الخميس 2025/05/08

آخر تحديث: 00:09 (بيروت)

البدء بإعادة أملاك المسيحيين بإدلب.. يليها أملاك الشيعة والدروز

الخميس 2025/05/08
البدء بإعادة أملاك المسيحيين بإدلب.. يليها أملاك الشيعة والدروز
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشفت مصادر متابعة في إدلب لـ"المدن"، عن البدء بإعادة الأملاك للمسيحيين الذين نزحوا إلى خارج المحافظة بعد سيطرة المعارضة السورية سابقاً في العام 2015. وتتضمن الأملاك التي يتم العمل على إعادتها من قبل مديرية الإسكان في إدلب، منازل وشققاً سكنية، ومحال تجارية وأراضٍ زراعية.
وأوضحت المصادر أن إعادة الأملاك وتسهيل عودة مسيحيي إدلب، تأتي بتوجيه من الرئيس أحمد الشرع، ومن المفترض أن تنتهي عمليات التسليم أواخر شهر أيار/مايو الجاري، وفق المصادر.

مسيحيو إدلب
ويتوزع المسيحيون في محافظة إدلب على عدد من أحياء وسط مدينة إدلب، وفي مدينة جسر الشغور وريفها الجنوبي في قرى الجديدة واليعقوبية والقنية وحلوز، وأكبر قراهم الغسانية، والتي كان يسكنها قرابة 10 آلاف مسيحي قبل انطلاق الثورة السورية في العام 2011.
وغادر العدد الأكبر من مسيحيي ادلب مناطق سكنهم نحو مناطق سيطرة النظام، بعد سيطرة المعارضة سابقاً، وذلك في الفترة ما بين العامين 2012 و2015، وتم تقاسم أملاك المسيحيين (منازل وأراضٍ زراعية) بين عدة فصائل، بينها تنظيمات سلفية، أبرزها، "حراس الدين" و"الحزب الإسلامي التركستاني"، ويعود الاهتمام بها إلى وجود أعداد كبيرة من المنازل التي نزح عنها سكانها، وبالتالي كانت فرصة للفصائل والتنظيمات التي قامت بإسكان عائلات مقاتليها فيها.
ومنذ منتصف العام 2020، بدأت هيئة تحرير الشام بالضغط على التنظيمات والفصائل وأجبرت عناصرها على الانسحاب من العدد الأكبر من المنازل والعقارات، ونقلت إدارتها إلى مديرية أملاك الغائبين والتي قامت بدورها باستثمار عدد منها، فيما أسكنت عائلات مقاتليها في عدد آخر (مقاتلين محليين وأجانب).

إعادة الأملاك
قال عابد حنا جسري، وهو مسيحي من أهالي مدينة إدلب، ومكلف من المطرانية بمتابعة عملية إعادة الأملاك، أنه قدم كامل الأوراق التي تثبت ملكيته لمحلين تجاريين في سوق الصاغة، ومنزلين في مدينة إدلب، وتلقى وعداً من مديرية الإسكان بتسليمه محاله في وقت قريب، بينما يتوجب عليه الانتظار إلى نهاية العام الدراسي، أواخر شهر أيار/مايو، كي يستطيع استلام المنزلين، لأن العائلات التي تقيم فيهما لديهم أطفال في المدارس ينتظرون انتهائها كي يغادروها نحو منطقتهم الأصلية في الداخل السوري.
وأضاف جسري لـ"المدن"، أن "راعي أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، المطران أفرام معلولي، التقى محافظَ إدلب محمد عبد الرحمن، منتصف شهر أذار/مارس الماضي، وذلك في مقر المحافظة في إدلب، وتم التطرق للأوضاع الراهنة وكيفية إعادة أملاك المسيحيين، وتسهيل عودتهم إلى مدينة إدلب وقراها".
وتابع أنه "وبتكليف من المطران، كنت أحد أعضاء لجنة مؤلفة من 5 مسيحيين مهمتها المتابعة والتنسيق مع المحافظة، لتسهيل عمليات استعادة الأملاك والعقارات، وأنا أزور إدلب باستمرار، وأقيم فيها لعدة أيام في كل زيارة لمتابعة المهمة".
من جهته، قال أكرم خربوط، وهو من مسيحيي إدلب، إن "أملاك الغائبين في إدلب، مسيحيين أو مسلمين، جميعها كانت لفترة ما غنائم حرب، وتم اشغالها واستثمارها، واليوم هناك نية حقيقة لإعادة الأملاك لأصحابها". وأضاف "بالنسبة لي قدمت طلب لاسترداد عقاراتنا السكنية والتجارية في إدلب، وأبلغوني أن آتي لاستلامها بعد أٍسبوعين، أما البيت فعلي الانتظار حتى انتهاء العام الدراسي، أو أن يقوموا بتنظيم عقد إيجار بيني، أنا المالك والشخص الذي يشغل محلي ومنزلي، فأنا مخير، إما الانتظار أو الحصول على ايجار".

عودة المسيحيين
ويرى خربوط أنه من المبكر القول بأن عودة المسيحيين باتت قريبة إلى إدلب، وذلك لعدة أسباب، "أولاً هناك ضرر بالغ لحق في بعض العقارات السكنية والتجارية، وهناك أسباب أخرى تتعلق بالوضع الأمني والاجتماعي الذي لا يزال غير مستقر حتى الآن".
وقالت المصادر المتابعة لـ"المدن"ن إن "هناك توجهاً رسمياً في إدلب لتسهيل عودة النازحين من مختلف الطوائف والأديان وتسليمهم ملكياتهم، ففي الوقت الحالي يتم ترتيب أمور إعادة أملاك المسيحيين وتهيئة الأجواء الإيجابية لتشجيعهم على العودة، وفي المرحلة الثانية سيكون بإمكان أهالي بلدتي كفريا والفوعة العودة إلى منازلهم واستعادة أملاكهم، الحال ذاته في قرى جبل السماق بريف إدلب، والتي تقطنها غالبية درزية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها