الأحد 2018/11/04

آخر تحديث: 08:51 (بيروت)

المخرج الكوري لي شانغ دونغ لـ"المدن":العالم أصبح لغزاً كبيراً

الأحد 2018/11/04
المخرج الكوري لي شانغ دونغ لـ"المدن":العالم أصبح لغزاً كبيراً
فاليوم، تميل السينما إلى إظهار أشياء صريحة جداً، ولا تترك مجالًا للتفكير
increase حجم الخط decrease
من خلال "احتراق"*، يؤفلم السينمائي الكوري الجنوبي لي شانغ دونغ (1954) قصة قصيرة للكاتب الياباني هاروكي موراكامي حول رجل يهوى حرق الحظائر المهجورة، دون أن يكون لديه سبب وجيه لذلك. ما كان غامضاً على الورق، أصبح أكثر غموضاً في فيلمه الساحر، وفتح الباب أمام دفق أسئلة وعلامات استفهام، تستجلي غموض كل ذلك الذي يحدث على الشاشة. "كنت مفتوناً بغياب تفسير واضح، وحاولت ترجمة ذلك إلى فيلم"، يقول دونغ.
ليس غريبا إذا عرض الفيلم في مهرجان "مسكون" لأفلام الرعب والخيال العلمي والثريلر والتشويق، إذ تنطبق حكايته ودراماه المثلثة الغريبة بمثالية مع ما يصبو المهرجان الشاب إلى عرضه. هناك قطّ، لا يمكن التحقق من وجوده فعلياً، يتمشّى عبر حكاية الفيلم، ويشحذ حالة لايقين تراود المتفرج، بقدر ما تفعله في روح روائي شاب، يبحث عن ذاته بين مدينة كبيرة تزخر بمفارقاتها المؤلمة، وبلدة ريفية تختزن أرضها ذكريات مؤرقة. وهناك بئر، يقبع في ماضٍ بعيد، تستخرجه ذاكرة فتاة وحيدة وبائسة وتبحث عن معنى لحياتها، لإذكاء أسئلة ومشاعر داخل نفس الروائي الشاب الباحث عن معنى لحياته. وهناك شاب ثري غامض، يظهر من اللامكان، وتستهويه فكرة الوجود المتزامن في أكثر من مكان، يدخل حياة الروائي الشاب والفتاة الوحيدة، ليمارس فيها شعوذته الطبقية والوجودية.

هل كل ما رأيناه حقيقيا؟ هل كان بِن (الشاب الثري) فعلاً شخصاً لا يستحق الوثوق به؟ ماذا حدث للفتاة (هيو مي)، وماذا سيحدث للشاب (جونغ سو)؟. لا يعطي الفيلم إجابات. هنا، لا يمكن التحقق من أي شيء مائه بالمائة، لأن الفيلم لا يخبرنا سوى تفاصيل تأتي على ألسنة أشخاص غامضين، أو في أحداث لا تكتمل على النحو المتوقع. باختصار، هو فيلم لا يمكن الوثوق به، ويمكنه مطاردة رأس مُشاهده لأيام، ومن الظلم البيّن مغادرته الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي دون التتويج بجائزة كبرى، واحدة على الأقل. 
هنا، حوار مع الكاتب والمخرج لي شانغ دونغ عن فيلمه، والأدب، والسياسة، وغموض العالم، وغضب شباب اليوم.
- فترة طويلة تفصل بين فيلمك السابق وفيلمك الجديد. لماذ قررت إنجاز "احتراق"؟
*في السنوات الثماني الماضية، لم أكن بالتأكيد جالساً في بيتي لا أفعل شيئاً. بدلاً من ذلك، كنت أكتب وأفكر في اتجاه أفلامي في المستقبل، وحول كيفية التواصل بشكل أفضل مع الجمهور من خلال الأفلام، وحول المشكلة الأكثر خطورة في مجتمع اليوم. كتبت عدة سيناريوهات أخرى غير "احتراق"، ولكن لكافة الأسباب التي يمكن تخيلها، لم يُكتب لأي من تلك الأفلام أن يظهر. ما كان يجمع بين تلك القصص هو أنها تدور حول الغضب. لقد اكتشفت شيئاً مشتركاً عبر البلاد والأعراق والثقافات؛ أن الناس في حالة من الغضب بشكل عام. رغبت في استكشاف هذه النتيجة عميقاً. أردت أن أقول شيئاً عن غضب الشباب في الوقت الحالي. غضب الشباب وعجزهم اليوم، وإحساسهم بأن هناك شيئاً خاطئاً في العالم لا يستطيعون إدراكه أو فهمه تماماً.

- بعد مشاهدة الفيلم، قرأتُ قصة موراكامي المأخوذ عنها، وهي قصة قصيرة للغاية وغامضة نسبياً. لماذا قصة موراكامي تحديداً؟
كتبتُ وشريكي يو جونغ مي، السيناريو بالكثير من التفكير، حول كيفية صنع فيلم عن الغضب، وكتبنا مجموعة من النصوص. جونغ مي هو مَن لفت نظري إلى قصة موراكامي، وبدأنا في إعادة هيكلتها. إنها قصة بسيطة للغاية، وللوهلة الأولى، تبدو القصة لا علاقة لها بموضوعنا (الغضب) ويصعب تحويلها إلى فيلم، ولكن مع التعمّق والبحث، وجدنا بعض الصلات الجوهرية. شعرت أن هناك شيئاً سينمائياً للغاية في غموض هذه القصة، يمكنني من توسيع حدوده إلى أبعاد أكبر بطبقات متعددة. رأيت أن غموض هذه القصة يوفّر مساحة للتوسع، والتطوير، وإضافة توليفتي الخاصة من الغموض إليها. غموض عالمنا الذي نعيش فيه ونشعر بأن شيئاً خاطئاً يحدث، لكن دون أن يمكننا وضع أصابعنا عليه.

الحظيرة في القصة الأصلية، تغيرت في الفيلم إلى صوبة بلاستيكية، وذلك لأن الصوبات الزراعية أكثر شيوعاً من الحظائر في كوريا. في القصة الأصلية، يتوقف اللغز المركزي على ما إذا كان قد تمّ حرق الحظيرة أم لا، أو ما إذا كانت المرأة قد اختفت. ما فعلته بالفيلم هو تمديده إلى المزيد من الأسئلة. يتوسّع غموض الفيلم إلى العديد من الأسرار الأخرى. من المهم بالتأكيد أن تحل اللغزين في الفيلم. لكن الأهم من ذلك، توسيع نطاق حلّ الغموض للتفكير في الحياة. على سبيل المثال، ما هي الحياة؟ هل توجد الأشياء التي نراها بالفعل؟ ما هي الصعوبات في الحياة؟ آمل أن يكون هذا التفكير مصدر إلهام للجمهور للتفكير في جوهر الحياة.

- يبدو أن البداية إلى حد كبير موجودة في الكتاب، لكن النهاية تختلف تماماً عن قصة موراكامي. ما الذي أردت قوله بذلك؟
*الفيلم كله يدور حول سؤال من هو بِن. إنه غني ومحبوب، لكن ربما هو أيضاً قاتل متسلسل. هذا هو اللغز. لكن السؤال حول ماهية ذلك الشخص الغامض، يؤدي تلقائياً إلى السؤال عن ماهية جيونغ سو، وعلاقته ببِن. أردت أن يطرح الجمهور هذا السؤال في النهاية، أو بالأحرى، حثّهم على الشعور بذلك السؤال في داخلهم.

- فيلمك السابق حمل عنوان "شعر"، والآن اخترت قصة قصيرة لأفلمتها، كما إنك روائي أيضاً. كيف تنظر إلى الجمع بين هذين الشكلين الفنيين، الأدب والسينما؟
*بصفتي سينمائياً وصانع أفلام، فأنا دائم البحث عن قصص. لكن حتى أكثر القصص إثارة وأهمية تبدو غير جذابة حين تُقال بطريقة مألوفة. في بعض الأحيان، يعطيني الأدب أفكاراً وإلهاماً جديداً. الأمر لا يحدث في كثير من الأحيان، ولكن قصة موراكامي كانت مثالاً على ذلك. جوهر كل من الأدب والسينما ليسا ببعيدين عن بعضها بعضاً. كلاهما يخبر قصصاً عن عالمنا. لكنني كنت أريد أن يشعر الجمهور، أن تلك القصص في الفيلم، يمكن أن تُقال بطريقة مختلفة.

- المجاز حاضر بطول فيلمك. كيف يمكنك تفسير اختيارك لجعل بطلك جونغ سو كاتباً يواجه صعوبة في عملية الكتابة، مع العلم أنك بدأت ككاتب؟ 
*جونغ سو يمثّل كاتباً طموحاً، وأنا أردت إظهار شخصية متأصّلة لهؤلاء الشباب، في الوقت الذي يسألون أنفسهم فيه الكثير من الأسئلة حول ما يجب عليهم كتابته.

كنت كاتباً. وكانت هناك لحظة أردت فيها أن أكتب رواية، بعد استقالتي من عملي كوزير للثقافة. لكن من حولي، كان الناس غاضبين، وطلبوا مني البدء في صنع الأفلام مرة أخرى. لذا استسلمت. الآن أنا صانع أفلام عجوز، لكن في قلبي، أعتقد أنني لم أتغير كثيراً. في كل مرة، أتساءل، كمبتدئ، عن أي الأفلام يمكنني البدء فيها، وكيفية التحاور مع الجمهور ... إنه يعكس محدوديتي وضعفي. ولهذا السبب استغرق الأمر مني ثماني سنوات لإنهاء "احتراق".

- هل تقول أن جونغ سو هو أنت؟
*الشخصية تشبهني، وهناك بالتأكيد شيء مني فيها. لكن في الوقت نفسه، جونغ سو شخصية شابة جداً، وما يهمني أكثر هنا هو الحديث عن الشباب بشكل عام. أردت أن أتحدث عن الغضب الذي يتشكّل بين شباب اليوم في كوريا وغيرها، والعجز الذي يختبرونه لأنهم لا يعرفون إلى أين يتجهون ولا يستطيعون التكيف مع فكرة العيش في حياة بمعطيات لم يختاروها أساساً. حين نتحدث عن أشياء حدثت في الماضي، لكن تأثيراتها وتوابعها لا تزال سارية المفعول، مثل حالة الانفصال بين الشمال والجنوب.

- لدى بطل فيلمك القليل من اليقين في حياته. هل شعرت بالشك نفسه في هذا السن؟
* مثل جونغ سو، واجهت مشاكل في شبابي وشعرت بالكثير من الغضب تجاه المجتمع. في ذلك الوقت، مرت كوريا الجنوبية بمرحلة تحول تصنيعي لا ترحم تسببت في معاناة هائلة بين الطبقة العاملة. كنا نعيش تحت ظل ديكتاتورية عسكرية، ولكننا كنا نؤمن بالتقدم التاريخي ونأمل أن يتحول العالم إلى مكان أكثر جمالاً. شباب اليوم لم يعد لديهم هذا الأمل: لا يوجد إيمان، بل عجز فقط. على السطح، المجتمع أكثر ثراءً، وأكثر دقة وأكثر راحة من أي وقتٍ مضى، ولكن حياة الأفراد هي خيبة الأمل بذاتها. في الواقع، الاقتصاد أسوأ بكثير من ذي قبل، لكن يبدو أننا لسنا على علم به. بالطبع هذه ليست مشكلة مقتصرة على كوريا وحدها، ولكنها مشكلة يعاني منها الجميع. لقد أصبح العالم لغزاً كبيراً.

- دون التخلي عن الغموض: هل تحدثت مع الممثلين حول ما هو حقيقي وما هو غير ذلك في القصة، وكيف كان تأثير ذلك؟
*في معظم أفلام الغموض، يُحلّ اللغز في النهاية، ولكن في هذا الفيلم يصبح الغموض أكبر. من أجل سرد القصة بهذه الطريقة، تحدثت كثيراً مع الممثلين حول حقيقة الشخصيات، وحول إجاباتهم الشخصية على الأسئلة التي أثيرت. لقد مثّلوا تأويلاتهم الخاصة لهذه المسائل.

- خارجياً، تُعرف كوريا الجنوبية بشكل أساسي بسبب نموها الاقتصادي، ولكن بالإضافة إلى الثراء العظيم، فإنك تُظهر أيضاً الطبقة الاجتماعية الأدنى. ماذا تريد أن تقول عن هذه الفجوة؟
* بالطبع فإن للشخصيتين، بِن وجيونغ سو، خلفيات وأسلوب حياة مختلفين تماماً. أردت أن أظهِر الغموض الذي يلفّ الطريقة التي يعيش بها الشباب اليوم في كوريا وحول العالم. جيونغ سو يتطلع إلى بِن، ويتابع أسلوب حياته، ولكن في الوقت ذاته الوقت يدرك جيداً أنه لن يحققه أبداً. هذا يجعله محبطاً، ويائساً. وهذا يعني أنه يريد معرفة أي الأجزاء من حياة بِن يمكنه الوصول إليها.

- يُظهر الفيلم فجوة كبيرة بين هؤلاء الشباب وآبائهم. هل هناك فجوة أجيال كبيرة في كوريا؟
*ما يظهر عليه هؤلاء الشباب الثلاثة لا ينفصل أبداً عن حياة وطبائع أهلهم. جيونج سو، مثلاً، لديه نفور كبير من فورات والده العنيفة، لكنه يحمل أيضاً عدوانيته بداخله. أعتقد أنه لا يمكن لأي شاب التحرر تماماً من والديه.

- في جوهره، تؤطر السياسة الخارجية حكاية "احتراق". هل ابتعدت عمداً عن الحديث عن السياسات الداخلية الكورية؟
لا، لم أفعل ذلك عن قصد. لكن مع العولمة، السياسة هي نفسها تقريباً في كل مكان. في الفيلم، نرى في لحظة ما ترامب على شاشة التلفزيون. هذا يعني إلى أي مدى تتأثر السياسة الكورية بالسياسة الأميركية،  ليس فقط عن طريق الاتفاقيات الثنائية، مثلما يؤثر ترامب على مصر. مشكلة السياسة هي أن كل السياسات تؤثر على بعضها البعض، وهذا هو السبب في أنها متشابهة.
السياسة إذن هي لغز: ترامب في السلطة، أو أي شخص آخر غير كفء في بلد آخر، نعرف أن هناك مشكلة، لكننا لا نعرف من أين تأتي أو لماذا يتم الحفاظ على أنظمة أو سياسات مختلفة، دون تغيير...

- واحد من أجمل وأهم مشاهد الفيلم هو ذلك الذي يحدث في منزل جونغ سو الريفي، قبل غروب الشمس مباشرة. حدّثنا عن هذا المشهد ولماذا كان من المهم أن تكون الشخصيات الثلاث موجودة في تلك اللحظة؟
* هذا المشهد هو أهم مشهد في الفيلم. كان المتاح أمامنا في اليوم كله 10 دقائق فقط، لأننا أردنا التقاط الضوء عند الغسق، قبل غروب الشمس مباشرة. استغرقنا 10 أيام لتصويره.
بينما تجلس الشخصيات الثلاثة لمشاهدة الغسق وتدخين الحشيش، فإنها تشارك أكبر أسرارها ومشاعرها الأجمل والأكثر إيلاماً. الظلام والضوء والحقيقة والوهم والجمال والقبح والسعادة والحزن، تصبح متحدة معاً. جمال الشفق، العلم الكوري يرفرف في الهواء، وجمال الجسد الأنثوي العاري، وموسيقى مايلز ديفيس، وخوار الأبقار، ومنظر الأراضي الخضراء: كنت آمل في ربط كل هذه العناصر معاً في سر واحد كبير . لكن الأهم كان التقاط ذلك الشعور بالحرية. عندما تبدأ هيو مي في الرقص، تعبيراً عن حرية بدائية primordial. آملت في تفاعل الجمهور مع تلك التجربة، أن يشاركها ذلك الشعور بالحرية.

- هي أيضاً لحظة كشف للشخصيات وتوريط للجمهور.
*بالتأكيد. هي لحظة كشف بين أضلاع المثلث، الشابين والفتاة. اخترت أن أضعها عند الغسق، بين الليل والنهار، وفي مكان على الحدود بين الكوريتين. كنت أرغب في أن يطرح المشاهد أسئلة حول هذه الحدود، وهو على الأقل على علم بها. يعكس هذا غموض الفيلم، الخط غير المؤكد بين الحقيقة والأكاذيب، المرئي وغير المرئي. من الصعب أن أشرح بالكلمات، لكن بالنسبة اليّ، هذا هو المشهد الأكثر أهمية في الفيلم.

- كيف تساعدنا السينما في عبور تلك الحدود؟
السينما هي وسيط يُرينا ما تريد عيوننا رؤيته ويُسمعنا ما تريد آذاننا أن تسمع. ولكن، كما في حياتنا، يمكننا أن نشعر بالعديد من المشاعر الأخرى. وما نراه في فيلم يتجاوز ما يبيّنه لنا الفيلم. مثلاً، لا يأتي الفيلم أبداً على ذكر موراكامي أو فوكنر بصورة مباشرة، رغم تأثيرهما الأساسي عليه. من المهم بالنسبة إلي أن يكون هؤلاء الكتّاب غير مرئيين ولكنهم حاضرون. ومع ذلك، فإننا نشعر بوجودهم، حتى لو كان من الصعب تفسيره، فهم حاضرون في السياق. لقاء بين الواقعية والفن.

للأسف، فاليوم، تميل السينما إلى إظهار أشياء صريحة جداً، ولا تترك مجالًا للتفكير. يُحفز المشاهدون فقط بطريقة مباشرة. ومع ذلك، أود أن أقدم تجربة ستصبح أقل وأقل شيوعاً في السينما. أعلم أن المخرج هو، بوجه عام، الشخص الذي يجلب كل الإجابات للجمهور، ولكن بدلاً من شرح كل شيء بالتفصيل، أردت إبقاء بعض الظلال، والأسئلة.

- أخيراً، في رأيك كيف يختلف نهجا فوكنر وموراكامي؟
*يتحدث فوكنر عن معاناة البشر، فخلاص الروح ممكن من خلال الأدب، وهي فكرة يتعامل معها بكل جدّية. مع موراكامي، بدلاً من الخلاص أو الانغماس في الواقعية، يتم التعامل مع الأدب بطريقة أخفّ. هناك حرية، وخيال، يندمجان مع اللغة. هو أكثر تحرراً، وأكثر انفتاحاً، ويستمتع بالحدّ بين ما هو حقيقي وما هو ليس كذلك. كلاهما معاكس تماماً للآخر.

(*) عُرض الفيلم مؤخراً في بيروت ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان "مسكون".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها