الثلاثاء 2013/04/02

آخر تحديث: 07:26 (بيروت)

الشرق والشباب نجوم "آرت باريس"

الثلاثاء 2013/04/02
increase حجم الخط decrease
افتتحت في متحف "القصر الكبير" في باريس  تظاهرة " آرت باريس" السنوية المخصصة للفنون الحديثة والتي شاركت فيها هذا العام 144 صالة عرض من عشرين دولة. وما يميز دورة هذا العام عن سابقاتها، مشاركة بعض الدول للمرة الأولى، ومنها الإمارات والبوسنة والهرسك وسلوفانيا وروسيا الحاضرة بقوة ونماذج من الفن الروسي تغطي الفترة الممتدة من عشرينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا. 
تؤكد هذه المشاركة القوية لصالات العرض غير الفرنسية، لا سيما الروسية، على انفتاح منظمي "آرت باريس" على دول أوروبا الشرقية والشرقين الأوسط والأقصى. كما تتميز هذه الدورة باحتوائها أقساماً جديدة، منها قسم يحمل اسم "وعود" وهو مخصّص لصالات العرض حديثة التأسيس وتشارك للمرة الأولى في هذه التظاهرة العالمية. 
وهناك أيضاً قسم مخصص للكتب الفنية، أطلق بالتعاون مع مكتبة "آرت كوريال" الشهيرة، بمشاركة ثلاثين ناشراً، ما سيسمح للعديد من مؤرخي الفن والفنانين والكتّاب الباحثين في الفن بالمشاركة شخصياً في "آرت باريس" وتوقيع كتبهم. 

Shafic-Abboud--Le-Marche-St-Pierre--2002--Oil-on-canvas--90-x-94-cm--Copyright_-jpg-.jpg
 
                                                      "سوق سان بيار" للقنان الراحل شفيق عبود
 
تحضر أيضاً وبكثافة صالات العرض المخصصة للصورة الفوتوغرافية، ويعكس حضورها الدور المهم للتصوير الفوتوغرافي في المشهد الفني اليوم.
إلى ذلك، يميز هذه الدورة الجديدة حضور فنانين من العالم العربي، وقد تجسد خصوصاً بمشاركة "غاليري كلود لومان" التي تعرض أعمال فنانين مكرّسين منذ سنوات طويلة، وفي مقدمتهم اللبناني الراحل شفيق عبود، والجزائري عبد الله بن عنتر، والعراقي ضياء العزاوي... ويجمع بين هؤلاء عوامل مشتركة، منها الاغتراب والإقامة في أوروبا والنهل من مؤثرات ثقافية عديدة مفتوحة على مختلف الثقافات. يضم المعرض نماذج مختارة من نتاج شفيق عبود، وهي تغطّي تجربته منذ الستينات وحتى وفاته، وتظهر انتماءه إلى تيار التجريد الغنائي الذي تبلور في باريس في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وكانت "غاليري كلود لومان" نظمت في "معهد العالم العربي" في باريس العام 1911 معرضاً استعادياً شاملاً لهذا الفنان أبرزَ مكانته الأساسية في مسيرة الفن اللبناني والعربي في النصف الثاني من القرن العشرين.

Dia-Al-Azzawi--Gilgamesh-2--1987--Technique-mixte-sur-papier-toile--160-x-120-_-jpg-.jpg
                                                         
                                     "جلجامش" للفنان ضياء العزاوي

أما ضياء العزاوي فيشارك من خلال أعمال إنجزت بين العامين 1978 و2011 وتعكس تنوّع تقنياته ومراجعه الثقافية التي تستوحي حضارات بلاد الرافدين، كما في رسوم خصّصها لملحمة جلجامش التي تعد واحدة من أقدم وأروع الأساطير البشرية. شارك العزاوي أيضاً برسوم من وحي المعلقات، تعكس علاقة الفنان الفريدة بالأدب العربي الكلاسيكي والحديث، كما تعكس ثقافته الواسعة التي تلغي الفواصل بين الأشكال الإبداعية. وتكتمل مشاركته في المعرض مع سلسلة "بلاد السواد" التي أنجزها بين العامين 1993 و2011 وفيها يقدم قراءته التشكيلية المتميزة لمأساة بلاده.

Dia-Al-Azzawi--Bilad-al-Sawad--1994-95--Partie-centrale-du-triptyque--Techniqu_.jpg
 
                                          "بلاد السواد" للفنان ضياء العزاوي

نشير كذلك إلى أعمال الفنان الجزائري عبد الله بن عنتر، وهي أعمال تجريدية متينة، فيها رؤية الفنان المبدعة للطبيعة وتحولاتها ونورها بين الأرض والسماء. الطبيعة هي الموضوع الأساس في لوحات بن عنتر، وهو تأمل في عناصرها طويلاً وعكس من خلالها جمالية شعرية تستند إلى حِرَفيّة كبيرة في التعاطي مع اللون والضوء.
إلى الحضور البارز لأعمال هؤلاء الفنانين الثلاثة، تطالعنا في تظاهرة "آرت باريس" أعمال لفنانين آخرين، منهم النحات اللبناني شوقي شوكيني الذي يشارك بثلاث منحوتات، والفنانة والكاتبة إتيل عدنان ولها مجموعة من الكتب المصوّرة، والفنانة الفلسطينية بسمة الشريف وهي من فنانات "غاليري إيمان فارس" في باريس وتعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
   
 
 
 
 
increase حجم الخط decrease