الخميس 2019/11/21

آخر تحديث: 13:51 (بيروت)

"عين الشرق" بالألمانية.. رداً على الاستشراق المحلي

الخميس 2019/11/21
"عين الشرق" بالألمانية.. رداً على الاستشراق المحلي
increase حجم الخط decrease
أصدرت دار النشر الألمانية "Free Pen Verlag" في مدينة بون، قبل أيام، الطبعة الجديدة المترجمة إلى الألمانية من رواية "عين الشرق"، للروائي السوري إبراهيم الجبين، من ترجمة للدكتور عدنان وحود. وكانت الطبعة العربية قد صدرت قبل عامين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.

"Auge Des Orients" رواية عن دمشق وعوالمها الخفية، والطبقات التي تتالت على التراكم فيها من سكان ومهاجرين، أبرياء وقتلة، ضحايا وجلادين. يقول الجبين لـ"المدن" عن روايته إنها "عالم مستنسخ عن عالم لا يعرفه الآخرون. تفاصيل المدينة الدقيقة، حميميتها وحرارة أحجارها وحاراتها العتيقة، إضافة إلى صورتها المقلوبة عما يدور في العقل الاستشراقي الغربي. ذلك العقل الذي رأي الشرق ساحراً فاتناً فغض النظر عن مأساة الإنسان الشرقي، واكتفي بالاحتفال بمظاهره وكنوزه وثرواته". ويضيف الجبين: "على أن هناك استشراقاً آخر تترصده الرواية، يختبئ بين أهل الشرق أنفسهم، هو استشراق النخب التي قادت البلاد إلى الحريق. نخب سياسية وفكرية وثقافية واقتصادية نظرت باحتقار إلى البلاد وملايين الناس، ولم تحفل بتطلاعتهم، وألصقت بهم تُهم الإرهاب والتخلف والغباء، متوهمة أنها وحدها تمتلك الجدارة بالحياة. والمشهد في "عين الشرق" لا يختلف كثيراً عما رآه اللبنانيون بعد 17 تشرين، والذي عكسته بجلاء انتفاضة اللبنانيين على الطبقة السياسية وعلى نظام الحكم الطائفي والفشل في إدارة الدولة".

وعن ترجمة روايته إلى الألمانية، يقول الجبين: "لا شك أن نقل الأدب العربي إلى لغات العالم أمر مثير. لكن مع الأسف ما تم نقله وما ينقل اليوم، لا يعدو كونه وصفات مركبة سلفاً حسب معايير الجوائز وحسب طاقة المترجمين الذين لم يعد لديهم الجَلَد ولا القدرة اللغوية الكافية لترجمة أعمال مهمة، فاكتفوا بتناول الخفيف من الأعمال الأدبية العربية التي ينتقونها بالتساهل ذاته. بالنسبة إلي، لا أستطيع القول إني أكتب أعمالاً سهلة، ولذلك فإن ترجمتها تطلبت جهوداً مضاعفة بذلها العالم السوري الألماني الدكتور عدنان وحود ومستشاروه من المتخصصين. حتى أنه قرر وضع قاموس خاص في نهاية الكتاب لبعض المفاهيم والشخصيات والأماكن والأحداث التاريخية التي وردت في الرواية كي يسهل على القارئ الألماني العودة إليه للمزيد من المعلومات".

ويؤكد الجبين أن القارئ الألماني سيجد في "عين الشرق"، أزمة من أزماته المتصلة بالقضية السورية. وذلك من خلال الشخصية النازية المهمة التي يمثلها أحد أبطال الرواية، ألويس برونر، مساعد رئيس جهاز ss النازي الذي انتقل إلى الحياة في دمشق وعمل مستشاراً لحافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار، ومات في العام 2010 بعدما ساهم فعلياً في تأسيس أجهزة المخابرات السورية وجعلها نسخة عن التصميم النازي الألماني. ولم ينس برونر أن يترك محرقة كمحرقة أوشفيتز، في سجن صيدنايا وغيره من الصروح الرهيبة التي يعرفها السوريون جيداً.

مترجم الرواية، الدكتور عدنان وحود، مهندس دمشقي، هاجر إلى ألمانيا مطلع السبعينيات ودرس فيها وعمل على نقل الصناعات النسيجية السورية العريقة إلى المصانع الألمانية بإدخال عشرات الاختراعات لاحقاً في أكثر من مكان في العالم. يقول وحود في مقدمة الترجمة: "رغم أني لا أعمل مترجماً، إلا أني وجدت أن نقل هذه الرواية إلى اللغة الألمانية، واجب كبير علي، لمعرفتي الكبيرة والحميمة باللغتين الألمانية والعربية، وكذلك لمعرفتي بدمشق التي وُلدت في أحد أحيائها العريقة، حي "مئذنة الشحم"، وهو المكان الذي ولد فيه نزار قباني، شاعر السوريين والعرب في القرن العشرين، بالقرب من البزورية، ذات العطور والألوان والروائح الفاتنة. وعاش في الحي ذاته، الرئيس شكري القوتلي، أحد أهم صناع التاريخ السياسي السوري المعاصر". ويضيف وحود: "ما وجدته من جديد في رواية إبراهيم الجبين عن دمشق، "عين الشرق"، أنها نقلت مناخات دمشق وأجواء الدمشقيين عبر صفحاتها، مصورة يوميات الناس وحياتهم. وكذلك التحولات الفكرية والسياسية والاقتصادية التي صنعت تاريخهم القريب والأهم، صنعت لحظتهم هذه التي يراها العالم ويصعب على كثيرين فهمها".

الطبعة الألمانية من "عين الشرق"، جاءت في 375 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف للرسام الألماني الشهير غوستاف باورنفايند رسمها في دمشق القديمة العام 1890.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها