الأربعاء 2019/08/21

آخر تحديث: 17:45 (بيروت)

إسماعيل سراج الدين لـ"المدن":العرب في تراجع سياسي ونهوض ثقافي

الأربعاء 2019/08/21
إسماعيل سراج الدين لـ"المدن":العرب في تراجع سياسي ونهوض ثقافي
اسماعيل سراج الدين(مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
تحضيراً لـ"القمة العالمية للكتاب" في دورتها الثامنة التي تعقد في جامعة بيروت العربية بين 28-30 تشرين الأول/اكتوبر المقبل، وفد إلى بيروت أحد أعضاء القمة المؤسسين والمشاركين، الدكتور إسماعيل سراج الدين، للتعريف بهذا النشاط الثقافي الذي يحتفل بالكتاب على المستوى العربي والدولي. والدكتور سراج الدين، هو المدير المؤسس لمكتبة الإسكندرية، والنائب السابق لرئيس البنك الدولي، والحائز 40 دكتوراه فخرية، والكثير من الأوسمة، إضافة إلى عضويته التأسيسية في  عديد من الجمعيات العلمية الدولية التي تعنى بشؤون المكتبات والكتاب.

والقمة البيروتية الثامنة تنعقد في جامعة بيروت العربية برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري. وكانت مكتبة الكونغرس الأميركية في واشنطن قد أطلقت هذا النشاط واستضافته بدعم منظمة اليونسكو عام 2012، قبل أن تستضيف دوراتها اللاحقة كل من سنغافورة، والإسكندرية وإيرلندا ورومانيا وأذربيجان. وذلك بمشاركة اخصائيين في الكتب والمكتبات، وصناع قرارات ثقافية ومثقفين وخبراء وأكاديميين وكتّاباً من بلدان كثيرة. ومن أهم عناوين هذه القمة، البحث في شؤون المكتبات والكتاب باعتبارهما أداة جوهرية للثقافة، ومناقشة الأثر المستقبلي لأشكال التكنولوجيا الجديدة في نشر العلوم والثقافات.

والقمة الثامنة في بيروت تتضمن شراكات مع دور نشر ومؤسسات أكاديمية وفكرية في لبنان، إضافة إلى منظمات ثقافية دولية. ومن فعاليات هذه القمة:
- معرض للكتاب تنظمه دور النشر.
- استضافة خبراء عالميين بارزين حول طاولة مستديرة لمناقشة التطورات المستقبلية المحتملة في شؤون الكتاب في العالم العربي.
- معرض ملصقات للأكاديميين والفنانين الشباب.
- ورشة عمل تتناول اللغة العربية وإشكاليات النشر العربي
- افتتاح متحف للكتب النادرة في جامعة بيروت العربية

مقابلة مع سراج الدين
وفي مناسبة التحضير للقمة البيروتية، كان لـ"المدن" لقاء مع الدكتور إسماعيل سراج الدين جامعة بيروت العربية، للوقوف على تفاصيل نشاطات القمة ودورها. فاعتبر سراج الدين الكتاب "رمزاً وأداة أساسية للتعبير العلمي والثقافي في مراحل التاريخ الحديث على الصعيد العالمي والمحلي". وتحدث عن المرحلة الصعبة التي يعيشها الكتاب الورقي، نتيجة التغيرات الجذرية والثورية في المعرفة، بعد شيوع الأنترنت والنشر الإلكتروني.

لكن سراج الدين تساءل: لماذا يسود القلق اليوم في بعض الأوساط، بسبب احتمال اختفاء الكتاب الورقي المطبوع؟ مشيراً إلى دوره الرائد في نقل الفكر والمعرفة في الزمان والمكان طوال القرون السابقة. فالكتاب المطبوع خَلَفَ حقبة تداول المعرفة بواسطة اللفائف القديمة ما قبل اكتشاف الطباعة والمطابع. وقبل استعمال اللفائف في التدوين والكتابة، كان شائعاً تناقل المعرفة وتداولها بواسطة المشافهة التي تسمى اليوم الثقافة المحكية أو الشفهية، وأحيانا يطلق عليها الثقافة الشعبية. لذا ليس من المستهجن أن ينقلنا التطور الراهن إلى الثقافة الإلكترونية المطبوعة بالسرعة وتوسع انتشارها الآني.

ويرى سراج الدين أن التغير الجذري الكبير، هو ما يصيب نظام التعليم الذي كان قائما على التلقين، ويتجه اليوم إلى مرحلة جديدة يسميها التشارك المستمر. كما يصيب أيضاً المهن العلمية والطبية والهندسية على اختلافها، والتي لم تعد ثابتة، بل تتسم بالتغير السريع، نتيجة بث المعلومات الدائم في شتى ميادين المعرفة والاختبارات. وهنالك أيضا تغيّر يطال أساليب التأليف العلمي والثقافي في العالم كله. ويسمي الأساليب الجديدة في هذا المضمار بالطرق التفاعلية التي غيّرت العلاقة بالنصوص القديمة والراهنة. فالنص الإلكتروني لم يعد كالنص الورقي الثابت والمستقل في ذاته، بل صار يقوم على التفاعل الدائم، بإحالته في كل لحظة وبكبسة زر واحدة، على غابة من الترابطات مع مصادر متنوعة للمعرفة، منها الصور والفيديوهات والمكتبات والمراجع الكثيرة غير القابلة للحصر.

وفي الختام اعتبر سراج الدين أن المرحلة العربية الراهنة السيئة على الصعيد السياسي، تشهد نهضة كبرى على الصعيد الثقافي. ودليله على هذا أن أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين شهدت ما تشهده البلدان العربية اليوم: اضطرابات وحروب كبرى على الصعيد السياسي، ونهضة في مجالات الثقافة والفكر والتعبير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها