حجم الخط
مشاركة عبر
عن منشورات نابو في بغداد، صدرت حديثاً الرواية الجديدة للكاتب العراقي أحمد سعداوي، وهي الخامسة في ترتيب إصداراته الروائية. ومعلوم أن سعداوي نال الجائزة العالمية للرواية العربية 2014، عن روايته "فرانكشتاين في بغداد".
"دي" قد يكون اختصاراً لاسم ذلك الملاك الطيف "ديفالون"، لكنه أيضاً وبشكلٍ أساسي اختصار لإسم تلك الفتاة البغدادية التي يرافقها هذا الملاك "ديالى عبد الواحد"، وهي تسرد يومياتها المدوّنة في دفاتر مذكراتها الأربعين، التي سوّدتها بالأحداث والهواجس والأفكار واعتمالات الذات العاطفية منذ أن كان عمرها 15 عاماً. ويمكن أن تكون في الوقت نفسه مذكرات لجيل كامل من النساء العراقيات يصارعن ظروف الحروب المتتابعة انتهاءً بالحرب مع داعش وأشكال العنصرية والرغبات والمطامح والآمال.
"مذكرات دي" جاءت في 400 صفحة من القطع الكبير، و31 فصلاً. وتزيّن الغلاف لوحة للفنانة العراقية حنان البيّاتي.

6 ـ
ينزل ديفالون عادةً مع أولى ساعات الصباح، حين تفتح هذه الإنسية التي اسمها "ديالى عبد الواحد" عينيها، ويبقى بجوارها على مدار الوقت، يراقب تنفسّها ويتابع يومياتها الرتيبة، وكيف تتصرّف وتتعامل مع ما يواجهها من أحداث أو بشر، ولا تبخل عليه، من دون أن تعرف بوجوده، بانفعالاتها الغزيرة التي تزيد من رصيد الديكالات لديه.
لقد منحته ديالى مختلف أنواع الانفعالات، ولا سيما أثقلها وزناً التي تنضح ديكالات أقوى؛ البكاء والشعور بالألم والانسحاق والمرارة في الفم.
لو دقّق آمو كاني، كبير مجمع الأطياف، قليلاً ورغب في سحق ديفالون لذكر أن الأمر لا يتعلق بمجرد خطأ أو خطيئة ارتكبها ديفالون بمساعدة ديالى هذه، وانما هناك شيء أكثر عمقاً ينبغي الوقوف عنده، فهذا الطيف النشط الذي يقترب من إقفال خاناته كلّها له صلة عميقة مع هذه الإنسية الضعيفة، حتى انه استعار اسمه منها.
لقد منحته ديالى مختلف أنواع الانفعالات، ولا سيما أثقلها وزناً التي تنضح ديكالات أقوى؛ البكاء والشعور بالألم والانسحاق والمرارة في الفم.
لو دقّق آمو كاني، كبير مجمع الأطياف، قليلاً ورغب في سحق ديفالون لذكر أن الأمر لا يتعلق بمجرد خطأ أو خطيئة ارتكبها ديفالون بمساعدة ديالى هذه، وانما هناك شيء أكثر عمقاً ينبغي الوقوف عنده، فهذا الطيف النشط الذي يقترب من إقفال خاناته كلّها له صلة عميقة مع هذه الإنسية الضعيفة، حتى انه استعار اسمه منها.
لقد غيّر ديفالون اسمه ثلاثاً وستّين مرّة على مدى ألفين وخمسمئة سنة، أمّا هذا الاسم الأخير فلم يستلفه من إلهٍ أرضيّ، أو شخصية بطلٍ ما كما فعل آمو كاني ذات مرّة باستلاف اسم مردوخ مثلاً، وانما هو اسم مصنوعٌ لم يكن له وجودٌ في ما سبق، ومن صنعه واخترعه هو هذه الانسية التي اسمها ديالى عبد الواحد.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها