الجمعة 2019/03/22

آخر تحديث: 16:36 (بيروت)

فلسطين والثورات والتطرف واللجوء في "أيام بيروت السينمائية"

الجمعة 2019/03/22
فلسطين والثورات والتطرف واللجوء في "أيام بيروت السينمائية"
تقام من 29 آذار إلى 6 نيسان 2019
increase حجم الخط decrease
تشكّل الدورة العاشرة لمهرجان "أيام بيروت السينمائية" التي تنظمها جمعية "بيروت دي سي"  ما بين 29 آذار الجاري و6 نيسان المقبل تحت عنوان "التنوّع"، ضمن "أسبوع بيروت السينمائي"، جولةً على "أهم القضايا الراهنة في العالم العربي"، من "المجازر الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، والتشتت الذي يعانونه، إلى ثورات مصر وتونس وليبيا، وظاهرتي التطرف والعنف، ومعاناة اللجوء، مروراً بالفقر والفساد والقضايا الإنسانية والاجتماعية"، وسعي المرأة العربية إلى "التحرر والإنطلاق".


وعقد منظّمو "أسبوع بيروت السينمائي" مؤتمراً صحافياً في فندق "بريستول" للإعلان عن برنامج الأسبوع الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة، ومنها مهرجان "ايام بيروت السينمائية" الذي يتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس "بيروت دي سي".

ويُفتتَح المهرجان مساء الجمعة 29 آذار الجاري بفيلم "عن الآباء والأبناء" الوثائقي للمخرج السوري طلال ديركي، أما فيلم الختام في 6 نيسان فهو "يوم الدين" من تأليف وإخراج السينمائي المصري ابو بكر شوقي، عن قصة رجل ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ينطلق في رحلة بحث عن جذوره. ويشمل برنامج المهرجان أفلاماً لأربعة مخرجين مصريين آخرين، بينها الوثائقي "الحلم البعيد" للمصري مروان عمارة والألمانية يوهانا دومكي، ويتناول قصص مجموعة من الشبان المصريين الذين يعملون فى أحد الفنادق الكبرى في شرم الشيخ، ويعيشون تجاذباً بين ما توفره لهم المدينة من حرية وكسب سريع، وما تمثله من حياة على الطريقة الغربية، من جهة، والتقاليد الشرقية التي نشأوا في ظلها، من الجهة المقابلة. ويظهر الفيلم كيفية تعافي شرم الشيخ من الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها قبل سنوات.



أما الوثائقي "أمل" للمصري محمد صيام، والذي عرض في افتتاح مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إيدفا) في 2017، وشارك في  أيام قرطاج السينمائية ومهرجان "كارلوفيفاري"، فيتناول الثورة المصرية من خلال فتاة كانت مراهقة عند حصول الثورة العام 2011، رافقتها الكاميرا المخرج حتى بلغت العشرين.

وفي "ليل خارجي"، اختار المخرج المصري أحمد عبدالله أن يُوظّف الكاميرا ليحكي تجاربه الشخصية وهواجسه وأحلامه، من خلال ثلاثة أشخاص من عوالم لا يمكن أن تتلاقى ويجدون أنفسهم مضطرين لقضاء ليلة معاً، يخالفون فيها شكل الحياة التي اعتادوها.

ويُعرَض فيلم "عفاريت الإسمنت" للمخرج المصري أسامة فوزي الذي رحل قبل مدة، في تحية تكريمية له في مناسبة عيد ميلاده الذي يصادف خلال شهر آذار الجاري.

ويتناول "تأتون من بعيد" للمخرجة المصرية أمل رمسيس، قصة غير عادية لعائلة فلسطينية، تشتتت وافترق أفرادها بسبب الاضطرابات التي شهدها القرن العشرين، بداية من الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها الأب نجاتي صدقي في النضال ضد حكم فرانكو، مروراً بالحرب العالمية الثانية، وبعدها النكبة الفلسطينية، ثم الحرب اللبنانية.

وخُصِصَت حصة كبيرة من المهرجان لفلسطين من خلال فئة "نظرة على غزة" التي تنظّم بالتعاون مع جمعية "التعاون"، ويُعرَض ضمنها عدد من الأفلام، بينها الوثائقي "طريق السمّوني" للمخرج الايطالي ستيفانو سافونا، والذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان "كان" في فئة "العين الذهبية"، ويتناول أحداث المجزرة التي سقط ضحيتها 29 من أفراد عائلة السمّوني خلال عرس في مدينة غزة، غالبيتهم من الأطفال والنساء، من خلال لقاءات مع الناجين من  تلك المجزرة.

ويتناول"ابولون غزة" للمخرج السويسري نيكولا واديموف، موضوع التمثال الأثري لإله الشمس والموسيقى أبولون في غزة والذي اختفى في ظروف غامضة.

أما البشر المخفيّون قسراً، أي ضحايا الخطف، فيتناولهم "طرس رحلة الصعود الى المرئي" للبناني غسان حلواني، وهو فيلم تجريبي وثائقي عرض للمرة الاولى في مهرجان لوكارنو حيث حصل على تنويه  خاص، ويتناول قصة رجل تم اختطافه في لبنان قبل 35 عاما، وكان المخرج شاهداً على أختطافه، ولم يظهر بعد، لكنّ المخرج يصوّر ظهوره على طريقته.



وفي البرنامج ايضاً، فيلم "بمشي وبعدّ" الوثائقي للمخرجة اللبنانية سينتيا شقير، الذي اقيم عرضه الأول في مهرجان روتردام، ويتناول اللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية، من خلال مهرجين، كانوا يحيون مهرجاناً للترفيه عن أطفال هؤلاء اللاجئين. وتستعيد المخرجة من خلال فيلمها الماضي اذ أن عائلتها كانت قد طلبت الأمان في اليونان خلال الحرب اللبنانية.

وفي أجواء مختلفة، يدور فيلم "المرجوحة" الوثائقي للبناني سيريل عريس الذي حصل على الجائزة البرونزية في مهرجان الغونة وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان "مدفيلم" في روما، وفيه يصور المخرج جده وجدته وطريقة تعاطيهما مع فاجعة وفاة ابنتهما.

ومن اللبناني غسان سلهب، الفيلم  التجريبي "وردة" المستوحى من حياة روزا لوكسمبرغ، اشهر شيوعية في التاريخ، بمناسبة مئوية اغتيالها. وهذا الفيلم الذي عرض في الدورة الاخيرة من  مهرجان برلين السينمائي، يستند على الرسائل التي كتبتها لوكسمبورغ عندما كانت في السجن في العام 1917. ويوقّع سلهب على هامش عرض فيلم مجموعة اسطوانات "دي في دي" لأفلامه.

ويتضمن البرنامج يوماً مخصصاً للافلام التجريبية، يُعرض فيه أيضاً، إلى فيلم سلهب، أفلاماً للمخرجين الشباب رامي صباغ وغادة الصايغ ولورنس أبو حمدان، وفيلم It’s a long way from Amphioxus للفلسطيني كمال الجعفري في اول عرض له بعد مشاركته في مهرجان برلين.

ويتمحور فيلم "حقول الحرية" الوثائقي، للمخرجة  الليبية- البريطانية نزيهة عريبي. على نضال نسائي من نوع  مختلف عن نضال روزا لوكسمبرغ، إذ يتناول طموح المرأة الليبية إلى التحرر من القيود التي يفرضها المجتمع عليها. وعلى خلفية الثورة  في ليبيا، تركز المخرجة على ثلاث فتيات مثقفات يتهيأن لبدء العمل في الطب والصيدلة، دون التخلي عن ولعهن بكرة القدم رغم الهجوم شديد واتهامات شتى من جانب رجال الدين لهن.

ومن السودان، قصة حبّ تدور في زمن الحرب الأهلية، من خلال فيلم "اكاشا" للمخرج حجوج كوكا الذي عرض ضمن أسبوع النقاد في مهرجان البندقية السينمائي، عن أحد أبطال الثورة السودانية الذي يعشق القتال بقدر عشقه لحبيبته. ويتناول الفيلم استمرار الحياة في ظل  الحرب.

أما حصّة المغرب العربي من المهرجان فثلاثة أفلام، أحدها "في عينيا" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي، عن قصّة شاب هاجر الى فرنسا واضطر الى العودة إلى تونس للاهتمام بابنه المصاب بالتوحّد، في حبكة مليئة بالمشاعر ومشاهد تعكس الوضع الاجتماعي والسياسي في تونس، والثاني "طفح الكيل" للمخرج محسن البصري الذي يسلط الضوء على المعاناة الاجتماعية للفقراء ومشاكل النظام الصحي في المغرب، من حيث الرشوة والإهمال، وحالة الاكتظاظ  التي تشهدها، في ظل هشاشة البنية التحتية.

أما الفيلم الثالث فهو "ريح ربّاني" للمخرج الجزائري مرزاق علواش، ويتناول فيه، كما عدد من افلامه السابقة، موضوع التطرّف والإرهاب، إذ يتناول قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية ضد منشأة نفطية في الجزائر لكن خلال الأيام القليلة التي تجمعهما في بيت واحد قبل الهجوم تنشأ علاقة حب من طرف واحد تغير مصيرهما معاً.

كما تستضيف "دار النمر" أمسية تكريمية للمخرجة الراحلة جوسلين صعب، في تحية لها.  ويدير الندوة المخرج هادي زكّاك، ويشارك فيها كلّ من فواز طرابلسي وميشال تيّان وملاك مروّة، الذي يتناولون نظرة ثلاثة أجيال إلى مسيرة الراحلة، وتخصص ليلة لأفلام الفيديو الموسيقية تقام في KED- الكرنتينا.

تجدر الإشارة إلى أن العروض تقام في "متروبوليس أمبير صوفيل"، فيما تستضيف "دار النمر" عروض "نظرة على غزة". ويُقام عرض لفيلم "طريق السمّوني" في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين. وتقام عروض أخرى في الجامعة الأميركية اللبنانية في بيروت وسينما إشبيلية في صيدا، وبيت الفنان في حمّانا.


21 مشروعاً قيد التطوير والإنجاز
في ملتقى بيروت السينمائي من 29 الى 31 آذار

يشارك 21 مشروعاً سينمائياً في الدورة الرابعة من ملتقى بيروت السينمائي التي تقام في فندق البريستول- بيروت ما بين 29 و31 آذار الجاري، ضمن "أسبوع بيروت السينمائي"، وتشكّل منصّة للإنتاج المشترك، تجمع نحو 40 اختصاصيًا ومنتجًا لبنانياً وعربيا واجنبياً.

وتشمل المسابقة الرّسمية للملتقى 14 مشروعاً قيد التطوير، وسبعة قيد الانجاز، فيما أدرِجَت ثمانية مشاريع خارج المسابقة.

والمشاريع قيد التطوير هي: من تونس "فولاذ" و"قصّ الراس"، ومن مصر "أبي يشبه حسن فتحي" و"في الجول"، ومن الجزائرComplexe Touristique  و"آخر ملكة"، ومن لبنان The Passion According to Andrew  و"كوميديا" و"الحكواتي بكعب عالي" و"العالم محزن وجميل" و"كَلَب"، ومن ليبيا "ذات مرّة في طرابلس – البصطارديا"، إضافة إلىA Respectable Family   (تونس، فلسطين) وWe Will Sit Under the Fig Tree  (الأردن، فلسطين).

أما المشاريع قيد الإنجاز فهي: من لبنان  A Long Breathو Beirut Hold’em  وState of Agitation  وEye of The Architect وبيت من زجاج (سوريا، لبنان)،  ومن تونس "المخبّل في كبّة"، إضافة إلى "ستموت في العشرين" (السّودان، مصر).

 "مختبر صناعة التأثير" من 26 إلى 29 آذار
ورشة عمل عن دور الأفلام الوثائقية في التغيير المجتمعيّ

في إطار برنامج "Good Pitch بالعربي" الذي يندرج ضمن أنشطة "أسبوع بيروت السينمائي"، تُقام ورشة عمل تفاعلية تشاركيٌّة تمتدُّ على أربعة أيّام بعنوان "مختبر صناعة التأثير" (Impact Lab)، يتدرب المشاركون فيها على دور مهنيّ جديد يُسمّى "منتِج التأثير"- Impact Producer، ويتمثل في صناعة التأثير من خلال الأفلام الوثائقية لخدمة قضايا المجتمع والمساهمة في "التغيير المجتمعيّ".

ويُقام "مختبر صناعة التأثير" في فندق البريستول من 26 إلى 29 آذار الجاري، ويجمع في دورته الأولى 31 مشاركًا من العالم العربي سيكونوا الجيل الأوّل من المحترفين المؤهّلين للقيام بدور"منتِج التأثير".

وستشكّل تسعة أفلام وثائقيّة طويلة من سبع دول عربيّة يقدّمها مُخرِجوها قاعدةً ومنطلقاً لإظهار مدى قدرة الأفلام الوثاقية على إحداث تغيير مجتمعي عميق واستِكشاف العلاقة التفاعليّة النامية بين السينما والمجتمع المدني. والأفلام التسعة هي: "أرض مضطربة" لرحاب شريده (فلسطين \ أستراليا)  و"عيوني" لياسمين فضّه (فلسطين \ المملكة المتحدة)، و"باب الشرق"لحرام لميدو علي (العراق)، و"فولاذ" لمهدي هميلي (تونس)، و"عاش يا كابتن" لمي زايد (مصر)  و"المعّلقات" لمریم عدو (المغرب)  و"يوم أكلت السمكة" لعائدة الكاشف (مصر) و"نحن من ھناك" لوسام طانيوس (لبنان)  و"العائلة الكبرى"  من إخراج إليان راهب (لبنان)  وإنتاج  لارا أبو سعيفان (فلسطين- لبنان).

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها