لا يخفق معرض "ثمرة النوم" في الربط بين موضوعيه الرئيسين، أي الغفو والهضم، وهو، ولما يستقبل زائريه بـ"ما وراء السطح" لتمارا براج، الذي يقوم بمنحوتات صمغية، تشير إلى ميعة الولادة، يؤكد ابتعاده عن الإفضاء إلى خلاصة أخيرة من تناولهما. وبهذا، تفاوتت أعماله، لكنها، وفي أغلبها، اتصلت بمفعول الغفو، لا سيما بالحلم وتصوراته، وبمفعول الهضم، خصوصاً بالأكل وشؤونه، قبل أن تمضي بالإثنين إلى سياقات أخرى، تحرف كل واحد منهما عن معناه الأساس، أو تبالغ في جعلهما مضمارين لمباحث شتى، أحياناً، تنجز ما عليها، ومرات، تستهله بلا شروع محقق. فـ"ثمار" الأعمال، في مجملها وعمومها، لا تزال نيئة، وفي الوقت نفسه، تحيل إلى ينوع(نضوج) آتي، إلا أن ذلك، لا يمنع من قطف بعضها.
في "سومنيكولوس" و"طبيعة صامتة"، يتساءل علي شري عن المساحات المتحفية، عطفاً على راهنها، وعلاقات الأناس بأشيائها خلاله، من جهة المراتب أو الأنواع. يمد تساؤله بتأليف فيديوي وتصويري متماسك، لا يتوانى فيه عن الدوران حول النظر، وتنشيطه في غير الوجهات، التي يمليه التاريخ المحفوظ والمحنط عليه. يطول التوقف على عمل شري، وذلك، عكس ما تستلزمه أعمال أخرى، التي استطاعت، وبيُسر الطرح وتمثيله، أن تدرك مبتغاها. هذه حال أعمال خليل غريب، التي، وحين تجمع الطين والورق والخبز، تتطرق إلى الزوال، تظهره بواسطة موادها، قبل أن تثبته، وتصفحه، وتطبعه، فلا تحوله إلى ديمومة، بل إلى تلاش جامد. وإلى المطاف إياه، ينتسب عمل رامي فاروق، الذي، وببساطة التدخل، رفع عوارض المرامي الفوتبولية في عدد من الأراضي الواقعة في مدينة دبي، ما أدى إلى أهولها المباشر باللاعبين.
على أن بعض أعمال "ثمرة النوم" مهمومة بما تبحث فيه، وبما تحاول إحرازه، تماماً، كـ"حقيقة أرض" لفريق "عمارة جنائية" (إيال وايزمان وأريالكاين)، وهو عمل متفرع عن مجتمعات القرى البدوية في فلسطين المحتلة، وقرية العراقيب تحديداً، إذ يواجه، وبتوفير الأدلة وجمعها، المساعي الإسرائيلية لإلغائها. الأمر نفسه، أي الإنهمام بالبحث والإحراز، ينسحب على عمل "مقاومة كهربائية-نصب لطاحونة مدمرة" للجمع الفني "سجّل"، الذي كان قد بنى، وبالتعاون مع ياسين البوشي وأبو علي القلموني، طاحونة لتوليد الطاقة وتشغيل أحد المستشفيات الميدانية في ضاحية عربين المحاصرة في دمشق، قبل أن تدمرها غارة من غارات طيران نظام الأبد. قدم "سجّل" نصباً للطاحونة المدمرة، فضلاً عن منشور عنها.
في المسار عينه، "كعك" لويس كاربينتيروس، الذي يساوي بين استهلاك الخبز من جهة، واستهلاك الخبر الإعلامي من جهة أخرى، فكل كعكة من كعكاته مخطوط عليها عبارة من العبارات التي تشيعها الميديا الإسبانية. فعل بسيط ومباشر، لكن، وفي صعيده الجمالي حتّى، يبدو معبّراً عما يريده صانعه. أما، ساندي هلال وألسياندرو بيتي فيعودان إلى التحصيل المعرفي تحت الشجرة، وشجرة الخروب على وجه الدقة، واجدين فيه طريقة تعليمية فعالة، ولو أنها، في الوقت الحاضر، مهمشة، ومحسوبة "متخلفة".
بعد أن ينهي الزائرون إطلاعهم على أعمال "ثمرة النوم"، وفي نهاية مساحته، يصلون إلى عمل "بدون عنوان" لكلير فونتين، وهو كناية عن جدارٍ مدهون بمادة سوداء، مضادة للتسلق. من خلال هذا العمل، تظهر المجموعة الفنية، وربطاً بكلامها عن

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها