الجمعة 2018/04/20

آخر تحديث: 13:29 (بيروت)

"قد لا يبقى أحد" لهيثم حسين.. مناجاة أغاثا كريستي

الجمعة 2018/04/20
"قد لا يبقى أحد" لهيثم حسين.. مناجاة أغاثا كريستي
increase حجم الخط decrease
صدر حديثاً للناقد والروائي السوري هيثم حسين، كتاب "قد لا يبقى أحد"، وهو عبارة عن سيرة روائية ينطلق فيها الكاتب من تجربة اللجوء المريرة التي عاشها كغيره من ملايين السوريين الذين اضطرّوا لترك بلدهم الذي يشهد حرباً دموية منذ سنوات. وقد صدر الكتاب عن دار ممدوح عدوان للنشر، بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات، تحت عنوان فرعي "أغاثا كريستى.. تعالي أقل لك كيف أعيش".

يصف هيثم حسين في سيرته كيف أصبحت حياة اللاجئين عبارة عن دمية روسيّة تعيد محنتها، وتنتج مآسيها المتجدّدة تباعاً، وكيف أنّ عائلته انتشرت في عدد من الدول بين الشرق والغرب، حتّى بات أيّ لقاء عائليّ مفترض حلماً عصيّاً على التحقّق.

من مدينته الصغيرة عامودا إلى دمشق، ومنها إلى محطّات أخرى؛ دبي وبيروت والقاهرة وإسطنبول، وصولاً إلى لندن، يوثّق حسين في سيرته الروائيّة مفارقات من رحلته للبحث عن ملاذ آمن له ولأسرته. يناجي الروائيّة الإنكليزيّة أغاثا كريستي التي كتبت فصولاً من يوميّاتها "تعال قل لي كيف تعيش" حين عاشت في الثلاثينيّات من القرن العشرين مع زوجها؛ عالم الآثار ماكس مالوان، في مدينته نفسها.. يقول لها: "أغاثا كريستي.. تعالي أقل لك كيف أعيش".

يحكي كيف دفعته الأمكنة الجديدة التي وجد نفسه فيها إلى الغوص في داخله، ومراجعة ذاته وأيّامه المنصرمة واستعادة ذكريات الأسى والقهر والهدر التي يحملها معه كأعباء تثقل كاهله، وهو الذي أقنع نفسه أنّ الزمن القادم لا يحتمل المضيّ تحت أعباء تلك الأحقاد والأحزان والمآسي، وأنّه يحتاج للتخفّف من حمولتها ليتمكّن من العبور إلى غده بأقلّ الخسائر الممكنة.

يتساءل الكاتب: هل السيرة قيد بمعنى ما..؟ هل أكتب رغبة في تعرية ذاتي وغيري أمام مراياي الداخلية وأمام القرّاء الذين قد تستهوي بعضهم نماذج من الكتابة الفضائحية..؟ هل يكون في تشبيه الكتابة بأنها فنّ الاستعراء نوعاً من المبالغة أو الإيهام أو الاتّهام؟ هل يتعرّى الكاتب وهو يدوّن أجزاء من سيرته أو حين يسرّبها في أعماله؟

كلّ البلادٍ منافٍ بعد أن تهجر وطنك. هذا ما يعيشه الكاتب ويحاول أن يلتقط بعضاً من تأثيراته في سيرته التي تكون معبراً إلى أنفاق الذاكرة وكوّة لتظهير الذكريات، حيث الحياة بمستجدّاتها وتناقضاتها وغرائبها تبقى مصدر إيحاء وإلهام ومقاربة له، يترك الباب موارباً على حكايات قد تكون شرارات لأخرى في متاهة الحياة نفسها.

(*) هيثم حسين: كاتب وروائي كردي سوريّ، من مواليد الحسكة، عامودا 1978، مقيم في لندن. تنقل بين عدد من الدول منها: الإمارات، ولبنان، ومصر، وتركيا قبل استقراره في بريطانيا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها