الخميس 2020/05/28

آخر تحديث: 12:46 (بيروت)

"المتوسّط" تعيد إنتاج "الكوميديا الإلهية": حسن عثمان ألمع مترجميها

الخميس 2020/05/28
"المتوسّط" تعيد إنتاج "الكوميديا الإلهية": حسن عثمان ألمع مترجميها
increase حجم الخط decrease
تبدأ منشورات المتوسط العمل على إعادة إنتاج ترجمة حسن عثمان لكتاب "الكوميديا الإلهية" لدانتي أليغييري، حيث كلَّفت لجنة علمية من كبار الأكاديميين والمترجمين المتخصصين في ترجمة ونقل التراث بين اللغتين الإيطالية والعربية، ببدء العمل على المشروع.

لعلَّ الاهتمام العربي الذي بدأ منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر بـ الكوميديا الإلهية، أفرزَ في ما بعد، أكثر من ترجمة للعمل، أضافت كلها إضاءات جوهرية ومهمة على العمل الأدبي الأهم في تاريخ الأدب الإيطالي، إن لم يكن العالمي. لكن من بين هذه الترجمات كلها، تظل ترجمة حسن عثمان، المؤرخ وأستاذ التاريخ الإسلامي والأوروبي؛ هي الأكثر إغراءً والألمع وذلك لأسباب كثيرة بحسب بيان دار المتوسط... تفرَّغَ حسن عثمان لدراسة دانتي والكوميديا الإلهية خاصة لمدة 10 سنوات من سنة 1941 وحتى سنة 1951، حيث شرع بترجمة الكوميديا الإلهية والتي استغرقته ثماني سنوات أخرى. واصل خلالها السفر على نفقته الخاصة وتارة كانت "اليونيسكو" تغطي له بعض تلك النفقات، زار مصادر العلوم التي نهل منها دانتي، وتتبع آثار الشاعر وأسفاره، وعايش الأماكن التي عاش فيها، خاض في الفنون التشكيلية وفي الموسيقى لدراسة ذائقة دانتي الفنية والموسيقية. وإذا كان المختصون قد اختلفوا على المدة التي استغرقها دانتي في كتابة الكوميديا الإلهية، فمنهم من قال أربع عشرة سنة ومنهم من ذهب إلى إثنين وعشرين سنة، فنحن أكيدون بأن مترجمها إلى العربية استغرقته ثماني عشرة سنة. وهذا ما لم يحدث في لغات أخرى حسب علمنا.

فحسن عثمان الباحث قبل أن يكون المترجم، هو من رواد منهج البحث التاريخي وكتابه المعنون بـ "منهج البحث التاريخي" يعد مرجعاً أساسياً في اختصاصه حتى أيامنا هذه، وقد تمكن بصدق من تطبيق هذا المنهج في اشتغاله على ترجمة الكتاب الذي يأتي تصنيفه الثاني بعد الكتاب المقدس غربياً وهو الكوميديا الإلهية. ولهذا السبب تجاوزت ترجمته للكوميديا الإلهية الترجمة بحد ذاتها، وجاءت النتيجة أننا أمام دراسة تاريخية شاملة لفترة حاسمة في تاريخ الفكر الإنساني وهي لحظة بزوغ عصر النهضة.

عليه، لا يأتي هذا المشروع احتفاء بدانتي وبالكوميديا الإلهية فحسب، بل أيضاً، بهذا المترجم الاستثناء ليس عربياً فقط وإنما عالمياً، ولعلنا ننجح بتحقيق آماله التي زرعها في نهاية ترجمته للكوميديا الإلهية حين قال: «وبعدُ، فإني أؤمل أن يأتي من بعد مَنْ يدرس، ويرتحل، ويصبر، ويستوعب، ويتأمل، ويستلهم، ويمسك باليراع لكي يعبّر عن دانتي في صورة أوفى وأجمل!»

سيبدأ المشاركون العمل على الترجمة منذ الآن، حيث شُكلت لجنة علمية من مجموعة من ألمع المترجمين المتخصصين في ترجمة ونقل التراث بين اللغتين الإيطالية والعربية تساندها مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في تاريخ القرون الوسطى وآدابه ولاهوته، وفي لغة دانتي والبلاغة الجديدة التي أسس لها، والآثار التي تركتها إلى اليوم على الآداب والفنون الغربية، وأخيراً في الأدب المقارن، حيث تتتبع آثار الثقافات الأخرى في الكوميديا الإلهية وآثارها العابرة للغات على الثقافات الأخرى. ستخرج هذه اللجنة بتصور مشترك حول ما ينبغي تقديمه من إضافة وتحديث على النص، مستندين على الدراسات الحديثة التي صدرت وتناولت الكوميديا الإلهية في السنوات الأخيرة.

تطلق منشورات المتوسط مشروعها هذا قبل أشهر قليلة من حلول الذكرى الـ700 لوفاة دانتي أليغييري... 

الأكاديميون والمترجمون المشاركون حسب الترتيب الأبجدي:

أمارجي: الاسم الأدبيُّ للشَّاعر والمترجم السُّوري رامي يونس.  
أماني فوزي حبشي: من مواليد القاهرة، 1968. حصلت على ماجيستير في الترجمة ودكتوراه في الأدب الإيطالي من كلية الألسن جامعة عين شمس. 
إيدّا زولّو غراندي: أستاذة اللغة والأدب العربي في جامعة Ca’ Foscari (البندقية) قسم دراسات آسيا وإفريقيا البحر متوسطية (DSAAM).
عز الدين عناية: أستاذ جامعي تونسي ومترجم عن اللغة الإيطالية.   
گاصد محمد: كاتب ومترجم عراقي (بابل 1981)، أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة بولونيا وجامعة ماﭼيراتا.  
نجلاء والي: باحثة ومترجمة مصرية، حاصلة على دكتوراه الآداب في اللغة الإيطالية بدرجة مرتبة الشرف الأولى من كلية الألسن – جامعة عين شمس. 
ماريّانا ماسّا: مترجمة إيطالية منذ العام 2008، حاصلة عـلى ماجستير في كلية العلوم العربية الإسلامية من جامعة L’Orientale في نابولي بتخصص في الأدب العربي المعاصر.
وائل فاروق: ناقد وأكاديمي وشاعر ومترجم مصري، حاصل على درجة الأستاذية في لغات وثقافات الشرق الأدنى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إيطاليا.  
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها