السبت 2019/06/22

آخر تحديث: 12:59 (بيروت)

نيكولا سون لـ"المدن": الفرنسية تجد جسدها في موسيقى البرازيل

السبت 2019/06/22
نيكولا سون لـ"المدن": الفرنسية تجد جسدها في موسيقى البرازيل
نيكولا سون
increase حجم الخط decrease
في حال صح اختصار ممارسة نيكولا سون الفنية بعبارة واحدة، فمن الممكن القول إنه يفرنس البرازيل، ويبرزل فرنسا. فمنذ مراهقته، التي اتسمت بالميلومانيا، انجذب إلى الموسيقى البرازيلية، التي وقع بالمصادفة على أولى آثارها في ديسكوتيك والديه: أسطوانة جاز، مؤلفة من عشرين مقطوعة، واحدة منها برازيلية، لم يفهم ما هي، ولكنها، بقيت في ذاكرته. اذ انه، لاحقا، سيكون في حفلة من الحفلات المنزلية، وعندها، سيلقي نظرة على الديسكوتيك في الشقة حيث تدور، ويجد اسطوانة بوسا نوفا، مستعيراً اياها بلا ان يردها. فعندما استمع إليها "شعرت بالصدمة، وسألت نفسي من أين لهذه الموسيقى كل هذه الروح"، على ما يقول لـ"المدن". ومن يومها، لم يفارقها، لا، بل انها كانت بداية رحلته من باريس إلى أرضها، التي سيعيش فيها لسنوات، متنقلا بين برازيليا، وريو دو جينيرو، وساوباولو، ونورديست، ومتعلماً البرتغالية، "التي اكتسبتها في الأساس عبر الغناء". 


أدرك سون ان الموسيقى البرازيلية هي موسيقاه، "أحب تعقيدها الايقاعي، وخليط نغماتها، إنها غنية من هاتين الناحيتين على الأقل". وفي مطلع تمكنه منها، قرر ان يجعلها فرنسية، فكان ألبومه الأول، "باريوكا" (2010) ، الذي فرنس فيه كل من مونتييرو وموراوو، فضلاً عن القليل من المغنى الشعبي. على أنه، ومن بعد هذا الألبوم، قلب الآية، كما في ألبومه الثاني والثالث، "نورديستان" (2013) و" سامباتيك" (2016) بحيث انه برزل بعض من الموسيقى الفرنسية، لا سيما جاك بريل. في هذا السياق، يجد سون أن القران بين الموسيقى، البرازيلية والفرنسية، متاح بفعل عامل رئيس، وهو الصلة بين الوتيرة واللغة، الأولى، تتحلى بوتيرة بمقدورها ان توائم لغة الثانية، التي تشتمل على قدرة فونيمية مرتفعة، "من الممكن القول أن هذه اللغة تلتقي، في البوسا نوفا، بوتيرتها الحسية والمتمهلة، كما لو أنها جسدها".

لكن هذا لا يعني أن سون يكتب أغنياته بالفرنسية، ليجعلها برازيلية في صعيد الوتيرة، فحسب، بل أنه يضعها باللغتين على حد سواء. مرة، يكتب اغنيته بالبرتغالية، ومرة بالفرنسية، وفي الكثير من المرات، يدمج بينهما في مقاطع الأغنية ذاتها، مخترعاً كلمات منهما. وهذا مثلاً ما يقدمه في اغنيته المنفردة، التي أصدرها مؤخراً، بعنوان "لا ماليمولونس"، حيث يستطيع الاستناد الى اللغتين بالمناوبة الرشيقة، ومرد ذلك، اعتماد ايقاع يعبرهما. فيتمسك سون بصفة ملازمة للموسيقى، وهو أنها "تقطع كل حد، وتجعل طرفيه اللغوين يتداخلان ويتشابكان، لكي ينتجان معا لغة موسيقية ثالثة، وفي بعض الاحيان، هذا يحصل، وفي بعض الأحيان، لا".


وعلى الرغم من كل ورشته اللغوية والموسيقية هذه، لا يجزم سون في أنه تمكن من  صناعة أسلوب خاص به، فهو لا يزال يفتش، ويخلط، ويربط، وقبل كل هذه الافعال، يستمع."الكثير يخبرونني انهم صاروا في استطاعتهم تمييز اغنياتي مباشرة، لكنني، من ناحيتي، لا اجازف في التأكيد على ذلك". ومع ذلك، من الممكن الحديث عن توقيع لسون، وهو توقيع موضوعاتي، يغلب على عدد كبير من أغنياته، لتستوي على جو يتعلق بالاحتفال، باللامبالاة بالبارحة، بالتسكع، بشرب الخمر، وقراءة الشعر، كقصائد رامبو على سبيل المثال، الذي كان سون كان قد عمد إلى تأدية "ابديته". وفي الجو نفسه، هناك مخاطبة حبية دائمة، بالإضافة إلى حث على عيش جذل، لا يعكره الا بعض الجشن.

يحضر سون ألبومه الجديد، الذي سيتمحور حول برزلة إديث بياف، محولا أغنياتها الى ايقاع السامبا والنورديست، والفانك، والتشورو، والبوسا نوفا طبعا. فصحيح ان فرنسا، ومنذ العام 2005 بحسبه، قد انطلقت في التعرف على الموسيقى البرازيلية بطريقة رحبة، إلى درجة ان باريس الآن لا تكاد تخلو أسبوعيا من عرض موسيقي برازيلي، الا ان العكس لا يزال ضئيل. ولهذا، لا بد ترحيبه حتى يصير تفريق الموسيقتين عن بعضهما البعض صعب!

"بلاي ليست" الضيف
بعد سؤاله تركيب قائمة موسيقية برازيلية، اختار لكم نيكولا سون الأغنيات الخمس التالية:

-Ligia : João Gilberto & Stan Getz
-Jorge Ben : Comanche
-Luiz Gonzaga : Asa Branca
-Paulo Vanzolini : Samba triste
-Meta Meta : São Jorge

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها