الجمعة 2025/05/09

آخر تحديث: 19:28 (بيروت)

مقربون من الشرع يبحثون الأوضاع الأمنية مع إسرائيليين بالإمارات

الجمعة 2025/05/09
مقربون من الشرع يبحثون الأوضاع الأمنية مع إسرائيليين بالإمارات
لقاء سوري-إسرائيلي في أبو ظبي: الشرع يطلب وقتًا وإسرائيل تراقب الدروز (Getty)
increase حجم الخط decrease
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن تفاصيل مفاوضات سرية جرت بين وفد سوري وآخر إسرائيلي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حيث تمت مناقشة قضايا أمنية بين البلدين في ثلاثة لقاءات منفصلة استضافتها إحدى المقار الحكومية.

وأفادت الصحيفة أن الوفد السوري الذي ضم ثلاثة من مساعدي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، اجتمع مع أكاديميين إسرائيليين من خلفية أمنية. وطالب الوفد السوري، بحضور وسطاء من أبو ظبي، بأن تمنح إسرائيل الشرع "وقتاً للاستعداد وتثبيت نظام داخلي جديد داخل سوريا"، مع الإصرار على وقف الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية.
في المقابل، ناقش الإسرائيليون الهجمات التي تستهدف الدروز في جنوب سوريا، معتبرين أن "إسرائيل لن تتحمل الهجمات على الدروز الذين هم إخواننا في الدماء". ووصفوا تصريحات الشرع التي تنفي وجود مصلحة في الصراع مع الجيران، بما في ذلك إسرائيل، بأنها "إيجابية لكنها غير كافية".

تصاعد المفاوضات بعد زيارة الشرع

ولم تحدد الصحيفة موعد اللقاءات، لكنها أشارت إلى أن المفاوضات جرت بعد زيارة الشرع إلى الإمارات في 13 نيسان/أبريل. وأكد الجانب السوري خلال الاجتماعات أنه "قضى تماماً على الإيرانيين" الذين كانوا يشكلون تهديداً لإسرائيل من الحدود السورية.
وأشار المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق رابين، زاك نيريا، إلى أن الشرع أعرب عن قلقه من تنامي العلاقات الإسرائيلية مع الدروز والأكراد، مما قد يهدد استقرار حكمه، وأكد أن "التفاهم الصامت" قد يشكل أساس أي تقدم، بحيث تضمن إسرائيل حقها في التدخل لمنع اقتراب أي قوة معادية من الجولان، مقابل التزام سوري بعدم المساس بالدروز أو الأكراد. كما تم التطرق إلى الترتيبات الأمنية في جبل الشيخ، الذي وصفه نيريا بـ"العين والأذن الاستراتيجية لإسرائيل"، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وأعرب نيريا عن تفاؤله بحذر، مشيراً إلى أن أي تغيير في الترتيبات الأمنية يجب أن يكون مدعوماً بثقة في نوايا النظام السوري الجديد. كما أكد أن إسرائيل تتعامل مع الحوار بحذر شديد، بانتظار أفعال تترجم التفاهمات، قبل التفكير في تخفيف العقوبات على دمشق.


تواصل غير معلن

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصادر متعددة أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية بين إسرائيل وسوريا، تركز على الأمن والاستخبارات وبناء الثقة، وتهدف إلى تطوير العلاقات على مراحل، تبدأ بقضايا فنية قبل التطرق إلى ملفات أكثر حساسية.
تأتي هذه اللقاءات في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع، خاصة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت مواقع حساسة في دمشق، بما فيها القصر الجمهوري. ومع استمرار تعقيد المشهد على الأرض، تبقى احتمالات التهدئة مرهونة بمدى جدية التفاهمات وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها