معرض الفن العربي: 40 فناناً أعمالهم بمتناول الطبقة الوسطى

وجاء في البيان الخاص بالتظاهرة الفنية إنها تسلط الضوء على أعمال حديثة ومعاصرة تتضمن الرسم، النحت، التصوير، وفن الخط.

وانبثقت فكرة المعرض العربي، من أهمية أن يكون للفنانين العرب معرض مستقل لعرض أعمالهم وإنتاجاتهم الثقافية والفنية على جمهور واسع، إضافة إلى الهدف بأن يكون الفن في متناول الجميع، يُمكّن من يرغب من الطبقات المتوسطة من اقتناء أعمال فنية من فروع مختلفة.

أما عن تسمية معرض الفن العربي، فيقول المنظمون إنه يعبّر عن الرغبة في جمع فنانين عرب ودوليين، وجعله مساحة تلاقٍ وحوارٍ بينهم للبحث في همومهم وقضاياهم. وثانياً، لأن المعرض لا بد أن ينتقل بين دول عربية، فينشر فيها رسالته، رسالة الفن للجميع، ويكون ساحة حوار بين فنانيها وفنانين من بلدان عربية أخرى، فيزرع فيها أملاً بأهمية الفن كجامع للأفراد والثقافات.

وستقام على هامش المعرض محاضرات وندوات تفاعلية، وورش عمل.

أما اختيار الأعمال، فتضطلع به لجنة لقبول الأعمال من أجل أن يكون للفن العربي مستوى متناسق.

وستكون هناك مروحة واسعة من أسعار الأعمال التي هي في متناول الجميع، حيث 75% من الأعمال لن تتجاوز أسعارها مبلغ خمسة آلاف دولار. وبذلك، فإن فنانين رواد تعرض أعمالهم في متاحف دولية وتباع بعشرات الآلاف، سيكونون مشاركين ضمن المعرض لعرض أعمال في متناول الجميع... لا نسخ عن اللوحات ولا أوراق مطبوعة ضمن المعرض، كلها فنون أصلية موقعة من الفنان(ة) بمروحة واسعة من الأسعار. إضافة إلى أنه ستصدر شهادة ملكية تُعطى للشاري بتوقيع المعرض والفنان، مع نبذة عن القطعة الفنية، لتكون شهادة حيازة مدى الحياة.

وفي دردشة مع "المدن"، أجاب مؤسس "ايديوسيتي"، فرحات فرحات، على سؤال بخصوص تميّز "معرض الفن العربي" عن بقية المعارض الفنية والغاليريهات المعروفة، لا سيما جعل اقتناء الأعمال الفنية المميزة، متاحاً للجميع، وخصوصاً الطبقة الوسطى، وليس حكراً على الفئة الميسورة. فهل الاقتناء هو شكل من أشكال نشر الفنون التشكيلية العربية، يرفد المعارض والغاليريهات؟ ولماذا الاهتمام بالطبقة الوسطى؟ هل تذوّقها للفن يمكن أن يكون أكثر أصالة من الطبقات الميسورة التي يمكنها شراء أي شيء وكل شيء بسهولة؟

يقول فرحات: "الفن هو هوية الشعوب ورسالتها منذ الأزل، لذا عندما يتم الكشف عن آثار الفراعنة، نجد أن ما تبقى من أثرهم بعد آلاف السنين هو الفن الذي ظهر في مقتنياتهم ومعابدهم ومجوهراتهم، كذلك الأمر عند اليونانيين القدماء والرومان، وبالتالي أهمية الفن أنه لا يمكن أن يكون حكراً على طبقة دون أخرى، بل الفن للجميع، وهذا هو شعارنا في معرض الفن العربي، الفن لا يمكن أن يكون حكراً على طبقة، بل هو مدماك أساي في رقي الشعوب وتحررها من براثن الأمية والجهل والتسلط". ويضيف فرحات: "لا أعتقد أن في موضوع الفن طبقية، بل جميع الطبقات هي ذواقة للفنون، قد يقوم شخص بظروف اقتصادية عادية بشراء واقتناء عدد من اللوحات الفنية، فالفن مثل الثقافة. هل تقتصر الثقافة على طبقة؟ بالتأكيد لا. بل قد يكون أفراد من جميع الطبقات والأحوال الاجتماعية وأصحاب المداخيل المتعددة، محبين للفنون أو عشاقاً للثقافة وللكتاب. ومَن يعشق الكتاب، لا بدّ أن يعشق الفن، فالمتذوق الأصيل هو من عرف معنى الفنان ومقاصده وما يرغب، بمجرد أن ينظر إلى عمله الفني، أكان لوحة أو منحوتة أو غير ذلك. ومَن عرف قيمة الكتاب واشتراه لأنه يغذيه روحياً، سيشتري العمل الفني لأنه سيغذيه ذوقياً وجمالياً وسيشعر مع الفنان بمقاصده ومشاعره التي ذرفها من أجل أن يصنع تلك الآية الجمالية".

وإذ حاولت "المدن" التعرف على بعض الأسماء المشهورة المشاركة في المعرض، وجنسياتها، أجاب فرحات: "الشهرة في معرض الفن العربي هي للعمل الجيد، حيث هناك لجنة لقبول الأعمال وذلك من أجل أن يكون الفن الجيد للجميع، الفن الذي يعتبر إستثماراً لمقتنيه وذواقه. لذا المشاركون في معرض الفن العربي يصل عددهم إلى أربعين فناناً من سبع دولٍ، شوهدت أعمالهم ووجدنا أنها تصلح أن تشكل رافداً جمالياً يغذي الروح".

فماذا عن أعمال الفنانين الشباب؟ وماذا عن الواعدين لكنهم ما زالوا مغمورين؟ هل تهتمون بهؤلاء لتكونوا منصة انطلاقتهم فنياً والترويج لأعمالهم؟ يجيب فرحات: "بالتأكيد، العديد منهم سيكونون في معرض الفن العربي، فالعمل الجيد هو المقياس لدينا، ونرغب بعرضه مهما كان مصدره، والفئة العمرية لمُبدعه، ومن أي بلد أو منطقة، لذا كانت فكرة اللجنة حيث يُنظر لجميع الأعمال إنطلاقاً من جودتها ويغيب الإسم عند النظر إليها، وذلك من أجل تقديم أرقى الأعمال التي تخدم الفن وأهله".

(*) معرض الفن العربي ARAB ART FAIR سيفتح أبوابه للزوار أيام 12 و13 و14 تموز/يوليو 2019 في فندق "مونرو"، وسط بيروت - من الساعة الثالثة حتى التاسعة مساءً.