السبت 2019/12/14

آخر تحديث: 12:07 (بيروت)

أما آن لعصر البَنايِك أن ينتهي؟(*)

السبت 2019/12/14
أما آن لعصر البَنايِك أن ينتهي؟(*)
تصير بطاقة الائتمان أسوأ من "كرت الإعاشة" (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
كلمتان تشغلان بال الناس في لبنان: المصرف وجمعها مصارف، والبنك وجمعها بنوك وأبناك.
الأزمة تسمح باشتقاقات لغوية متعددة للكلمتين، وبمحاولة تفسيرهما بطريق جديدة.
فالمصرف هو ما يختزن الصروف، والصروف كما جاء في "قاموس المعاني" هي جمع صَرف وهي نوائب الدهر وشدائده.

من كلمة مصرف يمكن أن نشتق فعل تمصْرَف، وهو على وزن تمزرط، فالمواطن حين يحاول سحب مدخراته من المصارف يواجه بتمصرف أصحاب المصارف من خلال تمزرط الموظفات والموظفين، وسماجتهم، وعلامات اللصوصية التي تنضح بها وجوههم وكلماتهم.
وعندما لا يقتنع الزبون، ويسمونه بلغة المصارف العميل، أو لا يرضخ للتمصرف، فإن المتمصرفين يلجأون إلى قوات الدرك التي تحرس مقرات عصابة أصحاب المصارف، وعندها يصبح مال الناس ممنوعاً من الصرف.

أما كلمة بنك فمُعرَّبة، لكنها دخلت قاموس المعاني. وفي العربية يقولون، بنّك الخدم، أي تحدثوا بأسرار البيوت.

التبنّك تخفي سراً، يمكن أن يكون في حالتنا سرية تهريب الأموال وشفطها.

من اسم بنك يمكن أن نشتق فعل تبنيك. وفعل التبنيك، بالباء وليس بالميم، يحصل أمام آلات سحب العملة. يضع الزبون بطاقته كي يسحب من أمواله، فتبدأ عملية تبنيك لا أول لها ولا آخر، وتصير بطاقة الائتمان أسوأ من "كرت الإعاشة".

نحن في زمن التمصرف والتبنيك، يضربون المعتصمين بالعصي ويدوسونهم بالأحذية العسكرية ويطلبون منهم ألا يشتموا... أما آن لعصر البنايك أن ينتهي؟


(*) مدونة نشرها الروائي الياس خوري في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب