم تتحرك شعرة تجاه سورية (وغزة والقدس). واستنتج هذا المتسائل/المتسائلون إن السبب هو مسيحية لبنان، أو وضعية لبنان التاريخية الملتبسة، أو لأن لبنان ببساطة هو (دلوعة) العالم والبلد (الغنوج) الذي نشأ (كمشروع فرنسي، كموطئ قدم فرنسي ثم غربي في شرق المتوسط) كما عبر عن ذلك أحدهم في بوست طويل استعمل فيه كل معارفه (المتوسطة) ليتنقل بين أفكار مختلفة من (وطن المسيحية الشرقية المقهورة) إلى مشروع النبي جبران خليل جبران (وضحالته) إلى ضيعة الرحابنة (ومئات السرقات) إلى العربية الجديدة للبستاني واليازجي.

توهمُ تحليلٍ يقود إلى توهم ِاستنتاج ليصل إلى مقولة مرضية (من المرض) أن (انتمائي الوحيد لسوريا وحلمي الوحيد في سوريا واملي الوحيد في سوريا. لبنان مجرد عاهة تعيق تطور المنطقة تماما مثل اسرائيل لانهما بنيتا بنفس العقلية).

محزن، إن لم أقل أنه مقرف، إن لم أقل أنه خطر، على جميع من في هذه المنطقة، لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، أن نقرأ ونُعجب (ونليّك) ونهز رأسنا موافقة على (هذا الطرح الجريء) الذي يذكرنا دائماً أن المصائب (لا تلم منا شملنا) بل على العكس، تكشط، وبألم، القشرة الرقيقة التي نستر بها بؤسنا...


(*) مدونة نشرها الكاتب والشاعر السوري فؤاد م. فؤاد في صفحته الفايسبوكية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها