السبت 2020/04/04

آخر تحديث: 13:05 (بيروت)

عادل الأسطة لـ"المدن": الآن أعيش بين الهاتف والكتاب

السبت 2020/04/04
عادل الأسطة لـ"المدن": الآن أعيش بين الهاتف والكتاب
increase حجم الخط decrease
منذ فترة وأنا منشغل بمتابعة موضوع "صورة الفلسطيني في الرواية العربية في القرن الحادي والعشرين". لقد أنجزت مقالات عديدة ودراسات منذ أشهر، وما زلت أتابع الموضوع، رغم أزمة كورونا التي تشغل العالم كله. إن ما نمر به وما نعانيه بسبب كورونا، لم يقف حائلاً أمام متابعة الكتابة والقراءة في الأدبيات العربية التي تأتي على صورة الفلسطينيين، لكن الجديد الطارىء في كتابتي أخذ يتمحور حول تداعيات أزمة كورونا وانعكاسها في حياتنا، فقد انصرف ذهننا بدرجة كبيرة، إلى هذه الأزمة العالمية، وصارت ما نهجس به صباح مساء ونتابع أخبارها وما يجدّ فيها.

شخصياً، صرتُ أدوّن يوميات عما نعيش، أخلط فيها الجد بالهزل، وأرصد سلوكياتنا اليومية ومعاناتنا، ثم بدأت ألتفت إلى فترات ماضية مر بها العالم حينما عانى أوبئة التفت إليها الكتّاب وخاضوا فيها.

هكذا جعلني زمن كورونا أعود إلى كلاسيكيات الآداب العالمية، أقرأ بعض صفحاتها مجدداً، مثل قصص بوكاشيو "الديكاميرون". بل وجعلتني أتابع مقالات عن مسرحيات شكسبير، ورواية ساراماغو "العمى"، ورواية ألبير كامو "الطاعون". الآن أعيد قراءة رواية ربيع جابر "أميركا" حيث يحكي عن العام 1918، والمرض الذي انتشر في اسبانيا في حينه وهو الانفلوانزا الاسبانية.

ما زلنا ننتظر، فالوباء في بداياته.
دانييل ديفو كتب "يوميات سنة الطاعون" بعد نحو ستين عاما من فتك الطاعون وانتهائه.
الآن، تُكتب نصوص سريعة أشبه باليوميات، وهي متنوعة ومتفاوتة، ما بين جاد وساخر، وتختلط أحياناً الكتابة المأساوية بالكتابة الهزلية.

ربما يرصد كاتب بارع الأجواء التي نعيشها من خلال معايشته الواقع، ومتابعته ردود أفعال الناس لما يجري؛ كتابة ومشاهدة وإصغاء، ويكتب نصه الروائي. الرواية تحتاج إلى تأمل وإمعان نظر ودراسة نفسيات البشر أيضاً. من يدري إلى أين تسير الأمور، وربما العزلة المفروضة من خلال شعار "خليك بالبيت" تحد من معايشة الحدث، وإن مرت الأزمة وعدنا إلى حياتنا، فإننا قد نصغي إلى كثيرين يتحدثون عما مروا به.

الخلاصة:
الأمر يتعلق بما سيلمّ بالكورونا ذاتها. هل سينحسر الوباء ويتراجع أم سيستفحل؟ شخصياً، فرضت علي الكورونا عزلة أكثر. كنت يومياً أغادر المنزل لساعات، أتجول في الأسواق وأجلس في المقاهي وأصغي إلى سائق الحافلة وركابها، وأتحدث مع المكوجي وبائع الخضر والكتب، وكنت أكتب خربشاتي من هذا الواقع. الآن أعيش بين الهاتف والكتاب.

(*) شهادة رواها الكاتب والأكاديمي الفلسطيني عادل الأسطة لـ"المدن" عن يوميات كورونا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها