يبدو تعامل النظام السياسي المصري مختلفاً مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ حيث رفعت أجهزة الأمن يدها عن مرشحين ونوّاب مؤيدين للنظام، وأفسحت المجال أمام المواطنين لاختيار جزء من تشكيلة البرلمان المقبل.
أخذت الأمور في مصر منحى تصاعدياً سريعاً خلال الأيام القليلة الماضية؛ بعدما هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتدخل عسكري مباشر في ليبيا وذلك بالتزامن من تهديدات غير مباشرة للجانب الإثيوبي في ما يتعلق بأزمة سد النهضة.
على وقع الحظر الكامل للتجوال أمضى أقباط مصر "عيد القيامة" دون أي مظهر من مظاهر الاحتفال، كما أمضى المصريون عموما "شم النسيم" في بيوتهم، وهو اليوم الذي لطالما اتخذ من الصخب والزحام عنوانين رئيسيين له في سنوات ماضية.
لم تقنع المخاطر الكبيرة التي خلقتها جائحة كورونا الرئيسي المصري عبد الفتاح السيسي بإطلاق سراح جزء من السجناء حتى لا تتحول أماكن الاحتجاز إلى بؤر للمرض؛ خاصة أنها تفتقد لأبسط معايير الرعاية الصحية.
يقول أطباء مصريون إن الأعداد التي تعلنها الحكومة لمصابي وباء كورونا ليست حقيقية وتستند إلى آلية فحص غير علمية، مؤكدين أن ما يجري هو تطبيق عملي لنظرية "مناعة القطيع"، لكن من دون إعلان.
اضطر مصطفى لفتح سنتراله الصغير، صباح الجمعة، رغم قرار حظر التجول الكامل المفروض في عموم البلاد؛ لأن أوضاعه المالية لا تتحمل إغلاق مصدر دخله يومين متتالين.
وقال مسؤول رسمي ل"المدن": "لدينا تعليمات بعدم إعطاء بيانات لصحف أو مؤسسات أجنبية. الأرقام المعلنة تتم مراجعتها من قبل مؤسسات سيادية. وحتى الآن الوباء هو الذي يحاصر الحكومة وليس العكس".
بعد أقل من أسبوع لم يعد أحد من المصريين يتحدث عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي تعمَّدت الدولة إحداث زخم زائف حول موته، لتأكيد أن رحيل ديكتاتور لا يعني رحيل الديكتاتورية.
نجحت القبضة الحديدة التي فرضها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الماضية في إجهاض الاحتجاجات التي اندلعت ضده قبل نحو أسبوعين، غير أنها لم تنجح في إنهاء حالة الغضب الشعبي الآخذة في التصاعد.
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث