نقل "العربي الجديد" عن مصدر مصري مطلع على جهود القاهرة في شأن الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قوله إن موقف الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب، تحول خلال الأيام الماضية، لجهة إبداء المرونة في ما يتعلق بالسلاح وإبعاد قيادات وعناصر المقاومة من القطاع إلى الخارج، لكن في مقابل إطلاق "حماس" لكل الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.
تأجيل الرقابة على السلاح
وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن ممثلي الإدارة الأميركية المعنيين بالمفاوضات، أبدوا خلال الاتصالات المستمرة مع الوسطاء المصريين، على مدار اليومين الماضيين، قبولاً بأفكار إطارية لتأجيل البت بفرض رقابة صارمة على سلاح المقاومة الفلسطينية وتسليمه، وعلى رأسها "حماس"، إلى ما بعد تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه لإنهاء الحرب على غزة.
ووفقاً لـ"العربي الجديد"، أشار المصدر إلى أن المسؤولين الأميركيين، أبدوا أيضاً قناعة بعدم قابلية تنفيذ قرارات إبعاد أو نفي قيادات الأذرع العسكرية للمقاومة أو مقاتلي تلك الأذرع إلى خارج القطاع لاعتبارات عدة، من أبرزها تخوفات الدول التي يُحتمل نقل عناصر المقاومة الفلسطينية إليها، وضخامة الأعداد المطروح إبعادها من غزة وفقاً لمحددات الجانب الإسرائيلي، والتي تراوح ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف قائد ومقاوم فلسطيني.
تمسك أميركي بإطلاق كل الأسرى
وأوضح المصدر نفسه، أن الجانب الأميركي أبدى في المقابل تمسكاً بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتسليم الجثامين الموجودة لدى المقاومة دفعة واحدة وفي وقت واحد، لافتاً إلى أن الدائرة الضيقة القريبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمعنية بملف غزة، باتت مقتنعة بعدم جدوى السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خصوص تحرير المحتجزين عبر الضغط العسكري.
مقتل 3 أسرى
وكانت معلومات استخباراتية افادت بمقتل 3 أسرى بعدما ظلوا أحياء تحت قبضة المقاومة الفلسطينية، وذلك عقب استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي العمليات العسكرية في القطاع منذ 18 آذار/مارس الماضي، وتعرض حياة المحتجز الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر للخطر، بعد إصابته أخيراً إثر قصف جيش الاحتلال الموقع الذي يحتجز فيه لدى "كتائب القسام".
وأشار المصدر المصري إلى حالة من التفاؤل بين الوسطاء بشأن إمكانية التوصل إلى حل شامل خلال مدى زمني قريب، لا سيما في ظل استعداد "حماس" لإطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة، وأيضاً إمكانية صياغة تصور مقبول في شأن ضبط سلاح المقاومة وحركة عناصرها عقب التوصل لاتفاق.
22 شهيداً
ميدانياً، استشهد وأُصيب العديد من الأشخاص، بينهم أطفال في الهجمات المتواصلة التي يشنها الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ومن بين الشهداء ثلاثة من عائلة واحدة.
وأفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 22 فلسطينياً من منذ فجر اليوم الجمعة، فيما سقط عدد من الشهداء والجرحى في غارة استهدفت مبنى التموين التابع لـ "أونروا" في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن وصول 27 شهيداً، منهم شهيد تم انتشاله، و85 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.
صاروخ يمني
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. فيما أعلن الحوثيون مساء اليوم، استهداف مطار "بن غوريون" وهدف حيوي في منطقة تل أبيب، وذلك في ما قالوا إنه "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضاً لجريمة الإبادة الجماعية" التي تقترفها إسرائيل بحق "إخواننا في قطاع غزة، وضمن تنفيذ قرار الحظر الجوي" على إسرائيل.
"أونروا": إيصال المساعدات مستحيل
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن "إيصال المساعدات مستحيل من دوننا... ويجب إعادة فتح المعابر ورفع الحصار في أسرع وقت ممكن". وأضافت: "لدينا أكثر من 3 آلاف شاحنة مساعدات عالقة خارج قطاع غزة". فيما حذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة الجمعة من "نكبة أخرى" مماثلة لتهجير الفلسطينيين في العام 1948، بسبب "معاناة لا يمكن تصوّرها" تسببها الممارسات الإسرائيلية.
وقالت اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة، إن "إسرائيل تواصل إلحاق معاناة لا يمكن تصورها بالشعب الواقع تحت احتلالها، في حين تُسرّع وتيرة مصادرة الأراضي ضمن طموحاتها الاستعمارية الأوسع". وأضافت: "يمكن لما نشهده حالياً أن يكون نكبة أخرى".
في غضون ذلك، أفادت الخارجية الإسرائيلية، بإطلاق نار على مبنى بجوار القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول واعتقال المنفذ من دون إصابات أو أضرار.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها