newsأسرار المدن

طوني أوريان.. "مناضل" في مرتبة كاره

المدن - ثقافةالخميس 2019/09/26
getImage.jpg
طوني أوريان أمام المحكمة اليوم
حجم الخط
مشاركة عبر
"اكتمل النُّقل بالزعرور"، كما يقول المثل الشعبي، في مشهدية "التيار الوطني الحر". وكان أحد الزملاء على حق حين قال إن الكاريكاتير الذي نشرته قناة "أو تي في" البرتقالية، عن "المدارس المفوّلة"، وعادت وحذفته، هو الصورة الحقيقية للتيار. والتيار هو أيضاً التغريدة التي أطلقها أحد قادته ووصف الآخرين من اللبنانيين بـ"الرتش"، والتيار أيضاً هو "الناشط" طوني اوريان، المتخصص في الكراهية والاستفزاز والادعاء.

فعدا عن مشاركته، بين مجموعة من المسلحين الأرمن في حلب بلواء القدس، وهو يتحدث معهم عن أهمية الوقوف بوجه "المهلكة" السعودية و"المهلكة" العثمانية، يعمل أوريان مع مجموعة من الشباب تقوم بنشاطات مستقلة عن التيار الوطني الحر. وقد أفردت الجريدة التابعة لسياسة "حزب الله"، صفحة للحديث عن بطولاته ومواقفه من "الإنسانية" وتوصيفه الواقع السوري بعَين أسدية، قائلة: "بالنسبة إلى العوني العتيق، الشهادة فرحة أيضاً، لكنها تُستكمل بالانتصار". وهو لم يتردد، في أكثر من مناسبة، في الاستعراض والتهجم على الأشخاص، ومنهم رفيقه في النضال الياس ابو صعب على خلفية موقف الأخير من الوجود السوري في لبنان، والدول من خلال تشوية اعلامها. وكان قد علّق لافتة تتضمن صوراً وشعارات تسيء للسعودية على اوتوستراد نهر الموت باتجاه الدورة، وعملت القوى الأمنية على إزالتها من المكان... 

وقبل أيام، ذكرت وكالة الأناضول التركية، أن مجموعة تتألف من قرابة 8 إلى 10 أشخاص وقفوا أمام السفارة التركية في بيروت، حاملين لافتة فيها علَم تركيا مع صورة جمجمة مغطّاة بالدماء. وطُبعت في اللافتة عبارة "انتو كمان انضبّوا" (أنتم أيضاً إلزموا حدودكم)، ثم علّقوها على بوابة السفارة. وتقول "الأناضول" إن مرتكبي "الاستفزاز يُعتقد بأنهم مجموعة تسمى "أوميغا تيم"، تابعة للتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون.

ويترأس هذه المجموعة طوني أوريان، الذي استدعته اليوم المحكمة الجنائية، فذهب حاملاً معه كتاباً عنوانه "التاريخ الواضح"، ربما بوضوح التيار الوطني الحر، ويعتقد أنه كتاب مدرسي يتطرق الى الزمن التركي وتواريخ أخرى. ودخل المحكمة مستعرضاً، وصرح بعد انتهاء التحقيق أنّ "كلّ ما قمنا به هو التعبير عن رأينا في الدفاع عن بلدنا ورمزيّة رئيس الجمهورية الذي تمّ التعرّض إليه من قبل تركيا".

وقال الناشط في الاعتداء على اعلام الدول وحامل السلاح في سوريا، أنّ "التحقيق استمرّ لمدّة ساعتين، وفي حين اعتقدنا أنّه سيكون شكلياً، إلاّ أنّ أسلوب طرح الأسئلة يُشبه التحقيق مع مُجرمين وليس مع مواطنين لبنانيين، ويُمكن القول إنّهم تعاطوا معنا كمجموعة إرهابيّة بعدما فرضوا عليّ التوقيع على سند إقامة لمتابعة القضيّة وملاحقتي".

ربما توهم المناضل أنه يناضل نيابة عن الأمة، وأنهم سيعلقون له نيشان البطولة والعزة على تصريحاته ومواقفه وعنجهيته. فنسب لنفسه عناوين عريضة، ناقضها في أفعاله. فهو حريص "على الذاكرة الجماعيّة"، على حد زعمه، و"كتاب التاريخ الذي يمثّلها"، و"لم نردّ إلاّ بالطريقة الحضاريّة التي اعتدنا عليها"، مُضيفاً: "لا يُمكن فهم إحالتي من قبل النيابة العامة إلى المباحث الجنائيّة، فكنّا اعتقدنا أنّ زمن الاحتلال السوري انتهى"... وكأن الناشط والمناضل نسي أنه اصبح حليف النظام السوري ومقاتلاً من اجله، وأنه في زمن "العهد القوي". أوريان، من دون شك، مناضل في مرتبة كاره.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث