الأربعاء 2014/11/19

آخر تحديث: 13:05 (بيروت)

أحلام توم يونغ في "البيت الزهري"

الأربعاء 2014/11/19
increase حجم الخط decrease

يفتتح اليوم الأربعاء في "البيت الزهري" إلى جانب المنارة القديمة في بيروت، معرض الفنان البريطاني توم يونغ الذي نجح في تحويل مكان مهمش الى معرض فني وموئل ثقافي، وهذا المكان أو المنزل بني العام 1882 وكاد أن يتحول ركاماً في منتصف التسعينات من القرن الماضي، لكن حملة ثقافية صحافية ساهمت في ضمه إلى لائحة الابنية التراثية العام 1996، وبقي شاهداً جميلاً، كأنه بطاقة بريدية ماثلة في منطقة المنارة.

في 14 نيسان الماضي، لفت البيت الزهري، الرسام يونغ، من حيث المكان والشكل الهندسي فذهب يبحث عن حلم ملوّن، ووفّرت له مالكة المنزل، فايزة الخازن، مساحة لتكون مرسماً له خلال الصيف، واستمر المشروع إلى أن أصبح معرضاً يشمل حوالى 40 لوحة، تتناول عناصر مختلفة من طبيعة المكان والزوايا وطريقة انتشار الضوء في المنزل فضلاً عن علاقته بمحيطه. لوحات عن مكان يضج بالنوستالجيا والذكريات.

ويعتبر البيت الزهري واحدا من مئات البيوت القديمة التي لم يبق منها إلا القليل بسبب وحش الاسمنت في العاصمة اللبنانية. فخلال 20 عاماً تم هدم أكثر من 1200 عمارة، وصمد منها البيت الزهري الذي بات شاهداً على تحولات بيروت وتبدلها منذ كانت بلدة صغيرة في القرن الثامن عشر، ثم تحولت منازل لبنانية قرميدية إلى أن أصبحت الآن، معرضة لأن تكون من ضمن المدن العربية التي تتنافس في تشييد الأبراج. 

وبات لهذا البيت سيرته النادرة، فهو كان لآل عرداتي في البدايات، وذكر يونغ أن الفنان الأميركي جون فرن (1905 -1970) سكنه بين العامين 1963 و1964 وكان صديق الرسام بابلو بيكاسو. وعاش الملحق الثقافي في السفارة الأميركية في لبنان، روس لنش، في البيت، أواخر الخمسينات. وسكنته عائلة الخازن، وكان ابنها رساماً تشكيلياً بدوره، إلا أنه توفي في ثمانينيات القرن العشرين بعد شقيقته الصغرى وكانت رسامة وعازفة بيانو. وفي 2012 توفيت الوالدة، ولم يبقَ من العائلة سوى فايزة، وهي رسامة تشكيلية أقامت في باريس وعادت الى بيروت وأسست دار نشر في بيروت مخصصة لتاريخ لبنان، وانتقلت ملكية البيت حديثاً الى هشام الجارودي.



(*) يستمر المعرض ستة أسابيع، ويشمل إضافة إلى لوحات يونغ، مجسمات وأعمالاً للفنانة نور حيدر، وعروضاً موسيقية ومسرحية، وورشاً فنية للأطفال بتنظيم من "أس أو أس"، ومحاضرة حول الحفاظ على الفن المعماري للأبنية الأثرية من قبل رئيس كلية العمارة والتصميم في جامعة "ألبا" المعمار مازن حيدر.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها