السبت 2019/12/14

آخر تحديث: 12:25 (بيروت)

جميل ملاعب لـ"المدن": الغرافيتي يشبه صوتاً بشعاً يريد الغناء

السبت 2019/12/14
increase حجم الخط decrease
بعدما رسم الفنان اللبناني، جميل ملاعب، وهج انتفاضة 17 تشرين في بيروت وطرابلس، من خلال ساحتي الشهداء وعبد الحميد كرامي، في لوحتين انتشرتا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ها هو يرسم ثورة بعلبك، صيدا وصور كـ"مدينة لكل اللبنانيين العالم" مستعيداً أسطورة الأميرة أوروبا...

في لوحتي بيروت وطرابلس، رسم ملاعب المشهدية على عادته، ببساطة، من دون تعقيدات وإبهام، وبألوان زاهية وجاذبة. رسم الساحتين والحشود التي بدت كأنها شخص واحد، والعلَم اللبناني يعلن الهوية والهدف، فضلاً عن المكان والعمارات وبعض الكلمات... في لوحاته الجديدة، يبدو الأشخاص أوضح، أقرب للرائي، ربما لأن صورة الثورة كانت على هذا النحو، فأعداد المشاركين فيها اختلفت من مدينة إلى أخرى، فاختلفت الصورة وطريقة التقاطها. هذا الى جانب أن الفنان يسعى لإظهار مَعالِم المدن ورموزها وناسها وقلاعها وأساطيرها، سواء بعلبك وعواميدها وقلعتها، أو صيدا وقلعتها وسوقها، أو صور وبحرها وأميرتها أوروبا (تقول الأسطورة أن الإله اليوناني زيوس، خطف الأميرة الفينيقية الشابة، بعدما اقترب منها في هيئة ثور أبيض، وكانت رحلة إخوتها ووالدتها للبحث عنها في بلاد اليونان).

يقول ملاعب لـ"المدن": "كرسّام تشكيلي، أتفاعل بمهنية مع الحدث، استوحي من وقع المشهديات. تعوَّدت أن ألاحق الأحداث، خصوصاً الأحداث الجليلة والجميلة، أشارك فيها بالألوان والريشة، أعبّر عنها بطريقه فيها مسؤولية شخصية، ومسؤولية جمالية وتاريخية. بعد بدء الانتفاضة، قدمتُ عملاً عن بيروت وآخر عن طرابلس، وبدأتُ أنتقل من مدينة إلى أخرى، لكل مدينة لوحة أو أكثر، ولكل لوحه فكرتها خصوصيتها ووقعها". 

نسأله هل ستؤثر الثورة في الفن التشكيلي؟
يقول ملاعب: "كل شيء فعل وردّ فعل، الإنسان ليس حجراً، ويتفاعل مع الأحداث بشكل تلقائي، حتى مع أبسط الأمور التي تحدث أمامه وفي يومياته، وكذلك الرسّام، يبحث عن لحظة تكون أقرب إلى خزان للإنسانية والذاكرة ومرايا الوجود، ولحظة مبهرة تتجلى في الألوان". ويرفض ملاعب إعطاء رأيه في بعض من رسم الانتفاضة.

أما غرافيتي في جدران بيروت، فيقول إنه لا يستسيغ الغرافيتي العشوائي الذي يُنفّذ بلا تنسيق، ولا يحبّه ولا يلتقي مع مزاجه، فهو يبدو بالنسبة إليه مثل "الصوت البشع الذي يريد أن يغني، وبعض هُواة الغرافيتي يبحثون عن الشهرة فحسب". 

ويشارك جميل ملاعب، مع مجموعة كبيرة من الفنانين، في غاليري جانين ربيز، في رسم الحراك ودعمه وخلق مساحة تعبيرية بتنسيق من نادين بكداش. وعن هذه التجربة يقول: "هي تجربة جيدة، تشارك فيها مجموعة كبيرة من الفنانين اللبنانيين، بعضهم جديد وبعضهم الآخر من المحترفين، وما يجمعنا في الغاليري هو حرية التعبير وحرية اختيار المادة والموضوع واللون والفكرة، تجارب جديدة أشجعها بإيجابية، أشارك برُسوم عديدة أنجزتها، عن ساحات الثورة في صور وصيدا وطرابلس وبعلبك وبيروت".

الجدير ذكره ان الأعمال المشاركة في غاليري جانين ربيز، تتضمن الرسم والتجهيز والنحت والصورة الفوتوغرافية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها