السبت 2020/06/06

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

بهلوانيات سعدي يوسف كدعاية سياسية

السبت 2020/06/06
بهلوانيات سعدي يوسف كدعاية سياسية
increase حجم الخط decrease
بشيء من الرطانة، قدم الصحافي في جريدة "عكاظ" السعودية علي الرباعي، "حواره" مع الشاعر العراقي سعدي يوسف، الصاخب والمتقلب والمزاجي والمتهور والبهلواني. ومن رطانة الصحافي قوله عن "أبي حيدر" أنه "حمل روحه على راحتيه في سبيل هجير العروبة اللافح، فأقصاه الواقع المتوحش إلى منافي الهجرات القارسة برودتها. لا يزال حلم الأخضر بن يوسف يانع الخطى. ورايته المتشحة بالإحمرار خلف البحار تلوح لترشد الظباء إلى حقول تغذي قاصديها بما يليق؛ وعبر مهاتفة مرئية على مدى ثلاثة أيام أقدم بين أياديكم هذه الحصيلة الحوارية"... 

ويقدم الصحافي أسئلة أو متفرقات، تقفز من الوديان الى الوهاد، يبدأ بـ"المعين القابل للتوظيف الفني"، ويعود الى "علاج الحنين"، وبلا مقدمات يسأله عن "تخلى بدر شاكر السياب عن الشيوعية"، ولم يكن جواب سعدي الا لأن "الحزب الشيوعي يكره المبدعين"، مذكراً بأن "حقب الاتحاد السوفياتي كان عدد من حكموا بالإعدام من المبدعين بالمئات". وهو يثني على امرئ القيس وعبد الرحمن منيف، ويهاجم البياتي وجبرا ابراهيم جبرا و"يعشق العرب لأنهم أهله، وينفي التباس قصيدته بالموقف السياسي، وينتهي قائلاً "ولعلمك لم أعد أحتمل الإقامة بعيداً من فضائي العربي".

ويدخل سعدي أو "الشيوعي الأخير" في أسطوانة التهديد الفارسي "وهو أخطر من تهديد الأمريكان والإنجليز، يريد الفرس أن يفعلوا بنا ما فعلوه بعربستان، أرى أنهم الخطر الأكبر على الأمة العربية، والفرس لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، وأنا ابن الإقليم فأخو جدي كان يعيش هناك ونحن في أبي الخصيب من الجهة الثانية لشط العرب وكنا نروح ونجيء على أنه بلد واحد، لكن الفرس لم يتركوه وغدروا بالشيخ خزعل بن جابر شيخ المحمرة واستولوا على الأحواز وتعمدوا تغيير الأسماء العربية للمدن واستبدالها بفارسية، للفرس مشروع توسعي يوجب الحذر والتصدي له".

ويصل الصحافي الى "زبدة الحوار" والدعاية السياسية، فيسأله عن "التحولات في المملكة؟ (السعودية) فجيبه "الشيوعي الأخير": "المملكة خير من الجمهوريات العربية كلها"، وما رسالتك لولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟ يقول الشاعر المشاكس: "أوجه له التحية، وقل له "سعدي يوسف يحييك ويقدر لك إخراج قدرات شعبك من القمقم"... و(القُمقُم في اللغة: إِنَاءٌ مِنْ مَعْدِنٍ فِضِّيٍّ أَوْ نُحَاسِيٍّ يُجْعَلُ فِيهِ مَاءُ الزَّهْرِ وَنَحْوُهُ، يُرَشُّ مِنْهُ عَلَى الضُّيُوفِ، إِنَاءٌ مِنْ نُحَاسٍ وَغَيْرِهِ يُسَخَّنُ فِيهِ الْمَاءُ وَيَكُونُ ضَيِّقَ الرَّأْسِ، وِعَاءٌ خُرَافِيٌّ كَانَ مَحْبَساً لِلْعَفَارِيتِ وَالشَّيَاطِينِ، إِناءٌ صغيرٌ من نحاس أَو فِضَّة أَو خَزَفٍ صِينىّ يجعل فيه ماءُ الورد).. وهناك يكون السؤال ما الذي قصده سعدي بالقمقم...

بدت الصحيفة السعودية، سعيدة بمديح سعدي لولي العهد، جلبت عنواناً من شاعر مخضرم في تمجيد "قائد المستقبل"... في الواقع لا تختلف مدائح سعدي عن شتائمه، هي مفرقعات لفظية، متكررة وليست جديدة، مرة يكون طيفها حول القذافي ومراثيه، ومرات ضد برهان غليون، وأحياناً تطاول محمد الحارثي في موته، وهلمّ.

في المختصر، بهلوانيات سعدي يوسف هذرية، لكنها ما زالت قادرة على صناعة الزوابع الفايسبوكية...
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها