الجمعة 2025/05/09

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

الليرة السورية تعاود مسار الهبوط.. مضاربات تتغذى على الفتن

الجمعة 2025/05/09
الليرة السورية تعاود مسار الهبوط.. مضاربات تتغذى على الفتن
ارتفاع وانخفاض سعر الليرة انقلبت جحيماً على حياة المواطن السوري (Getty)
increase حجم الخط decrease
تشهد الليرة السورية حالة من التذبذب الحاد أمام الدولار الأميركي في السوق السوداء، دون أي معطيات واضحة عن سبب الصعود والهبوط الكبيرين خلال الأيام الماضية، باستثناء المضاربات على الليرة وغياب أدوات المصرف المركزي الفاعلة للسيطرة على السوق.

انخفاض وارتفاع حادين
وفقدت الليرة السورية خلال الأسبوع الماضي، نحو 10 في المئة من قيمتها أمام الدولار في السوق السوداء، لتعود وتُسجّل خلال اليومين الماضيين تحسناً لكن بنسبة أقل من خسائرها، في مشهد مغاير تماماً عن حالة الثبات النسبي الذي شهدته خلال الشهر الماضي، بهامش ارتفاع وانخفاض كان يتراوح بين 300 و400 ليرة للدولار الواحد، بالحد الأقصى.
وارتفعت قيمة الليرة خلال اليوميين الماضيين، حيث سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء 12 ألفاً للمبيع، و11 ألفاً و900 ليرة للشراء، في كل من دمشق وحلب، حسب موقع "الليرة اليوم" بعد أن سجل سعر صرف الدولار في الفترة السابقة 13 ألف ليرة سورية.
وفي السوق الرسمية، لايزال سعر صرف الدولار ثابتاً عند 12 الفاً للشراء، و12 الفاً و120 ليرة للمبيع، و12 الفاً و20 ليرة للسعر الوسطي، ما يعني أن المركزي السوري لا يجاري السوق السوداء بأسعار الصرف.

مضاربة على الليرة
يُنظر إلى هذا الارتفاع والانخفاض الحاد بقيمة الليرة، على أنه حالة غير صحية للاقتصاد السوري الذي يعاني جرّاء 14 عاماً من الحرب، لأنه من سمات العملات هو الاستقرار، والتذبذب ينعكس على كافة المناحي الاقتصادية والمعيشية.
لكن البعض يرى بانخفاض قيمة الليرة ثم ارتفاعها لتصل إلى 12 الفاً لكل دولار، محاولة من المركزي السوري لتوحيد سعر الصرف في السوق السوداء والرسمية أو تقليل الفجوة بينهما، وهي حالة مثالية حسب وصفهم، لتقليل المضاربة على الليرة والعبث بقيمتها من قبل شركات الصرافة والتجّار.
لكن الباحث والخبير الاقتصادي فراس شعبو ليس من أصحاب هذه الرؤية، إذ يؤكد في حديث لـ"المدن"، أن المركزي السوري لا علاقة له بما يحدث من تذبذب حاد بقيمة الليرة، وبعيد تماماً عن ذلك، لأنه لا يملك الأدوات اللازمة أو السياسة النقدية الفعّالة، كما أن النظام المصرفي غير فعّال للآن، مع عدم إغفال عدم وجود احتياطيات نقدية تمكنه من التدخل.
ويقول شعبو إن ذلك الانخفاض والارتفاع الحاد، هو حالة غير طبيعية، انقلبت جحيماً على حياة المواطن السوري، إذ يعمد التجّار إلى رفع أسعارهم بمجرد ارتفاع سعر صرف الدولار، ثم لا يخفضونها عند انخفاضه، مشدداً على ضرورة ضبط الأسعار.
ويضيف أنه اليوم، هناك 3 أسعار لصرف الدولار في السوق السورية، سعر السوق السوداء والسعر الرسمي، والسعر الحقيقي الذي يصل إلى 20 ألف ليرة لكل دولار، موضحاً أن السعر الحقيقي قيس بناء على سلة أسعار وليس اعتباطياً.
ويرى شعبو أن ما يحدث لليرة هو عملية مضاربة تتأثر بشكل أساسي بالأوضاع على الأرض، مثل أحداث السويداء وجرمانا وأشرفية صحنايا، وكذلك بزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة إلى فرنسا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها