الإثنين 2019/02/18

آخر تحديث: 12:49 (بيروت)

كافكا رساماً

الإثنين 2019/02/18
كافكا رساماً
كافكا
increase حجم الخط decrease
عندما كان الطالب فرانز كافكا يشعر بالضجر وهو يستمع إلى المحاضرات الجافة في كلية الحقوق، كان "يخربش" بعض الرسوم على هوامش أوراقه. وكان صديقه ماكس برود، يستعير منه هذه الأوراق ويقتطع الرسوم منها ويحتفظ بها. كان برود يرى كافكا رساماً حقيقياً يمتاز بطاقة وماهية مميزتين. بعد وفاة كافكا نشر برود بعض هذه الرسوم، واحتفظ بالباقي في تركته الأدبية، التي لم تنشر بعد.

في العام 2011 أعيد نشر مجموع الرسوم، التي كانت قد نشرت سابقاً في مواضع عديدة، في كتاب جميل يقع في 110 صفحات من القطع الكبير (26x 20 سم)، ثمن النسخة منه 20 يورو. نشر هذا الكتابَ المؤرخُ الأدبي والفلسفي نيلز بوكهوفه؛ وهو رئيس جمعية كافكا الهولندية وواحد من أهم المتخصصين الأوروبيين في أدب كافكا. 

وفي كتاب "حوار مع كافكا" الذي كتبه صديق كافكا غوستاف يانوخ، يقول الأخير أنه حين شاهد كافكا يرسم، أخفى الرسوم، لكنه سمح له برؤيتها في ما بعد، وقال:
"هذه الرسوم ليست بريئة كما تبدو للوهلة الأولى. إنها بقايا رغبة قديمة وعميقة"... هز كافكا رأسه ببطء: "اوه كلا! إنها ليست مؤذية كما تبدو. هذه الرسوم هي بقايا لشغف قديم ومتجذر بعمق. ذلك سبب محاولتي لاخفائها عنك. إنه ليس على الورق، الشغف موجود داخلي، لطالما أردت أن أكون قادراً على الرسم، أردت أن أرى، وأتمسك بكل ما كان يُرى. ذلك كان شغفي"...

ويقول الناقد الفني فيليب هارتغان عن رسوم كافكا: "أذهلني كيف أن هذه الإيماءات البسيطة، هذه التعرجات من المعصم، تحتوي على ايحاء او تصنع علامة مميزة، وباقتضاب ملحوظ، بحيث أن أكثر الفنانين خبرة يمكن أن يتعلم شيئاً منها".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها