الأحد 2025/06/08

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

نتنياهو والحريديم: أزمة جدّية.. وأكثر من سيناريو!

الأحد 2025/06/08
نتنياهو والحريديم: أزمة جدّية.. وأكثر من سيناريو!
الحريديم يصارعون لعدم خسارة حكمهم وسيطرتهم على المجتمع المتدين
increase حجم الخط decrease
تتفق الصحافة العبرية على أن الأيام القادمة تمثل "دراما سياسية"، تحمل عدة تكهنات وسيناريوهات بشأن مآل الأزمة الحاصلة بين الحريديم والائتلاف الحكومي الإسرائيلي على إثر مشروع قانون "التجنيد"، لكنها لم تحسم السيناريو الأكثر ترجيحاً.
ويبدو أن الأربعاء القادم وما يليه، بمثابة أيام حاسمة لمصير الائتلاف الحكومي اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو، فإما تسير الأمور دراماتيكياً نحو حل الكنيست وانتخابات مبكرة، وإما يصل نتنياهو إلى تسوية مع أحزاب اليهود المتشددين دينياً (الحريديم)، بما يضمن إطالة عمر حكومته لأشهر إضافية.
وركزت صحيفة "معاريف" صباح الأحد على جهود نتنياهو لتحويل "انقسام أحزاب الحريديم إلى سلاح سياسي"، مشيرة إلى استغلاله "الشروخ العميقة" في الكتلة الحريدية وتبايناتها بشأن الطريق الأسلم لحل الأزمة؛ بهدف المحافظة على "سيطرته".
وحاولت "معاريف" التنبؤ بالسيناريو المُنتظر الأربعاء، على ضوء تهديد الحريديم وخصوصاً الجناح الأكثر تشدداً "أغودات يسرائيل"، بالتصويت لصالح مشروع قانون "حل الكنيست" احتجاجاً على رفض تمرير قانون يستثني الحريديم من التجنيد، وتوقعت الصحيفة العبرية "أسبوعاً شيقاً"، سيُختتم بتأييد حل الكنيست بالقراءة التمهيدية، ولكن دون حله فعلياً؛ ذلك أنه حتى نيله القراءة الرابعة، سيكون نتنياهو قد أبرم تسوية مع الحريديم، وضمن إطالة عمر حكومته نسبياً، بمنظور "معاريف".

"نقطة غليان.. وتنفيس ضغط"
واعتبرت الصحيفة العبرية أن جمهور الحريديم ممزق بين القلق من الوضع القائم ومن قانون التجنيد الجاري الإعداد له، مؤكدة أن الساسة الحريديم، وأيضاً نتنياهو، جميعهم يدركون أن الوضع وصل إلى "نقطة غليان ويجب تنفيس الضغط".
وتابعت أن الجمهور الحريدي بحاجة فعلية إلى رسالة مطمئنة وتوضيحية، خصوصاً مع إعلان المستشارة القانونية للحكومة عن إصدار 50 ألف أمر تجنيد لطلاب المعاهد الدينية (اليشيفوت) الشهر القادم.
ورجحت "معاريف" تمرير قانون حل الكنيست الذي ستطرحه المعارضة بالأيام القريبة، ب"أغلبية أصوات في القراءة التمهيدية"، لكنها ترى في الخطوة ضرورة لتنفيس الضغط، ومنح الفصيل المتشدد داخل الكتلة الحريدية "أغودات يسرائيل" صورة أولية للانتصار، وفي الوقت نفسه لكسب الوقت لتسوية الأزمة وإنقاذ حكومة نتنياهو، ما يعني تعثر "حل الكنيست" في القراءات التالية!

"التسوية أقرب.. من حل الكنيست"!
في حين، رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن "التسوية أقرب من حل الكنيست"، ونقلت عن مصادر مطلعة، بأن فرص التوصل إلى حل قريبة، لكنها حذرت أيضاً من أن "كل شيء قد ينفجر" في أي لحظة، مع تصاعد التصريحات المتناقضة، أو تعنت أحد كبار قادة الحريديم.
كما أشارت الصحيفة المقربة من نتنياهو إلى أن أبرز مواضيع النقاش التي ما زالت مفتوحة في الحوار المستمر بين نتنياهو والحريديم ورئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين، تتمثل في الرقابة على المعاهد الدينية والعقوبة الصارمة على السكن.
وبشأن قانون التجنيد، قالت الصحيفة العبرية إنّ المباحثات تتمحور حول مصير القانون وإمكانية تحديد مدة 5 سنوات لمراجعة نجاحه، أو تحقيق أهدافه جزئياً.

توتر داخل الحريديم
لكن "يسرائيل هيوم" تعمدت تضخيم الانقسامات بين الحريديم، بقولها إن توتراً نشأ بين الأحزاب الحريدية بسبب مسارعة الجناح المتشدد "أغودات يسرائيل" إلى عقد اجتماع مع الحاخامات وإعلان تأييده حل الكنيست، بالتزامن مع المحادثات المطولة التي جرت الخميس مع نتنياهو وإدلشتاين. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين من الحريديم، قولهم "نحن نحاول إيجاد حل، وأغودا تحاول الهدم، لا يمكن إدارة الأمور بهذا الشكل."
وتطرقت نشرات الأخبار التلفزيونية العبرية إلى موقف "شاس" ووعيده بدعم حل الكنيست، معتبرة أنه "تهديد.. لكنه جدي"، وأن "شاس" وتحالف "يهودوت هتوراة" بشقيه، سيحسمون موقفهم النهائي هذا الأسبوع، على ضوء نتيجة الحوار مع نتنياهو.
بينما توقع عضو كنيست من حزب "يسرائيل بيتنا" أن يضحي نتنياهو بالليكودي رئيس لجنة الأمن والخارجية إدلشتاين، أو أن يمنح امتيازات معينة للحريديم؛ لشراء وقت إضافي حتى تشرين أول/أكتوبر القادم، باعتباره "الموعد الأنسب" بمنظور نتنياهو للانتخابات المبكرة. وبحسب ما قاله هذا العضو لتلفزيون "مكان" العبري، فإن نتنياهو يرى في الوقت الحالي "ضرراً انتخابياً"، ويحبذ تاريخ أيار/مايو القادم.كما اعتبرت قراءات إسرائيلية أن الوضع الحالي ليس تماماً تحت سيطرة نتنياهو، وأن هذا ما يقلقه ويدفعه للعمل بكل قوّته لحل الأزمة.

"نتنياهو مُهان.. ويستجدي الحاخامات"
وأما صحيفة "هآرتس"، فقد وجدت في أزمة الحريديم، فرصة للمعارضة للشعور بالسعادة لسقوط "حكومة التدمير والحرب الأبدية"، مشيرة إلى استمتاع المعارضة برؤية نتنياهو مهاناً، يتوسل أمام الحاخامات الذين يسيطرون على الائتلاف؛ ليمنحوه بضعة أشهر إضافية في المنصب. ونوهت الصحيفة اليسارية لاستطلاعات رأي تلفزيونية، تنبأت بعودة نفتالي بينت إلى مكتب رئيس الوزراء بديلاً لنتنياهو!
بكل الأحوال، تظهر أحزاب الحريديم كـ"بيضة قبان" بشأن مصير حكومة نتنياهو، فهم قوة في الائتلاف لها 18 مقعداً بالكنيست، وفي حال تصويتها على قانون "حل الكنيست" في 4 قراءات، فإن هذا يعني تمريره والذهاب نحو انتخابات مبكرة في غضون 5 أشهر.
وما يجعل الأزمة جدية، هو أن جوهرها صراع سلطة أيضاً، فحاخامات الحريديم يصارعون لعدم خسارة حكمهم وسيطرتهم على المجتمع المتدين، عدا عن عقيدتهم التي ترى أن خدمة الشبان في الجيش يخرجهم من سيرورة التنشئة اليهودية الصارمة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها