السبت 2014/01/04

آخر تحديث: 01:11 (بيروت)

محاولة لحراسة نَصّ

السبت 2014/01/04
محاولة لحراسة نَصّ
"جسور مقطوعة" للفنان نديم كرم
increase حجم الخط decrease
نَشُدُّ الخراب. للمِّ العشبة الأخيرة التي سعلتْ لحظة الإنفجار ولم يسمعها أحد. لخلع الأمل بالشاكوش. لحشو وردة مطحونة في سن ميت. لتجميد ابتسامة بتحريك عقارب الساعة. لتغيير خيط في بنطلون ساحر عند إصابته بنوبة صرع. لإخراج أرنب مختنق بالفورمول من سن. لإختبار قابلية جثة لتمرير صعقة كهربائية للأجداد. لشقل منطقة منزوعة الأسماء بالرافعة. لخلع أسماء الشوارع بكبسولة دواء معقوفة، وذلك يحدث في مدينة غير منزوعة الأسماء. لتأسيس صداقة داخل غرفة ممتلئة برغوة النايلون. لجعل واجهة مطعم علماً رقيقاً نلوِّح به فتأتي الأسماك إلينا راكبةً علب كبريت. لذرف دمعة رقيقة داخل ضوء اسعاف يعمل. لتجويع نملة. لمطاردة قشرة الرأس في جثة بالنملة الجائعة. لاختبار سرعة نشفان الدم بعد الظهر ومساءً. وذلك يحدث بتسلِّق مروحة كبيرة لرفع الخضروات من التراب. للنوم في دينامو تنظيم السخونة في السيارة. لوضع إشارة إكس على لثّة ضبع على قيد الحياة. لسحب عضلة من قمر ينبض بالألعاب. لتغيير مكان جثة. لتغيير ملامح جثة. لاستعمال براد الجثث نفسه. للتلويح لنجمة بمنشفة. لضغط ابريق بين راحتي كف، وجعله صحناً طائراً، ثم الإشارة إليه لأطفال لا تعرفهم باعتباره يوفو. لنصب فخ لصاعقة باستعمال ثقب حذاء وحشوة أمالغَم. لرفع عصفور مغلف بورق الألمنيوم وقت قدوم الصاعقة. لتوزيع السوس حزناً لأن الصاعقة لبستْ العصفور حين دخل مذعوراً ثقب الحذاء. لأن العصفور القزم يقود الآن الصاعقة. لأنك لا تستطيع أن تركض حافياً في هذه الأرض المغلفة بالالمنيوم المكهرب بعد حكاية الصاعقة والعصفور. لأن المرطبانات التي ابتلعتَها سترتطم ببعضها وتتحطم في مصرانك. وفي كل مرطبان العينة الأخيرة من ألق العالم. لأننا لا نستطيع أن نسد مجرى الدمع بالأمالغَم. لعزل الأطفال في عواميد اسمنتية على أطراف الأوتوستراد. الأطفال فقط. لتتبُّع مصير موجة صوتية في ذراع منفصلة. لحف أطراف الركام المسننة بأصابع بيانو. لامتطاء دعسة سيارة اسعاف والتزحلق بها أثناء قصة الركام المسنن وأصابع البيانو. لإثارة غضب مشعوذ. لتقييد فيزيائي بكرسي مدولب في معمل أسلحة ممغنطة. مع عدم إخبار الفيزيائي بأن الساحر استفاق من نوبة الصرع. مع عدم إخبار الفيزيائي بأن الكرسي معطل. لأن الشهداء ينفجرون معاً كمفرقات موصولة إلى بعضها بخيط. للتحديق ملياً بأول منشفة وُجِدَتْ. لتغليف البرلمانات بأكياس قمامة. لفرك نقطة دم واحدة باصبعين أملاً بتحويل السخونة المتولدة عن ذلك إلى إشارة عصبية منبهة. لأن شعر حبيبتك طويل كمقعد الحديقة. لأن مقاعد الحديقة التي أتحدث عنها بطول باص للأطفال. للأطفال فقط. وهذا يحدث قبل حكاية العواميد الاسمنيتة والأوتوستراد. لأن شعر حبيبتك ليس طويلاً إلى هذا الحد مع ذلك تجلس أنتَ كي تقود الباص الصغير حيث الأطفال خلفك صفاً واحداً. لتحديد مسار شظية في الهواء. لتسليط العصفور الذي يقود الصاعقة على الشظية مع الاحتفاظ بالفيزيائي حياً لضرورة الاستعانة به أيضاً. لإقامة صداقة مع برغي ناجٍ. مع قطعة من صابونة. مع قشرة رأس محفوظة في قلادة. للعدول عن شراء قنينة شامبو. لأن القشرة مأخوذة من شعر جثة. لأن تثبيت موجة ببرغي قبالة الشاطئ، أنانية مطلقة. لأنك تخفق في كسو جثة بالقطن الصناعي ووضعها بعناية على ظهر الموجة. لأن سلحفاة تتشردق الآن بِكُمِّ الجثة. لأنك تخفق في تثبيت واجهة محل ألعاب على صدرك. لأن محال الألعاب تبدأ بضلع في الصدر. لأن على أحدهم أن يتكلم بجدية في هذه اللحظة. بجدية مروّعة. في متحف للاختفاءات. في ضرورة التراسل من داخل علبة فارغة. علبة زيت. في استقبال الأنانية. في تقليص الكلام إلى شال على العنق. شال متآكل ببؤبؤ. بؤبؤ ميت في علبة الزيت. لأن علبة الزيت ليست فارغة. لأن شهيداً نضعه في الابريق ونشربه ونتجشأ. لأن هباء هناك ويحتاج لمن يجعل فيه فتقاً. فتق في الهباء. ويتسرب كل شيء. لأن هناك من يرش الشهداء بطلاء السيارات. لأن فاجعة تصل مفلترة بجناحي بعوضة صغيرة. لأن شهيداً يضحك في هذه اللحظة. لأن شهيداً فَرَّ ومعه مفتاح علبة الزيت. وهذا يحدث بعد حكاية أننا في الداخل. لأن الانفجار التالي يحدث بتحريك قدم بطريق. لأننا استهلكنا كل قناني الرسائل التي أرسلتها الشمس. لأننا نحمل الخراب كآلة كاتبة. وبامكان ساق بعوضة رفعنا. لأننا بلا ثقل. لأن الخراب يدخل الآلة الكاتبة. وهذه معضلة دقيقة بين اسم واستعارة. لأن الخراب الذي شددناه في أول السطر انفرط. ويمكن الآن كتابة هذا النص بأي طريقة أخرى ممكنة. لحراسة النص الأول. بأية نتيجة. لنعد المحاولة: ...


increase حجم الخط decrease