واختيار الأغنية من كلمات محمود درويش له دلالات في الثقافة والسياسة والموقف، فصاحب القصيدة يعتبر رمزاً بالنسبة للقضية الفلسطينية، والقصيدة من أشهر القصائد الغزلية العربية، كانت صدرت ضمن ديوان "سرير الغريبة"، وعنوانها الاساسي "درس في الكاماسوترا"، وعرفت لدى القراء بعنوان "إنتظرها"، ربما لأنها أكثر دلالة على الحب في الثقافة العربية. واستمد الشاعر فلسفته من دروس
كاماسُوترا في فن الانتظار، وكاماسوترا هو نص هندي قديم يتناول السلوك الجنسي لدى الإنسان، وكلمة "كاما" تعني الرغبة، وسوترا تدل على سلسلة من الحكم. وبحسب بعض النقاد فإننا أمام قصيدة تتكلّم عن فن الجنس، عن الرغبة في الإحساس. نرى درويش يكرر لفظ انتظرها، والكل يستخدم القصيدة كأنها قصيدة عن الانتظار الوقتي والزمني للحبيبة، درويش هنا يقصد بهذا اللفظ الانتظار الحسي.... وكتبت عن القصيدة مجموعة من
المقالات، وقيل "تكاد كلماتها تنكسر من رقتها وعذوبتها". إنها قطعة من كتاب حب يذكّر بكتاب "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي.
وقيل ان درويش كتب القصيدة عن امرأة أحبها، وتنقل بعض الصفحات الاكترونية والفايسبوكية أن الشاعر كان في حفلة في بيت صديق له، ورأى امرأة أعجبته، لكنه لم يتحدث معها، وبعد فترة قرر أن يستضيف صديقه وكل من كان في ذلك اليوم المشهود، وأكد على صديقه أن كل من كان في ذلك اليوم ينبغي ان يكون حاضراً في بيت درويش، ويوم الحفلة جاء الكل ما عدا هذه المرأة، فققر درويش أن ينظم حفلة أخرى لعلها تأتي، لكنها أيضا لم تأت، واستمر هذا الوضع لمدة سنة، أعتقد أن في خلال هذه الفترة كتب درويش قصيدة
"في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة". ومرت سنة وكان درويش يزور صديقه بالصدفة، فوجدها ضيفة هذا الصديق أيضا، وكان هذا اللقاء الثاني وبداية قصة حب تطورت لزواج... كان هذا هو الزواج الثاني في منتصف الثمانينات من المترجمة المصرية "حياة الهيني". ولا نعرف مدى صحة هذه الخبرية السائدة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها