الأحد 2018/09/02

آخر تحديث: 12:26 (بيروت)

"ويكربارك": المشهد البديل بنكهة سودانية

الأحد 2018/09/02
increase حجم الخط decrease
لم يتوقع جونيور ضو عند إطلاقه "وكربارك" (يبدأ في 8 أيلول الجاري) مع أصدقائه في صيف 2011، أن يتحول المهرجان البتروني إلى الحدث الأكبر في وسط الموسيقى البديلة اللبناني، جاذباً أكثر من ألفي شخص سنوياً، وهو رقم ضخم قياساً لمجال فني محدود، يتوزع في العادة على عدد قليل من الأندية الليلية التي تستقبل فِرق هذا المشهد في بيروت، بالإضافة طبعاً لـ"أوكنفست" - المهرجان الآخر الذي فتح أبوابه العام 2014 في لحفد – جبيل، وقد جذب في نسخته الأخيرة وفق منظمته إلسا سعادة، 800 شخص.


طبعاً نتحدث هنا عن وسط يضم فرقاً لبنانية تملك إنتاجها الخاص، وتؤدي في الغالب أنماطاً غربية تترواح بين الروك، الهيب هوب، ريغي، موسيقى إلكترونية، وغيرها، وتوصف بـ"الموسيقى البديلة".

وفق المنظمين، لا يتنافس "ويكربارك" و"أوكنفست" بشكل مباشر، أولاً لأنهما متباعدان من حيث التوقيت ("ويكربارك" آخر الصيف، و"أوكنفست" في بدايته)، وثانياً لأنه بالرغم من توجههما لوسط واحد تقريباً وظروف إنطلاقتهما المتشابهة (بدأ "ويكربارك" بمبادرة شخصية من جونيور ضو انطلاقاً من الغرفة أو "الوكر" الذي يجتمع فيه مع أصدقائه في قطعة الأرض التي يمتلكها أهله بالقرب من منزلهم البتروني، أما "أوكنفست" فأطلقته إلسا سعادة في "لحفد كانتري كلوب" الذي يمتلكه أهلها أيضاً، ويمكننا القول أن الإثنان ينتميان إلى أوساط متقاربة موسيقياً وإجتماعياً). إلا أنهما يحاكيان أمزجة مختلفة ويشكّل كل منهما هوية منفصلة عن الآخر.


فمهرجان "أوكنفست" الذي ينظم في منطقة جبلية، يحاول تكريس اكتفاء ذاتي خدماتياً من خلال خلق برنامج لمرتاديه، يتألف بالعادة من نشاطات تحدث في نطاق موقع واحد يخيّم فيه الجمهور ويشاهدون فيه الحفلات. وذلك بعكس "ويكربارك" الذي يُقام على الشاطئ، ويتكامل مع المحيط الخدماتي الذي يقع فيه، حيث بإمكان من يرتاده إثر انتهاء الحفلة أن يخيّم في نادٍ مجاور له، أو يتناول الطعام ويمارس نشاطات في مواقع سياحية تقع بالقرب منه. وقد ساهم تحول "ويكربارك" إلى مهرجان كبير، في تعزيز هذه العلاقة مع المحيط أكثر خلال السنوات، وسهل عليه استقدام شركات الرعاية والكحول، كما أن تقديمه لمستوى تقني وتنظيمي عال، حسّن من شروطه ضمن المجال الترفيهي - الخدماتي بشكل عام.

لكن من جهة أخرى، هناك جانب آخر عززته "جماهيرية" المهرجان، وهو التصاقه أكثر بصورة ذات طابع إستهلاكي وتجاري، تبدو أكثر تكريساً من "أوكنفست". إلا أن هذا الجانب لم يؤثر كما هو واضح، في الخيارات الفنية للمهرجان الذي ما زال وفياً للخط الذي بدأه في العام 2011، حيث يستضيف فرق الموسيقى البديلة التي تغني باللغة الإنكليزية غالباً (لكن هذا العام يبدو إستثناءً مع مشاركة ثلاثة فرق تغني بالعربية هي "الراس"، "طنجرة ضغط"، وفرقة سودانية، ويحاول ضم فرق جديدة إلى برنامجه).

كما أن وجود برنامج إجتماعي – بيئي في المهرجان، منذ نسخته الأولى، يخفف من طابعه التجاري، حيث يستضيف سنوياً لائحة من الجمعيات غير الربحية NGO التي يقدم لها منصات تعرّف فيه الجمهور على برامجها (منها هذا العام: Skoon، Helem، Kunhadi، Dive Into Action، Embrace).


الفرق الجديدة في هذه النسخة هي Gizzmo  "غيزمو" التي أطلقت ألبومها الأول في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وتستخدم عناصر من الجاز، الفانك، والموسيقى الإلكترونية، وفرقة أخرى غير معروفة، تتألف من عازفين سودانيين يعملون في لبنان، وتؤدي أنماطاً شعبية (تستخدم آلات إيقاع الكونغا والأورغ). وهذا ما يمكن رؤيتهه كمخاطرة طبعاً، رغم الاتكاء على سائد يحبذ هذا النوع من الإكزوتيكية، ومتعاطف مع العمال الأجانب بشكل عام.

من الفرق الأخرى المشاركة هذا العام Interbellum (إندي روك، تقترب من شوغايز وSilver Jews) التي بدأت مع كارل مطر وفادي طبال في 2015، وما زالت تعمل على ألبومها الأول، رغم إطلاقها عدداً من الأغاني المنفردة خلال السنوات الماضية. يشارك معها في المهرجان هذا العام أعضاء من فرق "بوستكاردز" و"كوزو" غير البعيدتين كثيراً. كما يشارك خضر علّيق Kid Forteen الذي عزف في "أوكنفست" هذا العام أيضاً، ويشارك معه كريم شمس الدين. عُرف علّيق في البداية في Beirut Scum Society وFriendly Faces، ويعمل منذ سنوات تحت إسم كيد فورتين، وقد أطلق ألبومه الثاني في نيسان/ابريل الفائت.


من الفرق الأخرى المشاركة، بوستكاردز (إيندي روك، نويز بوب، شوغايز) التي أطلقت مؤخراً ألبومها الرابع، ويمكن اعتبارها الفرقة الأكثر شهرة محلياً، بالإضافة إلى فرقة الميتال "طنجرة ضغط" التي أطلقها خالد عمران في العام 2008، وهي من الفرق الأكثر نشاطاً في بيروت خلال السنوات الماضية، وربما الوحيدة التي نجحت في تقديم اللغة العربية مع هذا النمط من الموسيقى. بالإضافة إلى مجموعة من الـDJs، أشهرهم ليليان شلالا، الناشطة منذ أكثر من عقد في وسط الموسيقى الإلكترونية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها