الجمعة 2025/05/09

آخر تحديث: 16:50 (بيروت)

باكستان تسقط عشرات المسيرات الهندية.. تحرك دولي لاحتواء الأزمة

الجمعة 2025/05/09
باكستان تسقط عشرات المسيرات الهندية.. تحرك دولي لاحتواء الأزمة
قصف يومي متبادل على المناطق الحدودية في كشمير (Getty)
increase حجم الخط decrease
في زيارة غير معلنة، التقى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، في نيودلهي، بهدف دعم جهود التهدئة بين الهند وباكستان، وفق ما أفادت به صحيفة "التايم" الأميركية. فيما أعلن الجيش الباكستاني أنه لن يتجه إلى نزع فتيل التصعيد في ظل التهديدات الهندية.

وجاءت الزيارة في أعقاب إسقاط باكستان 77 طائرة مسيّرة هندية خلال 48 ساعة فقط، مما دفع بدول الخليج إلى تكثيف الوساطات لاحتواء الأزمة. وأكدت مديرة مركز الدول والمجتمعات الإسلامية بجامعة غرب أستراليا، سامينا ياسمين، للصحيفة أن دول الخليج "بحكم طبيعة علاقاتها مع الهند وباكستان، ستصبح أكثر نشاطاً في حثّ الطرفين على ضبط النفس، من أجل ضمان استقرار المنطقة".
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد أصدرت بياناً، دعت فيه الطرفين إلى تجنب التصعيد العسكري والاعتماد على الدبلوماسية كسبيل لحل النزاع.
من جانبها، دخلت بكين، التي تشعر بالقلق إزاء استثماراتها في مشروع "الحزام والطريق" بكشمير، على خط الوساطة عبر مبادرة طرحتها يوم الخميس، تقضي بوقف متدرج لإطلاق النار يبدأ بتجميد استخدام الطائرات المسيّرة، وفقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
وأوفدت الصين نائب وزير خارجيتها إلى نيودلهي وإسلام آباد في اليوم نفسه، في مسعى لتمهيد الطريق أمام هدنة مبدئية، تزامناً مع اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن القومي الباكستاني في إسلام آباد لمناقشة التطورات.

واشنطن وايران على خط الوساطة

وتناقضت المواقف في الولايات المتحدة، حيث صرح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لشبكة فوكس نيوز بأن "النزاع بين الهند وباكستان ليس من شأننا"، غير أن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الخارجية الهندي جايشانكار، داعياً إلى "خفض فوري للتوتر" وتجنب الانزلاق نحو مواجهة نووية.
فيما اجتمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره الهندي اليوم، في لقاء تناول فرص تهدئة التوترات، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية.

حرب المسيّرات تُلهب الجبهات

وسط هذه التحركات السياسية، تصاعدت المواجهة الجوية على طول خط السيطرة في كشمير، وتحوّلت الجبهة إلى ساحة أولى "حروب المسيّرات" المفتوحة في جنوب آسيا.
وأعلنت هيئة الأركان الباكستانية عبر التلفزيون الرسمي، إسقاط 77 طائرة مسيّرة هندية، بينها 29 طائرة أسقطت مساء الخميس و48 أخرى خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة.
في المقابل، اتهم الجيش الهندي إسلام آباد بشن هجمات متعددة باستخدام الطائرات المُسيّرة والذخائر الموجّهة على ولايات البنجاب، راجستان وجامو وكشمير، مشيراً إلى أنه "صد الهجمات ورد بقوة"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وفي ظل تصاعد المواجهة الجوية، أفاد مسؤولون محليون في مناطق خط السيطرة بوقوع اشتباكات مدفعية عنيفة، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 12 آخرين في الجانب الباكستاني، فيما تحدث الجيش الهندي عن 13 قتيلاً و43 جريحاً في مناطق أوري وبونش وتانغدهار.
كما أغلقت نيودلهي 24 مطاراً شمالياً وأخليت عشرات القرى في آزاد كشمير بعد تصاعد القصف المدفعي والضربات الجوية المتبادلة.

سيناريوهات التصعيد النووي

ومع دخول الطائرات المسيّرة كأداة هجومية جديدة في الصراع، يُخشى من احتمال انزلاق الأوضاع نحو مواجهة نووية قد تنذر بكارثة إقليمية، خصوصاً في ظل التصعيد المتسارع على جبهة كشمير، فيما تتسابق العواصم العالمية على كبح التوتر عبر قنوات الدبلوماسية والوساطة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه إسلام آباد ونيودلهي اشتباكات جوية متصاعدة، يراقب العالم ما إذا كانت جهود التهدئة الحالية قادرة على احتواء الأزمة قبل أن تخرج عن السيطرة.
وفي وقت لاحق اليوم، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الليفتنانت جنرال أحمد شودري: "لن نتجه الى نزع فتيل التصعيد" مع الهند، مؤكداً أن بلاده ستظل "في حالة حرب" ما دامت سيادتها وشعبها يتعرضان "لتهديد".
وصرح شودري للصحافيين: "بعد ما فعلوه بحقنا، ينبغي أن نرد عليهم. حتى الآن، قمنا بحماية أنفسنا، لكنهم سيتلقون ردا في اللحظة التي نختارها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها