الخميس 2020/07/23

آخر تحديث: 13:56 (بيروت)

جان رطل لـ"المدن": شخصيات "المير" رسَمت وجهته

الخميس 2020/07/23
جان رطل لـ"المدن": شخصيات "المير" رسَمت وجهته
جان رطل (تصوير: سميح زعتر)
increase حجم الخط decrease
أطلق المخرج اللبناني جان رطل فيلمه الوثائقي "المير"، وهو عن القيادي الشيوعي أحمد المير الأيوبي الذي اغتيل أمام منزله في 13 حزيران 1979... تحضر الذاكرة في ثنايا الفيلم، ويحضر الماضي المر، أصدقاء ورفاق وأقرباء أحمد المير الأيوبي يروون عنه، عن زمن مضى ولم يمض، عن بلد تحول وتقلّب، وما زال يعيد نفسه... على هامش عرض الفيلم كان هذا الحوار مع جان رطل...

- لماذا غلّبتَ الجانب النوستالجي والإنساني على الجانب السياسي في فيلم "المير؟" 
مادة الفيلم التي حصلت عليها، تشكلّت من 16 ساعة من المقابلات مع أربعين شخصية، معظمهم يعرفون "المير أبو حسن" من قرب، وهذه الشخصيات هي التي رسمت وجهة الفيلم وسيره وشكله النهائي المنجز. لا أخفي عليك أن السياسة كانت تأسرني، بمعنى أني كنت أرغب ان يظهر أن المير هو القيادي الشيوعي الذي اغتيل في 13 حزيران 1979، بما يعني أن الحزب في أيامه، لم يكن تعرض الى تداعيات "البيريسترويكا"، ولا شؤون داخلية لبنانية أخرى مما حمله نتائج انهيار الاتحاد السوفياتي، وتبعات أزمات اليسار عموماً. وقد تكون هذه النظرة تحمل تحية لممارسة حزبية ميزت جيلاً من اليساريين، كان الشيوعيون على رأسهم.

- عادة ما يرسم المخرج سيناريو محدداً لفيلمه، هل رسمتَ السيناريو وتبدّل بعد اللقاءات مع أصدقاء أحمد المير الأيوبي وأقاربه؟
بكل الأحوال، كنت أحاول التعرف على صورة "أحمد المير الأيوبي" كإنسان فرد كيف يتعامل مع كل من يصادفهم، أكانوا رفاقاً في الحزب أو أبناء أو أصدقاء، وكمسار لما تبقى من صورة الأعمال التي تعاطاها. وذلك كله، على خلفية شخصية عصامية صنعت قدرها من دراسة بسيطة، لم تتعد الصفوف التكميلية، مارس أعمال الميكانيك والبناء وأشغال المرفأ، ليصبح كادراً متفرغاً يذهب الى دراسة حزبية شبه جامعية لثلاث سنوات كما توضح كراساته بخط يده المنمنم الجميل، وهكذا اطّلع على الفلسفة الماركسية، هذه المعلومات استقيتها من لقاءات مع العائلة كما مع الآخرين، ولو اني انطلقت من مخطط بسيط تطور وتعقد خلال العمل وبعد الانتهاء من جزء كبير من المقابلات.
 

- لو أن الإعلامية رلى الأيوبي، ابنة الراحل أحمد المير الأيوبي، ما زالت على قيد الحياة، وهي صاحبة فكرة الفيلم عن والدها مع شقيقها زياد، ما الذي كان تغيّر في الفيلم؟
تركتْ رلى، بالتعاون مع زياد، ورقتين ولائحة بالمفترض مقابلتهم. للأسف عدد كبير منهم فارق الحياة. هذا لا يعني أن فيلماً آخر بالتأكيد كان ليظهر لو كانت حاضرة. ربما لكان الفيلم أكثر بحثاً عن الأبوة ومكابدة الحرمان منها، خصوصاً أن رلى وزياد بالكاد يملكان صورة الأب وحضوره في حياتهما. 

- ما العوائق التي واجهت تنفيذ الفيلم؟ 
العائق الأساسي كان خلو الجعبة من الوثائق، ومع أني كنت خططت لتلافي ذلك بجمع كل ما توافر منها، والمتاح، إلا أن الأمر لم يكن في المتناول، خصوصاً لندرة وضحالة ما يتوافر، ربما لغياب الحرص والمهنية في هذا المجال. قد يبدو هذا الكلام خيالياً! لكن كلما ورد حدث وسرده أشخاص بشكل مختلف، كنت أحرص على الحذف للخروج من الاختلاف والتناقض. فلو توافرت مراجع موثوقة لكان الخيار مضموناً أكثر.

- من خلال مسار الفيلم، هل تعتقد أن اغتيال أحمد المير الأيوبي كان مقدمة لضرب وجه طرابلس التعددي؟ 
هذا ما اتضح بالوقائع الوارد بعضها في الفيلم. اذ أكد كل من التقيتهم على قدرات "المير" التحاورية، إضافة إلى أن جميع القوى السياسية من مشارب عقائدية مختلفة، كانوا يكنون له الاحترام في الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً...

- ما الفرق بين أن تخرج فيلماً عن الموسيقى الدينية، وفيلماً عن شخصية شيوعية؟ 
الموضوع هو ما يأسرك، والظروف تتحكم في الأشياء... ثمة أشخاص يلفتون انتباهك، في الحالتين الاقتراب من الشخصية يجعلني لا أتردد... في الانغماس بحثاً عن القيادي الشيوعي، هناك علاقة شخصية بالصديق حسن (نجل أحمد المير الأيوبي) إذ كان زميلي في المدرسة، وبالنسبة إلى الموسيقى، الموضوع مشابه.

- هل هذا الفيلم سيدفعك للبحث عن أفلام أخرى شبيهة به؟
لم أتصور أني بعد كورونا سأنهي الفيلم. لدي رغبة ملحة لتوثيق ظروف صعود وانهزام مشروع قيادي من نوع مختلف، بالتالي لشخصية أعرفها أكثر على المستوى الشخصي والعاطفي، وربما لقربها من الأسطورية. غير أن المشروع يحتاج الى ظروف لم تنضج بعد، ربما البلد يحتاج فسحة تتخطى الأربعين سنة على الغياب لنتحدث عن أبطال من نوع الشخصية التي أتمنى تقديمها في عمل توثيقي. تصور أني غير جاهز حتى للتصريح بالاسم!
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها