الخميس 2018/09/20

آخر تحديث: 12:00 (بيروت)

"رحلة حول غرفة بفندق ريتز".. طنجة المتخيَّلة

الخميس 2018/09/20
"رحلة حول غرفة بفندق ريتز".. طنجة المتخيَّلة
increase حجم الخط decrease
صدر عن دار "بوهيما للنشر والتوزيع" في الجزائر كتاب "رحلة حول غرفة بفندق ريتز" للقاص أنيس الرافعي.

يقول الرافعي: "بالضبط قبل عامين من الآن، بتكليف من المدرسة الأميركية في طنجة، التي انتقت خمسة كتّاب من خمس قارات لتأليف نص سردي مطول عن متخيل طنجة الأدبي، وقع اختياري على فندق "ريتز" ( وهو فندق شعبي بسيط غير مصنف، لكن لسبب غامض يؤمه العديد من الكتاب والمثقفين المغاربة والأجانب عند حلولهم بمدينة البوغاز) ليكون مستقري إلى حين انتهائي من مشغل الكتابة. أمضيت هناك 17 يوماً (هي عدد مقاطع المحكي القصصي) أتأمل وأكتب في النهار، وأتخفف من وعثاء الكلمات وأهيم على وجهي في الليل، بمعية صديقي الكبير سي عبد المومن لعشيري، إلى أن أضحى الفندق هو البطل الحقيقي لقصتي القصيرة التي تستعيد وتستضمر متخيل طنجة الأدبي من خلال شخصيات محمد شكري وبول بولز وباتريسيا هايسميث، في قالب عجائبي لا يخلو من محاكاة ساخرة ومسحة اقتفائية مضللة. اليوم، يصدر هذا النص مستقلا في كتاب عن دار "بوهيما للنشر والتوزيع" في الجزائر، بعدما صدر قبل هذا التاريخ بين تلافيف كتاب "خياط الهيئات"، ولقد اتفقت مبدئيا مع مخرج مغربي على تحويله قريباً إلى شريط سينمائي قصير. أتمنى أن تعبر هذه القصة القصيرة ذات النفَس الطويل عن محبتي الغامرة واللامحدودة لمدينة طنجة وأهلها الرائعين".

من الكتاب:
ما سر وجود جثتين مخنوقتين لمحمد شكري بالغرفة رقم 17 بالطابق الثالث لفندق "ريتز" المتواضع، اللانجمي، الواقع بمدينة طنجة؟ ولماذا استقر بين ردهاته الكاتب الشهير أواخر أيامه، علماً أن مسكنه بعمارة "تولستوي" لا يبعد سوى مئات الأمتار؟ وهل للمخطوطة المعثور عليها داخل كيس بلاستيكي أسود تمسكه يد رجل ميت علاقة مباشرة بهذه الجريمة المزدوجة الغامضة ؟ أصحيح - كما يشاع - أن الشخصيات الرئيسية لأعماله الأدبية هي من تآمرت بكل غل وسبق تعمد على وضع حد لحياته الشطارية الصاخبة؟ أين اختفى كل من الكلب العجوز "جوبا" والببغاء الميكانيكي "موتسارت" بعد اكتشاف الجثتين المزعومتين؟
لماذا حامت الشكوك والتكهنات القوية حول كل من أحمد الكبشي الملقب بـ"الروبييو"، والكاتب الأميركي بول بولز، والسائق عبد الواحد بولعيش، وكاتبة الروايات البوليسية باتريسيا هايسميث، كونهم ضالعين في التدبير لهذه النهاية الحزينة لصاحب "الخبز الحافي"؟
السارد "الشامان" الآتي لتوه من العوالم الموازية هل هو من كان وراء انتشار شائعة أن محمد شكري لم يمت في واقع الأمر وإنما اختلق فحسب هذا السيناريو الملتبس لموته ثم اختفى بعد ذلك، أو بأن له توأماً مجهولاً يواصل تأدية دوره ككاتب بالنيابة مستعينا بمجموعة من الأسماء المستعارة في حين أن محمد شكري الحقيقي انسحب صوب الظلال المخاتلة للصمت؟
وإذا كانت كل هذه الوقائع المتاهية السالفة الذكر فصلا من مسرحية عبثية من توقيع مخرج مخبول مصاب بـ"متلازمة محمد شكري"، أضغاث حلم صيفي للمؤلف المولع بالمصائر البديلة والهويات الذاتية المفتتة الماضية نحو التلاشي النهائي، أو بالأحرى أنها حدثت بالتزامن في فندق آخر سابق يحمل نفس الاسم، فندق احترق منذ سنوات مضت، وما يروى هو مجرد أصداء عائدة مردها كسور في تناظر المكان والزمان؟
 

(*) ملحوظة: المؤلف تخلى عن كافة حقوقه في هذا الكتاب لدعم عمل خيري بالجزائر يخص الأطفال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها