أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، وصول أكثر من مئة شهيد إلى المستشفيات، منذ يوم أمس.
وفيما حذرت الوزارة من توقف جميع المستشفيات عن العمل قريباً بسبب نقص الوقود. أعلن "المطبخ العالمي" في غزة عن توقف كامل عن تقديم المساعدات الغذائية بدءاً من اليوم، بسبب نفاد مخزوناته الغذائية، بعد أكثر من شهر ونصف من إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت وزارة الصحة اليوم، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 52 ألفاً و760 شهيداً، و119 ألفاً و264 مصاباً، مشيرة إلى أن "عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم".
وأعلنت أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، بلغت 106 شهداء، بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 367 إصابة جديدة، جراء العدوان الإسرائيلي.
كما أوضحت الوزارة أن عدد الشهداء والإصابات منذ استئناف الحرب في 18 آذار/ مارس الماضي، بلغ ألفين و651 شهيداً، و7 ألاف و223 مصاباً حتى اليوم.
احتلال أراضي
وفي اليوم الـ52 من استئناف الحرب، واصلت إسرائيل استهداف مناطق مختلفة في غزة، بما في ذلك مراكز الإيواء ومناطق تجمع النازحين في وسط القطاع. في المقابل، أعلنت كتائب القسام عن استهداف قوة إسرائيلية وتدميرها في تفجير حقل ألغام شرق خان يونس، إضافة إلى قصف المكان بقذائف هاون، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين.
ويتابع الاحتلال الإسرائيلي تصعده الكبير ضد قطاع غزة. وذكرت منظمة العفو الدولية، اليوم، أن إسرائيل تخطط لتصعيد مرعب بالاستيلاء على الأراضي في غزة وتشريد غالبية السكان لأجل غير مسمى.
يأتي ذلك على الرغم من تسريب مصادر أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا إمكانية تشكيل إدارة أميركية مؤقتة في غزة بعد الحرب. وأوضح المصادر أن "مشاورات رفيعة المستوى بين الجانبين، تمحورت حول إمكانية تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أميركي، تتولى إدارة غزة حتى يتم نزع سلاح القطاع ويصبح أكثر استقراراً، في خطوة قد تمهد لظهور إدارة فلسطينية قادرة على استلام زمام الأمور".
مصير الأسرى
فيما قال مسؤول إسرائيلي، اليوم، إن إسرائيل "تقدّر أن 21 من الأسرى في قطاع غزة ما زالوا على قيد الحياة"، غير أنه أشار إلى أن ثلاثة آخرين، أحدهم إسرائيلي واثنان أجنبيان، "لم تُسجَّل لهم أي مؤشرات حياة منذ بدء الحرب"، ما يُثير شكوكًا جدية بشأن مصيرهم.
ويأتي هذا التصريح بعدما كانت التقديرات الرسمية الإسرائيلية، حتى أمس الأربعاء، تشير إلى أن عدد الأسرى الأحياء يبلغ 24، وفق ما صرّح به منسق ملف الأسرى والمفقودين غال هيرش، قبل أن يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن شكوكاً تحوم حول مصير 3 أسرى وإن 21 على قيد الحياة.
ومساء الأربعاء، ذكرت القناة (12) الإسرائيلية، أن مسؤولاً أميركياً بارزاً أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين خلال اجتماع مغلق، أن "الولايات المتحدة بصدد التقدم في صفقة استراتيجية مع السعودية حتى من دون مشاركة إسرائيل".
وحذّر المسؤول من أن "ثمن تجاهل هذه الفرصة سيكون أكبر من أي وقت مضى". وقال المسؤول الأميركي خلال اللقاء: "صفقة وقف إطلاق النار مع الحوثيين كانت مجرد مقدمة، وإذا لم تتدارك إسرائيل موقفها، فإن صفقة الألفية قد تتم دونها".
كما عبّر المسؤول عن تفهمه لموقف العائلات الرافض للتصعيد العسكري في غزة، محذرًا من أنه "قد يهدد حياة الأسرى"، في موقف يناقض سياسة حكومة نتنياهو الحالية، ويعكس خلافاً متزايداً بين الجانبين حول السياسات الإقليمية.
ونقلت القناة عن المسؤول الأميركي قوله: "لدينا أمل بأن تستغل إسرائيل القطار التاريخي الذي انطلق، لكن الولايات المتحدة لن تنتظر في المحطة"، في إشارة إلى "صفقة كبرى" مع السعودية يصفها بأنها "صفقة الألفية".
توتر بين نتنياهو وترامب
من جهتها، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، اليوم، أن العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونتنياهو، تشهد توتراً متصاعداً، وسط ما وصفته مصادر مقربة من ترامب، بأنه "إحباط متبادل على المستوى الشخصي" بين الطرفين.
وأضافت الصحيفة أن هذا التوتر دفع الرئيس الأميركي إلى اتخاذ قرار بـ"المضي بخطوات إستراتيجية في الشرق الأوسط بمعزل عن إسرائيل"، في إشارة إلى اتفاق واسع مع السعودية لا يتضمن تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة ترامب قولهما إن الرئيس الأميركي "لم يعُد مستعداً للانتظار حتى تنضج القرارات في إسرائيل، وقرر التقدم في خطوات مع السعودية ودول الخليج بشكل مستقل"، مشيرة إلى أن ترامب يعتبر أن نتنياهو يتلكأ باتخاذ القرارات المطلوبة.
وتشير التقارير إلى أن السعودية تربط انخراطها في اتفاق تطبيع مع إسرائيل بوقف العدوان على قطاع غزة، والثاني بإعلان إسرائيلي رسمي يلتزم بأفق سياسي يقود نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى وإن لم يُستخدم هذا التعبير بشكل صريح.
وبحسب "إسرائيل اليوم"، فإن المسؤولين في تل أبيب، وفي مقدمتهم الوزير رون ديرمر، كرّسوا جهودًا لصياغة عبارات يمكن تسويقها داخلياً في إسرائيل، دون الالتزام الكامل بمصطلح "الدولة الفلسطينية"، وذلك مراعاة للحساسية السياسية في إسرائيل حيال ذلك.
واعتبرت الصحيفة أن التوتر المتصاعد بين ترامب ونتنياهو، يشكّل أحد الدوافع وراء التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، والتي عكست استعداد إسرائيل لاحتمال خوض المواجهات منفردة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها