الجمعة 2019/10/04

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

تجارة الجنس في محيط المقامات الدينية

الجمعة 2019/10/04
تجارة الجنس في محيط المقامات الدينية
احدى ضحايا الجنس
increase حجم الخط decrease
كشف تحقيق استقصائي قامت به "بي بي سي" بشكل سري، عن مكاتب الزواج التي يديرها بعض رجال الدين في مناطق قريبة من بعض المقامات الدينية في العراق، وكان معظم رجال الدين الذين جرى الاتصال بهم على استعداد لتقديم "زيجات متعة" لفترات قصيرة جداً.

ويشير فيلم "بي بي سي" الوثائقي، إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات، تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال. ورصدت كاميرا مخفية، رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القاصرات بأنهن "عرائس حلال". وتظهر التقديرات، أن نحو مليون امرأة عراقية قد ترمّلنَ وتشرد عدد كبير منهن بعد الحروب التي شهدها العراق، الأمر الذي دفع العديد منهن لقبول زواج المتعة بسبب الحاجة، كما قال بعضهن لـ"بي بي سي".

ووجد الفريق أدلة على أن زيجات المتعة متاحةٌ في بعض المناطق القريبة من الأضرحة في العراق. وعلى سبيل المثال، تحدث الفريق مع عشرة من رجال الدين، في منطقة الكاظمية ببغداد، التي تضم أحد أهم مراقد ومزارات المسلمين الشيعة.

وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة، ينار محمد، التي تدير شبكة من الملاجئ النسائية في أنحاء العراق: "إن الفتيات يُعاملن على أنهن سلع ولسن بشراً، إذ بإمكانك استخدام سلعة معينة بحسب الشروط المحددة والمسموح بها، أي إفعل ما تشاء من دون المسّ بعذريتها، التي يُحتفظ بها للصفقة الكبرى في المستقبل"، وتقصد بذلك الزواج. ففي حالة فقدان العذرية، "يُنظر إليها على أنها غير قابلة للزواج، بل وتتعرض لخطر القتل على أيدي أسرتها لأنها جلبت العار لها، لأن الفتيات والنساء عموماً هنّ من يدفعن الثمن دائماً" في رأي ينار.
 
وسجل صانعو الفيلم الوثائقي محادثاتٍ صُورت سراً مع رجال دين يقولون فيها إنهم على استعداد لجلب الفتيات الصغيرات. كما قدموا شهادة لقاصر قالت إن رجل دين استغلها للغرض نفسه، وأكد روايتها شهود آخرون.
وصور الفريق أيضاً سراً، رجل دين يقدم فتاة كان قد جلبها معه، من أجل المراسل المتخفي، وأشار بعدما امتنع المراسل المضي قدماً في إجراءات زواج متعة محتمل ليوم واحد، إلى أنه قد يفضل فتاة في سن المراهقة، وعرض عليه أن يجد له واحدة بهذه المواصفات. لقد كان الشيخ يتصرف كسمسار.
 
ويصف رجلان، من أصل ثلاثة رجال دين صوّرهم فريق "بي بي سي" سراً، نفسيهما بأنهما من مقلدي "آية الله السيستاني"، أحد أعلى المراجع الدينية لدى المسلمين الشيعة. لكن مكتب السيستاني قال في رد على أسئلة لـ"بي بي سي": "إن هذه الممارسات إن كان لها واقع كما ذكرتم فهي مدانة ومستنكرة بكل تأكيد، ومن هو من أتباع المرجعية الدينية حقاً لا يقوم بها، والزواج المؤقت الذي يجوز في مذهب الإمامية -وكذلك ما يشبهه من الزواج المبني على إسقاط الحقوق الزوجية عدا حق المضاجعة - لا يسوغ أن يتخذ وسيلة للمتاجرة بالجنس بالطريقة المذكورة التي تمتهن كرامة المرأة وإنسانيتها، ولا يتبعها إلا ضعاف النفوس الذين لا يتورعون عن استغلال الدين وسيلة للوصول إلى أهدافهم غير المشروعة".
 
وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها الإعلام إلى رواج الجنس في محيط المقامات الدينية، إذ سبق أن نُشرت تقارير وتحقيقات عن رواج هذه الأفعال في دمشق أيضاً، في محيط مقام "السيدة زينب".



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها