كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن زيارة قام بها مسؤولون سوريون إلى إسرائيل، بهدف فتح قناة اتصال مباشرة بين دمشق وتل أبيب، وذلك بوساطة من الإمارات.
زيارة سرية
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر سورية، أن "الوفد ضمّ مسؤولين من محافظة القنيطرة، إضافة إلى شخصية رفيعة في مجال الدفاع"، موضحة أنهم أجروا اجتماعات استمرت عدة أيام مع مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية داخل إسرائيل.
ولفتت "هآرتس" إلى أن الزيارة غير مُعلنة، وجرت بسرية تامة، مشيرةً إلى أنها تزامنت مع زيارة وفد ديني من دروز سوريا إلى مقام النبي شُعيب شمالي الأراضي الفلسطينية فلسطين المحتلة.
وخلال زيارته إلى فرنسا، أمس الأربعاء، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن هناك مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، موضحاً أنها تتم عبر وسطاء وتتعلق بالتهدئة ووقف الانتهاكات، لعدم فقدان السيطرة في المنطقة، مشدداً على التزام دمشق باتفاقية فض اشتباك القوات لعام 1974.
ولفت الشرع، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن سوريا تتواصل مع كل الدول التي لها علاقة مع إسرائيل، من أجل وقف انتهاكاتها ضد الأراضي السورية، مضيفاً أن إسرائيل قصفت سوريا أكثر من 20 مرة الأسبوع الماضي، "وعليها التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
وساطة إماراتية
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت أمس الأربعاء، عن مصادر مطلعة، أن الإمارات أنشأت قناة سرية لإجراء محادثات بين سوريا وإسرائيل، في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الجديدة لسوريا للحصول على دعم إقليمي لإدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب.
وقال مصدر أمني سوري ومسؤول استخباراتي إقليمي، إن هذه الاتصالات غير المباشرة، التي لم يُكشف عنها من قبل، تركز على قضايا أمنية واستخباراتية وبناء الثقة بين الجانبين الذي لا يرتبطان بعلاقات دبلوماسية رسمية.
وأشار المصدر الأول إلى أن هذه الجهود، بدأت بعد أيام من زيارة الشرع إلى الإمارات، في 13 نيسان/أبريل الماضي، وتركز حالياً على "مسائل فنية"، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أنه من غير المستبعد أن تتوسع نطاق المواضيع لاحقاً.
وأكد المصدر السوري أن القناة الإمارتية الخلفية، تقتصر على القضايا المتعلقة بالأمن، وملفات مرتبطة بمكافحة "الإرهاب"، لكنها لا تشمل الشؤون العسكرية الخالصة، خصوصاً تلك المتعلقة بأنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها