الأربعاء 2018/06/27

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

هانيا مروة: مشروع "سينماتيك" ضرورة.. لأن السينما اللبنانية موجودة

الأربعاء 2018/06/27
هانيا مروة: مشروع "سينماتيك" ضرورة.. لأن السينما اللبنانية موجودة
لتوثيق إنتاج يتراوح بين 10 و15 فيلماً روائياً طويلاً في السنة، إضافة إلى الأفلام الوثائقية
increase حجم الخط decrease
تُعتبر هانيا مروة من الفاعلين الأساسيين في الوسط السينمائي اللبناني، منذ  إنشائها "بيروت دي سي" مع آخرين، العام 1998، ومهرجان "أيام بيروت السينمائية" في بداية العقد الماضي، حتى إطلاقها في 2006 صالة "متروبوليس" التي ساهمت في تشكيل جمهور للسينما غير التجارية في بيروت، وضعته في الراهن السينمائي العالمي من خلال مجموعة عروض ومهرجانات تنظمها على مدار السنة، يمكن اعتبارها أحد عوامل "الصحوة" السينمائية التي يشهدها لبنان منذ العام 2012 (من ناحية كمّ الإنتاج والاعتراف العالمي).

تحاول "متروبوليس" الإنتقال إلى مستوى أكبر لاستيعاب التطور الحاصل، وعدم الإكتفاء بأدوار البرمجة والتوزيع والدعم المتمثل في مجموعة ورش العمل التي بدأت بتنظيمها منذ سنوات أربع (لكافة الإختصاصات السينمائية وبالتعاون مع مهرجاني برلين ولوكارنو السينمائيين). وقد أعلنت، منذ سنتين، نيتها إنشاء سينماتيك، وهي عبارة عن "تجمع سينمائي"، يستوعب التوسع الذي يشهده عملها في السنوات الماضية، ويشكل قاعدة أرشيفية تخلق ماضياً للسينما الجديدة، وسردية متكاملة.

لكن المشروع لم يلبث أن تحول إلى مسار جديد أقل إندفاعاً من سابقه، لكنه يصب في هدفه نفسه، وهو البدء بسينماتيك رقمي، يكون قاعدة رقمية تشبه Imdb إلى حد ما، تحوي جميع المعلومات عن الأفلام اللبنانية، وتسمح للمخرجين بإضافة أفلامهم الجديدة، على أن تضم في المستقبل أفلام الطلاب والمسلسلات التلفزيونية، على أمل أن يكون الخطوة الأولى نحو التحول إلى مشروع أكبر في المستقبل.

أجرت "المدن" حواراً مع هانيا مروة، بعد إطلاقها المشروع الذي ترافق مع استعادة أفلام الراحلة رندا الشهال. يتطرق الحوار إلى ظروف المشروع الجديد، وأحوال السينما اللبنانية في السنوات الماضية.


- ما الذي حصل مع المشروع في السنتين الماضيتين؟

* اكتشفنا أن الدخول في مشروع ضخم من هذا النوع بحاجة إلى وقت أكثر وتخطيط أكبر، لنعرف ما هو العمل الذي يفترض بنا أن نقوم به، ولنعرف تحديدأً ماذا تفعل المؤسسات الأخرى، أي جامعة اللويزة التي حصلت على جزء من أرشيف السينماتيك الوطني، وجامعة الكسليك، وجمعية "أمم" التي تعمل على جزء من أرشيف استديو بعلبك، والجهات التي تملك أفلاماً ولا نعرف بها، لأن قاعدة البيانات هي التي ستخبرنا فعلياً عن حجم ما أنتج منذ العشرينات حتى اليوم، وستظهر مكمن النقص، خصوصاً عندما ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي تحديد مصير الفيلم إن كان موجوداً أو مفقوداً، وحالته المادية ومكان وجود نسخه، كي لا نضطر للعمل على فيلم ونكتشف لاحقاً أن هناك من يعمل عليه بشكل موازٍ.

- لكن هل الهدف لا يزال نفسه؟ أي إنشاء مركز جديد، مع أرشيف ومكتبة سينمائية؟

* طبعاً، لكننا لا نريد الإنتظار، فالمكان مرحلة مقبلة، لا تشكل الهوية الأساس للمشروع. سنبدأ مباشرة في الانترنت لننشئ قاعدة بيانات نضع عليها معلومات ما يقارب 2000 فيلم، من المفترض أن تنتهي خلال شهرين، تفتح الباب أمام العاملين في المجال لوضع بياناتهم الشخصية أيضاً وإضافة الأفلام غير الواردة، طبعاً لو كنت أمتلك 10 ملايين دولار لكنت بدأت بالبناء غداً، لكننا في النهاية جمعية غير ربحية ونحن عشرة أشخاص لا نمتلك النقود فعلياً، ولا نريد إنشاء مشروع تجاري يصبح رهينةً لرغبة الجمهور. كما أننا لا نريد أن نبدأ بمشروع من دون أن نضمن إستمراريتنا.



- من وجهة نظرك، متى أصبح تعبير "سينما لبنانية" ممكناً؟

* هناك من يعتبر حتى اليوم أن لا سينما في لبنان، بل مجرد أفلام وسينمائيين، لأنه لا شروط لوجود هذه السينما، أي كم معين من الإنتاج وحجم السوق والإستمرارية، كما أن هناك علامات إستفهام حول الأفلام اللبنانية التي تصنع بتمويل أجنبي، إلا أن هذا ليس مهماً برأيي. فمنذ عشر سنوات تقريباً، بدأنا نتكلم أن عدد أكبر من الأفلام التي تنتج سنوياً، لا سيما مع ظهور صناديق الدعم العربية، والمهرجانات التي دعمت الإنتاج وسوّقت له، منذ مهرجان دبي وأبوظبي (أغلقا أبوابهما)، إلى القاهرة التي لعبت دوراً في فترة معينة، وقرطاج الذي عاد بقوة، وبدأنا نرى أفلاماً لبنانية بشكل دائم في "كانّ" و"برلين" و"لوكارنو"، وأصبح الأمر عادياً بالنسبة إلينا بعدما كان مستهجناً في السابق، حيث كنا نحتفل لأيام عند وصول فيلم لبناني إلى أحد المهرجانات الأساسية!
وبفضل هذه العوامل أصبحت السينما اللبنانية في الخريطة، ولم يعد في الإمكان تجاهل الإنتاج الذي يفوق أي فترة سابقة. لذلك مشروع "سينماتيك" ضروري اليوم، ليس فقط من أجل الحفاظ على ما تبقى من أفلام قديمة، بل من أجل توثيق هذا الإنتاج الذي يتراوح بين 10 و15 فيلماً روائياً طويلاً في السنة، ناهيك عن الأفلام الوثائقية التي أصبحت بالأهمية نفسها وتفوقها عدداً. في التسعينات، كان يظهر في السنة فيلم واحد، وأحياناً كل سنتين فيلم، لكن اليوم الوضع مختلف، والتوثيق أصبح أكثر أهمية كي لا نفقد هذه الأفلام، كما فقدنا أفلام الحرب والستينات.

- أي دور لعبته "متروبوليس" في هذه النهضة السينمائية؟

* هدفنا الأساس كان دعم السينما على مستوى لبنان والعالم العربي، اولاً من خلال الشراكات التي كان بعضها مع صالات سينمائية منتشرة في الدول العربية، هي جزء من شبكة "ناس"، حيث ندعم بعضنا البعض ونوزع الأفلام المنتجة عربياً في ما بيننا، ونحن نعمل على توزيع الأفلام وعلى تسويقها، طبعاً بمساعدة منتجين لبنانيين خاطروا بأموالهم وحملوا أفلاماً على أكتافهم ومؤسسات مثل Liban Cinema الذين رافقوا الأفلام في المهرجانات لدعمها وتسويقها. كما أن مهرجاناً مثل "أيام بيروت السينمائية" حصل على الاعتراف والتقدير مع استمراره كل هذه السنوات، بعكس غيره، فالمهرجانات تقوم بدعوة مبرمجين عالميين لمشاهدة أفلام هنا، يكتشفون أن هناك جمهوراً، ما يحفزهم على إدخال أفلامنا في برامجهم وجعلها تجول في مهرجانات أخرى في العالم. الجميع قام بجهد كبير مثل "بيروت دي سي" أيضاً، ومنتجين مثل "قبوط"، وسابين صيداوي "أرجوان"، وبيار صراف وغيرهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها