الجمعة 2025/05/09

آخر تحديث: 09:35 (بيروت)

مقترح أميركي لحل شامل بغزة..وسط توتر علاقة نتنياهو وترامب

الجمعة 2025/05/09
مقترح أميركي لحل شامل بغزة..وسط توتر علاقة نتنياهو وترامب
الرئيس الأميركي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو (Getty)
increase حجم الخط decrease
نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الخميس، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ومصادر دبلوماسية عربية قولهم إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس إعلان حل شامل لقطاع غزة في نهاية الأسبوع الجاري، يتضمن طرح صفقة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف عام، وتشمل ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في القطاع.
وبحسب المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا للصحيفة، فإن الحل المقترح يجرى تطويره بدعم مباشر من البيت الأبيض، وبتعاون جزئي من إسرائيل، لكنه لا يلبي جميع مطالب الحكومة الإسرائيلية. ويُتوقع، في حال التوصل إلى اتفاق، أن يُعرض على إسرائيل باعتباره أمراً واقعاً، ما سيضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام اختبار سياسي داخلي صعب، وقد يؤدي إلى أزمة حادة داخل ائتلافه الحاكم إذا اختار القبول بالمقترح.
وقد يشمل المقترح الأميركي، بحسب التصريحات، منح قادة حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) حصانة من الاغتيال باعتبارها جزءاً من حوافز تُطرح لإقناع الحركة بقبول الصفقة، بالإضافة إلى ضمان مشاركتها في صيغة مدنية لقيادة قطاع غزة في المرحلة التالية. وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن إدارة ترامب تدرس هذا المقترح بجدية عالية، خصوصاً في ظل غياب التقدم على المسار العسكري وتصاعد الانتقادات الدولية لتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

قطع الاتصال
ووصلت العلاقة بين ترامب ونتنياهو إلى أدنى مستوياتها في الفترة الأخيرة، إذ قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مقربين من الرئيس الأميركي أبلغوا وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن الرئيس الأميركي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو.
وأوضحت إذاعة الجيش أن المقربين من ترامب أبلغوا ديرمر أن نتنياهو يتلاعب بالرئيس الأميركي، وأكدوا أن أكثر ما يكرهه ترامب هو أن يظهر كشخص يتم التلاعب به.
ونقلت الإذاعة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حديث الوزير ديرمر مع كبار المسؤولين الجمهوريين بغطرسته المعهودة لم يجدِ نفعاً.
من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مقربين من ترامب تأكيدهم أن العلاقة بين الرئيس الأميركي ونتنياهو وصلت لأدنى مستوياتها، وأضافوا "نتنياهو يتلاعب بنا ولا ينفذ ما اتفقنا عليه ولا يريد المضي قدماً في توافقات".
وأكدوا أن المطلوب حالياً من نتنياهو هو اتخاذ الخطوات المطلوبة لتحقيق تصورات ترامب بالشرق الأوسط، ولكنه يرفض التعاون لدعم تلك الخطوات.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب يهمش نتنياهو حتى يعود للمسار الصحيح، وأضاف "ثمة مشكلة في أنه علاوة على استبعادنا من التطورات فإن ترامب لن يزور إسرائيل".
وطالب المسؤول الإسرائيلي من إدارة ترامب "معرفة أن هناك حساسية سياسية وشعبية لأي حديث عن دولة فلسطينية الآن"، مؤكداً أن "ديرمر أمضى ساعات لصياغة لغة تشير لاستعداد إسرائيل لقيام دولة فلسطينية مستقبلاً".

التطبيع مع السعودية
وفي سياق آخر، أفاد مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، أمس الخميس، بأن الولايات المتحدة تخلّت عن اشتراط تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مدخلاً للتقدّم في محادثات التعاون النووي المدني مع الرياض. ويأتي هذا التحوّل قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي إلى السعودية الأسبوع المقبل، في خطوة قد تُعد نكسة لتطلعات إسرائيل، التي كانت تأمل بأن يلعب ترامب دوراً محورياً في دفع مسار التطبيع مع المملكة.
ويُعد التخلي عن مطلب إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل تنازلاً كبيراً من واشنطن، وفق ما ذكرت "رويترز". وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، كانت المحادثات النووية جزءاً من اتفاق أميركي سعودي أوسع نطاقاً جرى ربطه بالتطبيع وبهدف الرياض المتمثل في إبرام معاهدة دفاعية مع واشنطن.

إدخال المساعدات
وفيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الجمعة، إن إسرائيل لن تشارك في توزيع مساعدات غزة، لكنها ستشارك في توفير الأمن. وأكد في مؤتمر صحافي أن وصول المساعدات لا يتوقف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، معرباً عن أمله أن تبدأ آلية المساعدات الجديدة "قريباً".
وقال هاكابي إن عدداً من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات على غزة، مشيراً إلى أن بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن، وأكد أن شركات أمن خاصة ستكون مسؤولة عن ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء. وبحسب قوله، فإنه "ستكون مشاركة من منظمات غير ربحية"، متعهداً بالكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.
وأكد السفير الأميركي الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية في غزة زاعماً أن حركة حماس غير قادرة أو غير راغبة في توفيرها. ومنذ الثاني من آذار/مارس، تمنع سلطات الاحتلال دخول أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر حيث يعيش 2.4 مليون شخص.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها