الثلاثاء 2025/06/10

آخر تحديث: 00:10 (بيروت)

الكنز الاستراتيجي الاستخباراتي الإسرائيلي في طهران

الثلاثاء 2025/06/10
الكنز الاستراتيجي الاستخباراتي الإسرائيلي في طهران
خطيب يشيد بأهمية إنجاز الحصول على الوثائق الإسرائيلية (إنترنت)
increase حجم الخط decrease
مساء السبت الماضي، كشف وزير الاستخبارات الإيرانية إسماعيل خطيب تفاصيل الضربة على منشآت إسرائيل النووية والاختراق النوعي لكنز الكيان الصهيوني الاستراتيجي.  
أشار خطيب، إلى أهمية هذا الإنجاز، لافتاً إلى أن "العدد الذي تم تداوله في بعض المصادر عن آلاف الوثائق، ضئيل مقارنة بحجم المعلومات الحقيقي الذي تم الحصول عليه"، مؤكداً أهمية هذا الإنجاز، بالقول: "بفضل الله، تمكنت قواتنا الاستخباراتية بعزيمة عالية وجهد متواصل من الحصول على وثائق لا يمكن وصفها إلا بالكنز الاستراتيجي للمعلومات". 

كم هائل من المعلومات 
تقول مصادر مطلعة إن هناك كماً هائلًا من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة، بما في ذلك الخطط والمنشآت النووية من الأراضي المحتلة.  
ووفقاً لتقارير غير رسمية، تضمنت هذه الوثائق معلومات 6 ملايين مستخدم على "فايسبوك" و"إكس" و"إنستغرام" و"تلغرام" في الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى معلومات سرية عن أنظمة المياه والكهرباء والهاتف والنقل والبريد والخدمات الطبية والصحية، وكذلك معلومات تتعلق بـ400 ألف ملف قضائي وجنائي في الجهاز القضائي.  
كما تشمل الوثائق الأرشيف النووي الكامل للكيان الصهيوني، ووثائق تتعلق بعلاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول الأخرى، بالإضافة إلى معلومات ستسهم في تعزيز القوة الهجومية الاستخباراتية للجمهورية الإسلامية.  
وأفادت مصادر مطلعة لوكالة أنباء "الاذاعة والتلفزيون الإيراني" بأن كمية الوثائق كبيرة لدرجة أن مجرد مراجعتها ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو استغرقت وقتاً طويلاً.
وذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة للحرس الثوري، أن اعتقال شخصين من قبل جهاز الأمن للكيان الصهيوني قبل شهرين مرتبط بسرقة تلك الوثائق، ولكن يبدو أنه من الواضح أن أي دولة لا تكشف عن مصادرها الاستخباراتية أو التجسسية، ومن المحتمل أن وكالة "تسنيم" الإخبارية نشرت هذا الخبر بهدف إرباك الإسرائيليين.  
واعتقلت سلطات متعددة في "إسرائيل" على مدى السنوات الماضية شخصيات بتهمة السفر إلى إيران أو إرسال صور لمناطق عسكرية حساسة داخل "إسرائيل" إلى إيران.  
صمت مريب  
لم يصدر أي تعليق من مسؤولي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ مساء السبت الماضي لتأكيد أو نفي هذا الخبر. حاول مراسل "بي بي سي فارسي" جیار غول الاتصال بمكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية الإسرائيلية لاستطلاع رأيهم، لكن لم يتلق أي رد منهما.  
احتمال الاختراق الإلكتروني 
 يُرجح أن تكون إيران قد حصلت على هذه الوثائق من خلال اختراق أحد المواقع الأمنية الإسرائيلية العام الماضي. لكن لو كان الحصول على الوثائق تم عبر الاختراق، لما كانت هناك حاجة للإجراءات التي ذكرها وزير الاستخبارات الإيرانية، حيث كان بإمكان إيران ببساطة طباعة محتوى الموقع بعد اختراقه. إلا أن الوزير الإيراني أوحى بأن الوثائق الأصلية سُرقت من "إسرائيل" ونُقلت براً عبر عدة دول قبل وصولها إلى إيران.  
مقارنة بعملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني  
هذا الأسلوب الذي تحدث عنه وزير الأستخبارات الايرانية يشبه ما فعلته "إسرائيل" عام 2018 حیث  قام فريق من العملاء تحت قيادة الموساد، قام بتنفيذ واحدة من أكثر المهام استحالة في تاريخ التجسس العالمی في تورغوز آباد جنوب طهران، داخل مستودع يبدو عديم القيمة، تمت سرقة أكثر من 100 قرص مضغوط تحتوي على 55 ألف ملف وفيديو وثائقي عن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى كنز من الصور المتعلقة بالتجارب السرية للبرنامج النووي، بوزن 500 كيلوغرام، من خزائن كان الإسرائيليون قد اشتروا نماذج منها سابقاً لدراسة طريقة فتحها. وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الوثائق وصلت إلى تل أبيب في إسرائيل عبر أراضي جمهورية أذربيجان وبالتعاون معها.
ضربة استخباراتية كبرى إن صحت الادعاءات  
إذا كانت مزاعم وزير الاستخبارات الإيرانية صحيحة، فإن هذه العملية تُعتبر انقلاباً استخباراتياً كبيراً ضد "إسرائيل".
وفي شأن متصل، يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، إن الأوروبيين الذين يتحدثون عن منع الانتشار النووي يشاركون بشكل فعال في البرنامج النووي الإسرائيلي.
کما وصف قائد الحرس الثوري الجنرال سلامي هذه العملية بأنها تمثل طوفان الاقصى رقم 2 وبفضل المعلومات المستخلصة من تلك الوثائق سوف تصيب الصواريخ الايرانية أهدافها بدقة أكبر في الأراضي المحتلة.   
وبالرغم من ذلك يبدو أن عملية ترجمة تلك الوثائق قد تطول لفترة ليست قصيرة، وما نشر إلى حد الآن من تلك الوثائق في أغلبها ليست إلا تخمينات وتوقعات غير دقيقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها