السبت 2020/06/06

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

أحمد بيضون... الرفيق سالم

السبت 2020/06/06
أحمد بيضون... الرفيق سالم
محسن ابراهيم
increase حجم الخط decrease
لَمْ أفْطَن إلّا بَعْدَ زَمَنٍ من انقطاعِ صُحْبَتي لمحسن إبراهيم إلى معنى أن يُطْلِقَ على نفْسٰه في "منظَّمةِ الاشتراكيّين اللبنانيّين" ثمَْ في "منظَّمةِ العَمَلِ الشُيوعيِّ" اسماً تنظيميّاً بِعَيْنِهِ هو "الرفيق سالِم". كانَ القوميُّ العرَبيُّ، المقَرَّبُ في شَطْرٍ من مسيرتِهِ السياسيْةِ، إلى عبدِ الناصِرِ، قد اعْتَمَدَ لنَفْسِهِ الاسمَ التنظيميَّ لفرج الله الحلو، القائدِ الشيوعيِّ اللبنانيِّ الذي قَتَلَتْهُ الاسْتِخباراتُ الناصريّةُ في دمَشقَ تَحْتَ التَعْذيب! وكان هذا الاسمُ أيضاً هو الذي اشتُهِرَت به وثيقةٌ معروفةٌ في تاريخ الحزب الشيوعيّ السوريِّ اللبنانيّ هي "رسالةُ الرفيق سالم" المُخْزِيةُ التي أجبرَتْ قيادةُ الحزبِ البكداشيّةُ فرج الله الحلو على توقيعِها إثباتاً لتَراجُعِهِ عن معارَضةٍ عابرةٍ للموقف السوفياتيِّ من "قرار تقسيمِ فلسطين" المُتّـخَذِ سنة ١٩٤٧. كانَ مُحْسِن باختٰيارِهِ هذا الاسمَ يُشيرُ إذنْ إلى اعْتِمادِهِ، بَعْدَ هزيمةٰ ١٩٦٧، ماركسيّةً مستَقِلّةً عن الخطِّ السوفياتيِّ، مُخالِفةً أيضاً للتقْليدِ الستالينيِّ الذي كانَ لا يَزالُ مُحَكَّماً في العَلاقةِ بين الحزبِ السوفياتيِّ وأحْزابِ "الأطرافِ" وكانت آثارُهُ لا تزالٌ فاعلةً أيضاً في العلاقاتِ التنظيميّةِ السائدةِ في الأحزابِ الشيوعيْةِ العربيّة.
هكذا كانَ "الرفيق سالم" الجديد يُعْلِنُ، باختيارِهِ هذا الاسمَ، خروجَهُ من ولاءٍ قديمٍ (ناصريٍّ) ومغايرةَ ولائهِ الجَديدِ (الشُيوعيِّ) للتَقْليدِ السائدِ في مضْمارِه. هل بقيَ مُحْسن أميناً لهذين المغايرةِٰ والخُروجِ في سلوكٰهِ السياسيِّ والتنظيميِّ اللاحق؟ هذه مسألةٌ حديثُها يَطول...

(*) مدونة نشرها المؤرخ أحمد بيضون في صفحته الفايسبوكية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها