يسترد الجحيم السوري تأثيره حتى على هؤلاء الذين طالما حاذروا الاقتراب منه، فهو ليس مجرد جاذبية جهنمية، صار مطية تمنح للمغامرين ذوي الآفاق الاستراتيجية مكانة دولية، وتُسقط بتجاهله عن ذوي النفوذ من الدول الكبرى نفوذهم.
وبافتراض حصول تقدم إيجابي في لقاء بوتين برأس النظام، فربما كان ليس في اعطاء الرئيس الروسي لنظيره السوري درساً قاسياً في الواقعية، فالجميع غارقون في الواقع، وإنما في إلزامه ألا ينكره، وبالضبط ألا يتعمد ذلك.
وضعت روسيا أيضاً الغرب وامريكا أمام عجزهما وبقوة السلاح هذه المرة، فالغزو كان استعراضاً عسكرياً مطلوباً. حان الوقت لبوتين كي يطلع العالم على أن القوة التي يتمتع بها لا شيء يمنعه من استخدامها، ولو أن الارهاب لم يمس ارضه،
يحق للسوريين اليوم التفاخر بأن بلدهم قد أصبحت أخطر بلد في العالم، مع أنه أمر ليس محلاً للفخر، لكن هكذا شاء العالم أن يضع طموحاته واسلحته ومهاراته الدبلوماسية ومخططاته الاستراتيجية رهناً لصراع دولي على سورية قد يؤدي لحرب ...
التدخل الروسي على الأرض تأخر، أخيراً استدرك ما فاته، فسورية أرض مشاع ولا يصح أن تستفرد فيها إيران وحدها، كلفت الروس خمسة فيتوات في مجلس الأمن. ومهادنات صورية مع الأمريكان، ومماحكات مع المعارضة السورية، ولا ننسى تصريحات لافروف ...
الابتهاج الذي عم مناطق مؤيدي النظام، كان لإخفاق المؤامرة الكونية في اسقاط سورية في أحضان أمريكا، ولان الروس سارعوا لإيقاف التدهور على جبهات القتال. تعبيراً عن الفرح، ألصق المؤيدون على سياراتهم صور الرئيس الروسي إلى جوار ...
أثار التدفق البحري والجوي المتواصل للأسلحة الروسية؛ معدات وجنود وآليات إلى سورية، لدى بعض الأوساط الحكومية الأوربية تكهنات متفائلة عن احتمال أن تكون روسيا وجدت لجيشها دوراً في الحلف ضد الإرهاب، منعاً لتمدد التطرف الإسلامي ...
سواء اعترفت روسيا بوجود "مستشارين عسكريين" في سورية، مهمتهم تدريب القوات السورية على استخدام اسلحة ومعدات روسية الصنع تم توريدها وفق عقود موقعة مسبقاً. أو مجرد أنها عززت من وجود خبرائها في إطار التعاون العسكري التقني.
بعد نحو أربع سنوات ونصف، بدأت الأزمة السورية، تتسرب إلى أسماع الرأي العام العالمي، مع أن الضجيج رافقها منذ بداياتها الربيعية. باتت نتائجها على أراضيه، تشكل بمرمى أنظاره فاجعة إنسانية صادمة، وكارثة تخترق حدود دول العالم،
يعتقد المجتمع الدولي اليوم أنه حقق انجازاً ضخماً بوضع الأزمة السورية على طريق الحل النهائي، بعدما أصدر مجلس الأمن، بياناً رئاسياً "مفاجئاً"، أقر فيه ما قال إنها خطة للحل السياسي في سورية،
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث