الجمعة 2018/10/19

آخر تحديث: 21:11 (بيروت)

جائزة سركون بولص للشعر وترجمته 2018، إلى مبارك وساط

الجمعة 2018/10/19
جائزة سركون بولص للشعر وترجمته 2018، إلى مبارك وساط
increase حجم الخط decrease
قررت لجنة جائزة سركون بولص للشعر وترجمته في دورتها الأولى 2018 منحها إلى الشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط، الذي بحسب اللجنة "امتاز بشحن قصيدته بطاقة تخيلية وبلاغية لافتة من عناصر مختبئة في مشهد واقعي تبدو مكتملة في ظاهرها اليومي، لكنها عصية على الاكتمال في جوهرها الغائب، وبسعيه إلى إدماج العالم الواقعي بعالم المخيلة. خاصة في ديوانه "عيون طالما سافرت" إذ يدأب على تحويل الحياة اليومية بوصفها نثراً إلى شعر ينتمي للزمن دون أن يسقط في النثرية، ويصل إلى الإمساك بفكرة قصيدته دون أن يسقط في الذهنية، كما أن البناء في نصوصه خيط غير مرئي يحيل النثر إلى قصيدة عبر تماسك اللغة وطيفية الصورة وصفاء الفكرة ونموها". يضيف بيان اللجنة أن وساط  "اعتمد في كتابته الشعرية قاموساً معاصراً، يمتح في بعض الأحايين من التراث من جهة أولى، ومن منجزات الحداثة الشعرية الغربية من جهة ثانية، دون أن يتعارضا أو ينقض أحدهما الآخر، كل هذا جاء برفقة ترجمات لأعمال شعرية ونثرية اتسمت بالأصالة في الاختبار والسلاسة في اللغة، وذلك في أجمل "خيانة" ممكنة للأصل".

وفي اتصال لـ"المدن" مع وساط قال "هذه الجائزة تمنحها دار الجمل -التي أقدّر جهودها في نشر أدب رفيع- كما أنها تحمل اسم شاعر عزيز له إنجازاته الشعرية الأساسية المعروفة: سركون بولص"، نسأله ماذا تقول عن جائزة شعرية في زمن طوفان جوائز الروايات؟ يقول بالفعل، تخصيص جائزة للشعر في أيامنا هاته - وقد خبا الاهتمام به كثيراً - هو بمثابة مبادرة شجاعة مناصرة للإبداع في مجال غير جماهيري... وهذا فعل شجاع بكل تأكيد".

جائزة سركون بولص للشعر وترجمته جائزة تقديرية يعلن الفائز بها يوم 22 أكتوبر من كل عام، وتمنح هذا العام خلال معرض الدار البيضاء للكتاب 2019 في المغرب، وتمنحها منشورات الجمل.

مبارك وساط، 
شاعر ومترجم مغربيّ، وُلِد ببلدة مزيندة (إقليم آسفي، المغرب)، في 16-10-1955. درس الرياضيات والفيزياء لسنتين في كلية العلوم بالرباط (1972-1974)، ثمّ انتسب إلى شعبة الفلسفة بكلية الآداب (بالرباط، أيضاً)، وحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1980، وقد اشتغل بتدريس هذه المادّة حتّى 2005.
- مجموعاته الشّعريّة: على دَرَج المياه العميقة (دار توبقال، الدّار البيضاء، 1990)؛ محفوفا بأرخبيلات... (منشورات عكاظ، الرّباط، 2001)؛ راية الهواء (منشورات عكاظ، الرّباط، 2001)؛ فراشة من هيدروجين (دار النّهضة العربيّة، بيروت، 2008)؛ رجل يبتسم للعصافير (منشورات الجمل، بيروت، 2010). مختارات بالفرنسيّة والعربيّة، بعنوان: Un éclair dans une forêt (منشورات المنار، باريس، 2010)؛ "عيون طالما سافرتْ" (منشورات بيت الشّعر بالمغرب، 2017). تُرجِمتْ له قصائد إلى عدد من اللغات الأجنبيّة.
تَرْجم إلى العربية نصوصاً شعريّة ونثرية عديدة، ومن ترجماته الصادرة في كتب:  نادجا لأندري بريتون (منشورات الجمل، بيروت، 2010)، والتّحوّل، لفرانتس كافكا (منشورات الجمل، 2012). 

قصائد من مجموعة مبارك وساط: "عيون طالما سافرتْ" (منشورات بيت الشّعر بالمغرب، الرباط، 2017)

 

أسلاف

في هذا البيت، في زمن قديم، تطايَرَ شَرَارٌ كثير

من جَسَد جدّ، بعد أن ارتطمَ رأسُه

بسقف قبّعته

سكّانُ هذا البيت، من أجدادٍ أكثر قِدَماً

كانُوا شديدِي التّديّن

واتّخذوا إِلَهاً البُركانَ المقدَّسَ الذي

أصبح في مكانه الآن

فُرْنٌ كبير

أنا، خلال هذه الليلة، في هَذا البيْت نفسِه

أستمرُّ في كتابةِ تاريخ السُّلالة

فَيَدْلِفُ إلى غرفتي ناطقونَ باسْمِها من كلّ

العُصور

يتجمّعون في جانب من الغرفة، فتميلُ تحت ثِقَلهمْ

يركضون إلى الجانب الآخر، فيشعرون

أنّه يَمِيدُ بهم

وهكذا، أنا أُؤَرِّخ لهمْ

وَهُمْ يُمَرْجِحُونَنِي

 

 

نُنزِل قِرْميداً من العربة

 

نُنزِل قِرْميداً من العربة فيما

على كُومَةِ الرَّمل القريبة

نَحلةٌ عَطُوف تُزْجِي لنا نصائحَ بالأزيز

إنْ نُطبِّقْها تَتقوَّ عضلاتُنا بالتّأكيد

فنحنُ نريدُ أنْ نبنيَ مأوىً للعجوز

الَّتِي مرَّتْ بنا مترنّحةً في الشّتاء الماضي

واختفتْ في حَقْل العَدَس

مرّتْ بنا آهِ مرْرْرْ...رَتْ

مرّت بنا مرْرْرر...رَتْ

هكذا غَنّينا لكِ يا من ترنّحْتِ في الشّتاء الماضي

وأنتَ أيّها الماضي، يا مُقَوَّسَ الظَّهْرِ، يا أَدْرَدُ

لقدْ أَتْرعْنا جيوبُكَ

صُوَراً وأسْنانَ حليب

وأنتِ يا مُدَرِّسةً كان رأسُها

يُؤلِمُها في الأصباح خاصَّةً واسْمُها

كان يبدأ بالجيم

تَرَكْنا لكِ ما تيسّر من هَأْهآت 

ونَمَشاً كثيراً

كلُّ نمشة لها مفعولُ حبّة أسبرين

كِرامٌ نحن وأطفال وسعداء

ولم نعد مغروسين بين نباتات الحُرَّيقة

كما كُنَّا عليهِ في واحدٍ من أوائل

أحلامي

نمدحكِ يا مُترنّحة وكم ودِدْنا

لو دغدغنا إبطك الأيمن

فقد عَرَفْنا أنَّكِ جدّتُنا بعد أن سمعناك ذاتَ ليلة

تُعلّمين رُضّعاً كيف يصطادون شُهباً بالشِّباك

وقيل إنّكِ ذاتَ سهرة كنت تُربّتين

على حدبة الرّاقصة

فيما كنّا نَنفخُ في الهَرْمونيكات

نَنفخُ ونَنْفخ

نَنفخ فيها لتبقى مُعزّزةً ولا تَصْدأ

فَيُلْقَى بها في غياهب السّجون

ننفخ ونُغَنّي: مرّتْ بنا آه مرْرْرْ...رَتْ

مرّتْ بنا مرْرْرْ...رَتْ

وهكذا إلى أنْ ننتهي من البناء وَوَقْتَها

سنُقيم حَفْلا

يحضره الباعة المتجوّلون والمساكين

وراقصة حدباء

وابنُ السّبيل والمُدَرّسة بِصُداعها

النّصفيّ

وكذلك الوجودُ والعدم

والتّلميذات اللطيفات اللواتي فتحنَ قلوبهنّ

لِلسَّيَّارات الصّغيرة الحزينة

التي وُلِدتْ

بلا عجلات

 

 

بِذِرَاعَيَّ اللتَيْنِ طَالَمَا...

                                     

بِذِراعيّ - اللتيْنِ طالَما حَمَلَتَانِي

حتّى بابِ بيتِنا

حين كنتُ أتْعَبُ من إحصاء الكهوف

إذ إنّ هذِهِ من هِوَايات شبابي –

أسدّ الطّريقَ في وجْهٍ فتىً شِرِّير

كانَ يُقْبِلُ راكضاً ويَنْوِي

أن يَكْسِرَ أغصانَ شُجَيْرة خُزامَى

تشتركُ في مِلْكِيَّتِها

سَبْعُ جرادات

أُفْلِحُ في صَدِّهِ فينكصُ على عقبَيْه ويَختفي

وأسمعُ هَمْهَمَاتٍ تتنامَى إلى أُذُنَيّ

متسارعةً

وتنِمّ عن قلق أكيد:

إنَّهُنَّ الجرادات السبع، عابساتٍ

بالتّأكيد، يُحَلِّلْنَ واقعة الهجوم تلك

من كافّةِ

أَوْجُهِهَا

 

 

شمسٌ صغيرة

 

يَتَطَلَّعُ إلى شَمْسِ هذا الصَّبَاح

إنَّها صغيرةٌ ما تزال، يقول في نفسه

من الخطأ، ولا شكّ، أن تكونَ قد اعتُمِدَتْ

في هذه السِّن المبكِّرة

شمساً فِعْلِيّة.

إنَّه يراها الآن مُجرَّحة الخَدَّيْن

مُعَفَّرة الجبِين

يَسْألُ: هل عُدْتِ مُجدّداً إلى شَقَاوَتِك

وتَجَرَّحَ خدّاكِ في مُشَاحَنَات

وتَدَحْرَجْتِ على أتْرِبَة؟

ويسمعُهَا تقول:

لا، بلْ طاردَتْنِي غربانٌ معدنيّة

وحاولَ أسْرِي ماسُونِيّون لهمْ وجوهٌ

مِنْ حَجر

ولجأتُ إلى هنودٍ حُمْر

يَصْخَبُون في حَانَات...

 يتابع طريقَه إلى المَقْهَى

الَّذِي يشربُ فيه، في العادة،

قَهْوتَه الصّباحيّة

هو فَرِح، فقد سمعَ كلامَ

الشَّمْسِ-الطِّفْلة،

وبعد لحظات، ومن ألقِ عينيه

سيرسم لها صوَر أطفال من سنّها

لِتُلاعبهم

حتّى يحينَ أوانُ

غروبها!

 

 

وأصبحتُ سيّد السّاهرين

 

كنتُ صيّادَ سمك

وكنتُ غنيّاً أو فَلْنَقُلْ

إنّه لم يكنْ ينقصُنِي شَيْء

ثُمَّ ساءتْ أحوالي، بعد أن عشقتُ

حياةَ الليل

بغوانيها بِنبيذِها بِحُرُوبها

وأصبَحْتُ

سيّدَ السّاهرين

وحسِبُوني جُنِنتُ حينَ بدأتُ أُرَى في منتصفاتِ

الليالي

ومعي شِبَاكي التي صِرْتُ أُلْقيها

إلى أعلى، لَعَلّي أصطادُ

ابتساماتِ نُجومٍ

أوْ همهماتِ غيومِ الليل

أوْ حتّى حصاناً مُجَنّحاً لطيفاً

يَحْملني على ظهره

ويَمْضي بي في رحلاتٍ عجيبة

أَقصّ وقائعها، في يوم ما، على أحفادي

 القادمين!

 

خِرْفان الليل

 

  جوّ سبتمبر الجميل يتشرّبُ الضوضاء القادمة من وسط المدينة. من نافذة بيتي، تبدو لي سفينةٌ تُبْحِر. إنّ لها شَكْلَ قوقعةٍ كبيرة. والهضبة القريبة، كَأَنّها أضحتْ شفّافة، فهي لا تحجبُ عنّي البحر. لقد اقتعدَ سطحَها العَالي الشّخصُ طويلُ الشَّعر نفسُه، وهاهو يقوم، كالمعتاد، بحركات توحي بأنّه يقطف غيمات ثمّ يعصُرها وبعدها يُطلقُها لتعود إلى الفضاء مثلما حمائم. حين التقيتُه ذاتَ ليلة، قبل سنة، فوق صخرة تشرف على البحر، قال لي إنّه يُسمّي نفسه سيزيف الجديد. كانت الأمواج لحظتَها خرفانا مُلْتهبة المزاج، ما تنفكّ تهرب، ثمّ تعود، ثمّ تهرب من جديد. وكان كلٌّ منّا قد جاء إلى ذلك المكان، بقنّينة نبيذه وكأسِه، ليَشْرَبَ ويُشْهِدَ البحْرَ على انْتِشائه... وتحادثْنَا، فاكتشفْنا أنّنا، في بدايات الشّباب، درسْنا في نفسِ الثّانويّة، خلال نفْسِ السّنواتِ، وأنّنا، في نفس الوقت، أحببنا نفس الفتاة...
  كُلُّ تلك المُصادفات، والخرفان المائيّة لا تَني تركُض وتركُض... ثُغاؤها يتشرَّبُه جوُّ سبتمبر الجميل.

 

كنتُ لِلتَّوِّ قدْ وَصَلْت

كُنْتُ للتّوّ قَدْ وَصَلْتُ إلى تلك المدينة
التي لم أَزُرْها منذ صيف قديم
وكان جرَّاحونَ على شاطِئِها
يُخْرِجون من جُمْجمةِ غريقٍ جِيءَ بِه من عُمْق اليَمّ
طحالبَ وقواقع
وبِمُجرَّد ما يُعيدونَها إلى البحر
يَقِفُ ذلك الغريق ويُكْمل إغلاقَ جُمجمته
بيديه
ويُحَيِّي الحُضُورَ بإشارة
وَبَعْدَها يأتي مُمَرِّضُونَ بغريقٍ جديد ويُمَدِّدُونه
على سرير الجراحة
فيما يكونُ سابقُهُ قد رَكِبَ
درَّاجته النَّاريَّة ومَضَى نحو بيته
حَيّاً ولكنْ بِلا لَحْمٍ يَكْسُو عِظامَه،
بلا لحْمٍ ولكنْ بِروح مَرِحة...
أصدقاؤه سيحتفلونَ بعودته هذا المساء
وسيلاحظون أنّ لَهُ في الرّقصِ
هَزّةَ كتفٍ
لا تُضَاهى

وأنتِ بلباس البحر

ذات صباحٍ، وأنا بعد طالب وفي الثّامنة عشرة

كنتُ في مقهى على الشاطئ
وكان ثمّة سبّاحون يدخلون إلى المياه متقافزين
شاعِرِينَ، ولا شكّ، بالرّعشة
وكنتُ أقرأ أخباراً في صحيفة
لكنْ سرعان ما استأثَرَتْ بانتباهي تَنُّورةٌ قادمة
فارغةً من صاحبتها
مُرْتَفِعةً عن الأرض وأطرافُها تهتزّ إذْ
يعبثُ بها النّسيم
وبَدَتْ لي
أثناءَ قُدُومِها متهاديةً مِنْ خلفِ تلّةٍ صغيرة على الشّاطئ
أليفةً لعينيّ
مسلوبَ الإرادة، نهضتُ

ومضيتُ باتّجاه التّلة:
خلفها، كانتِ الابتسامةُ العريضة على
وجهكِ وأنت بلباسِ
البحرِ، سَلْوى
لَم نكن، قبل تلك اللحظة، قد تبادلنا غير نظراتٍ
في ردهة الكلّية
وأخرياتٍ بباب صيدليّة
وقلتِ: تنّورتي
أرسلتُها لتأتي بك أيُّها الخجول
وها هي الآن عائدةٌ
نحوي

 

بسبب أوراق ميّتة

 

كان ثمّة خفْقُ أجنحة
يتناهى إليّ من حديقة تتمدّد فيها فتاة

على مصطبة
الفتاة كانت رفيقةً لي في قسم ما

بالابتدائيّ

وفي تلك الأيّام البعيدة، كانت قد أُصِيبت

بالنّحول بسبب أوراق ميّتة

سقطت من شجرة

على ركبتيها

ثُمّ التقيتُها بعد ذلك بزمن

في محطّة قِطار

وكانتْ تدخّن كثيرا

قالت يومَها إنّها في طور التّحوّل

إلى سيجارة ضخمة

سيجارة ذات فم وعينين

ذات أذنين ونهدين

وهي الآن على المصطبة

تبدو مديدةً وملفوفةً بالبياض كأنّها فعلاً

سيجارة ضخمة

فيما يتصاعد من ذاكرتها

دخان أبيض ورمادي

ومع هذا، فلا داعي لأن نقلق

إنّها لا تزال من لحم ودم

على شفتيها ابتسامة

وتنظر إلى عصفور فوق سلك كهربائيّ

بعيد

 

كوميديا سوداء

 

هل تعتقدُ حَقّاً يا صديقي مِيرُو

أنّك سبقَ أن كُنتَ

بطَّةً بَرِّية في حيَاةٍ سَابِقَة؟

هل فِعْلا تُنَقِّبُ في ذاكرتكَ بَلْ حتّى

في مسامِّك لِتَجِدَ جواباً

عنْ تساؤُلك هذا؟

ثُمَّ بالله عَليك

مِنْ أين جاءتْك هذه الفكرةُ أَصْلاً؟

مِنْ كونكَ، حسبَما تقول، أصبحتَ تَرى

بِرَكاً كثيرة في أحلامك

وتسمعُ صوت البطّ فينتابُك حنِينٌ غريب

وتُثيرُ انتباهَكَ أيُّ ريشةٍ طائرة

مهما كانتْ واهية؟

لكنّك، بهذه الطّريقة، تثيرُ القلقَ في نفسي يا صديقي

وتجعلُنِي دائمَ الشُّرود

وتَمْنَعُ النّومَ عن جفوني

لأنِّي أصبحتُ، عند كلِّ غَفْوة، أرى بنادقَ في الحُلم

ودخَاناً يتصاعدُ أمامي

وكلّما بدا لي موقدٌ إلّا واستثارَ اهتمامي

وكلّما لمحتُ جَمْرةً

أو كومةَ أخشابٍ تَشْتَعِل

تسمّرتْ عليها عيناي...

فهلْ يا تُرى كنتُ في حياة آنفة

قَنّاصاً 

وحدثَ أنْ قنصتُكَ وأنتَ بَطَّة

وَحَدَثَ أنْ طَهَوْتُ منك؟..

آه! إنّكَ تَجعلُنِي أتعذّب

آه! إنّي سأَبْكِي...

 

 

في هذه اللحظة بالضّبط

 

في هذه اللحظة بالضّبط، حسبتُ أنّي متّ

لكنّ روحي

التي، منذ دقائق،

غادرتْ، حقّاً، جسدي

لَمْ تلتحقْ بالسّماء، بل إنّها صعدتْ إلى قِمّة النّخلة

التي أراها من نافذتي!

انْزلي، أيّتها الرّوح القلقة،

اِنْزلي فوراً

وعودي إلى حيثُ كنتِ!

هكذا تحدّثتُ إليها، ثمّ أَضَفْت:

هيّا،

كفاك عبثاً!

 

 



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها