ويسود انطباع عام لدى اوساط السياسيين الإيرانيين بأن روسيا تريد أن تستخدم علاقتها الوطيدة مع إيران كورقة ضغط على إدارة ترامب من أجل مكاسب في أوكرانيا ثم تحويل إيران إلى كبش فداء. بالأحرى، يمكن القول إن الروس لا يريدون مساعدة إيران في الحصول على ما تعتبرها حقها في التخصيب النووي، بل يريدون مساعدة الولايات المتحدة في دفع إيران بالقبول بشروط تمليها عليها، ومن تلك الشروط الإمتناع عن تخصيب اليورانيوم إطلاقاً مقابل تحقيق مطالبها في أوكرانيا.
بوتين سيزور طهران
في غضون ذلك اعلن السفير الروسي لدى طهران عن زيارة بوتين قريباً لطهران هي الأولى من نوعها، حيث أن زياراته السابقة كلها كانت في إطار الاتفاقات والتحالفات الإقليمية التي شاركت فيها دول الجوار، مثل إطار اتفاق أستانة أو دول بحر قزوین وما الى ذلك.
يريد بوتين أن يستغل نفوذه على القيادة الإيرانية لإقناعها بالخضوع أمام شروط الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تستثمر روسيا 8 مليارات دولار في حقول الغاز الإيرانية خلال زيارة بوتين، وتم تأكيد ما يقرب من 5 مليارات دولار من هذا المبلغ، بينما تتجه العقود المتبقية نحو المرحلة النهائية وفق السفير الايراني لدى موسكو كاظم جلالي.
هل سيعطي ترامب دوراً لبوتين
بالرغم من أن ترامب دعا إلى مشاركة بوتين في حل الملف الإيراني، إلا أنه منذ البداية أظهر رغبته بالتفاوض الثنائي المباشر مع طهران وقام بإقصاء الأطراف الخمس المشاركة في المفاوضات النووية عام 2015 حتى يصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن، فضلاً عن أن الشخصية الترامبية شخصية متفردة لا ترغب في إشراك الأخرين، وتحقيق إنجازات جماعية، وهو يريد أن يسجل إنجازات حكومته باسمه شخصياً وليس باسم مجموعة الناشطين في إدارته فمن المستبعد جداً أن يشرك الرئيس بوتين للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران حتى يقال أن بوتين أدى دوراً حاسماً في الاتفاق منع طهران.
ومن جهة أخرى مشكلة بوتين في إدخال نفسه كوسيط في المفاوضات الإيرانية ليست مع ترامب فحسب بل إن إدارة الرئيس بزشكيان لن ترغب في إدخال روسيا في المفاوضات وتكوين الثلاثي الايراني والأميركي والروسي لان الاصلاحيين في إيران يشُكون دوما في نوايا الروس ويرون بأن الروس لا یتوقع خیر منهم ويجب الحذر من مکائدهم.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها