ومنحت جائزة هذا العام للشاعر والمترجم التونسي آدم فتحي. الذي يواصل إصدار مجموعاته الشعرية وترجماته منذ ثمانينات القرن الماضي.
يقدِّم آدم فتحي في أحدث مجموعاته الشعرية "نافخ الزجاج" خلاصة لتجربة متنوعة تجمع بين الجرأة الفنية والصدق في التجربة حيث تجتمع فيها طلاقة البوح ومتانة الأسلوب، يمكن للقارئ أن يتلمّس في قصائدها أجواء لسيرة شخصية تأخذ غالباً شكل الحوار سواء كان حواراً داخلياً في سراديب الذات، أو من خلال السطوح المطلة على الذكريات، أو عبر صوت الآخر في الجوار والذي عادة ما يتجلى في الحضور الحميم للمقربين أو الهامشيين الذين عبروا الأمكنة على عجل بلا أثر مرئي لكنهم أقاموا نصبهم التذكارية في الذاكرة بوصفهم أبطالاً يحتفي بهم بهذه الحميمة، حتى أن ذات الشاعر نفسها لا تتجسد في صوت صريح (للآنا) بل في مرآة طيفية (للهو) و(الأنت) بسردية موجزة، بما يمنح قصيدته بعداً درامياً إيحائياً بنبرة لا تطغى عليها سمة الإنشاد، جامعاً بين طاقة السرد وكثافة الشعر، ليدون سيرة مركبة عمادها الذكريات الشخصية والأماكن المحلية، والوجوه البعيدة.
وإضافة إلى مجموعاته الشعرية: "سبعة أقمار لحارسة القلعة" و"حكاية خضراء والأمير عدوان"، "أغنية النقابي الفصيح" و"أناشيد لزهرة الغبار" وسواها. قدم آدم فتحي ترجمات رشيقة عن الفرنسية، لعدد من أعمال إميل سيوران: "المياه كلّها بلون الغرق" و"تاريخ ويوتوبيا" و"اعترافات ولعنات" إضافة إلى ترجمته لـ"يوميّات بودلير" والعديد من الترجمات الروائية الأخرى، مما جعل منحه الجائزة استحقاقاً للتجربة الشعرية الشخصية ولجهده في نقل أعمال من الأدب الإنساني إلى العربية.
وكانت للجنة قد منحت الجائزة في دورتها الأولى للعام الماضي 2018 للشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها