الأربعاء 2020/08/12

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

الصراع على أهراءات بيروت

الأربعاء 2020/08/12
increase حجم الخط decrease
 
بُنِيت اهراءات القمح في مرفأ بيروت، في أواخر الستينيات في عهد الرئيس شارل حلو، بهبة من دولة الكويت وقد دشنتْ سنة 1970، وحضر افتتاحها أمير الكويت حينها، الشيخ صباح السالم الصباح. 

وشيّد الاهراءات (الصوامع) مجموعة من المهندسين التشيك يعملون لصالح شركة Prumastav. ونقل عن جان زيكموند من مركز أبحاث التراث الصناعي في كلية الهندسة المعمارية في الجامعة التقنية التشيكية، قوله: "بينما بلغت سعة أكبر صومعة في ما كان يعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا 92 ألف طن، فإن صوامع الغلال تلك (في بيروت) يمكن أن تخزن نحو 120 ألف طن من الحبوب". وكلّفت الصوامع 2.5 مليوني دولار، ارتفاعها 63 متراً. تتألف سعتها الاستيعابية من 42 صومعة اسطوانية، بقطر داخلي 8.5 امتار، وسماكة الجدران 17 سنتم، والارتفاع 48 مترا. وكان سركيس جولفايان هو المدير المسؤول للعمال الذين بنوا الأهراءات، ونشرت صورته الى جانب صور العمال على صفحات الفايسبوك.

والغريب أن بعض "الشعبويين" في وسائل التواصل الاجتماعي، نسبوا الأهراءات الخرسانية إلى أن السلطنة العثمانية، وبدأوا بتمجيد زمنها في إطار تحقير الزمن الراهن وكراهيته، وربما التمجيد ناتج عن غباء في القراءة والاطلاع... وتحول هذا الخبر مدار سجال وأخذ وردّ، ففي مقابل عشاق السلطنة، هناك بعض الاعلام الذي يعيش فوبيا رجب طيب اردوغان، ومحاولة شيطنة كل ما يمتّ الى تركيا بصِلة... ففي حين أن بعضهم يريد القول إن السلطنة العثمانية كانت مصدر ثراء، يحاول بعض الإعلام ربطها بالخراب والاستبداد...

والنافل أنه في العهد العثماني، لم يكن الإسمنت المسلح قد وصل إلى لبنان، ويعتبر مبنى السان جورج من اوائل المباني الخرسانية في بيروت، وهو بني في العشرينات من القرن الماضي بتوقيع المهندس انطون ثابت.

أما علاقة السلطنة العثمانية بمرفأ بيروت فشأن آخر، يقول المؤرّخ والأستاذ الجامعي حسّان حلّاق "في أواخر القرن التاسع عشر، لقي مرفأ بيروت اهتماماً كبيراً من الدولة العثمانية، لا سيما في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وتحوّل من مرفأ متواضع إلى مرفأ بكلّ معنى الكلمة، وإلى جانبه مرافق مثل الكرنتينا (للحجر الصحّي) والبنك العثماني، وموانئ متخصّصة ببضائع معيّنة، هي ميناء البطيخ وميناء البصل وميناء الخشب وميناء القمح". وترافق تطور مرفأ بيروت مع ولادة المدينة وتزايد عدد سكانها اثر حرب 1860 والتهجير الذي حصل في الجبل ودمشق.


سركيس جولفايان
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها