يختلف حضور الدولة السورية في كل من صحنايا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، عن حضورها المحدود في محافظة السويداء، من خلال السيطرة الكاملة للأمن العام على البلدتين وعمليات تسليم السلاح الموسعة التي يشرف عليها الأمن العام بعد دخوله إليهما، عشية اندلاع أحداث عنف دامية نفذتها مجموعات مسلحة بدون مسميات واضحة حتى الآن.
وأفاد مصدر أمني مطلع "المدن"، بأن قرابة 300 شخص قاموا بتسليم أسلحتهم للأمن العام في مركز البلدية ببلدة صحنايا، بعد أن فرض الجهاز الأمني سيطرته عليها متسلماً زمام الأمور وحده دون تدخل أي فصيل أو مجموعة محلية، بالتزامن مع مغادرة جميع الفصائل المحلية البلدتين باتجاه السويداء.
لكن بالرغم من ذلك يؤكد المصدر انضمام العشرات من أبناء البلدتين إلى جهاز الأمن العام، حرصاً على ضبط الواقع الأمني وتلافي الحوادث والاشتباكات التي جرت في المنطقة مؤخراً.
ويقول المصدر الأمني إن الجهاز الأمني التابع للدولة، قام بجمع كمية كبيرة من الذخائر والقنابل التي وجدت مرمية في طرقات المدينة وبالقرب من حاويات القمامة، ما شكل خطراً على السكان الذين أبدوا رغبة واضحة في حفظ السلم الأهلي وسيطرة الدولة على المنطقة بشكل تام.
داريا.. تدخل إيجابي
وبدا التدخل الإيجابي من منطقة داريا المتاخمة لكل من صحنايا وأشرفية صحنايا، ملموساً في أثناء وعقب أحداث العنف التي شهدتها المنطقة، حيث أجرى مدير منطقة داريا جميل مدور، جولات مكوكية اجتمع خلالها مع الوجهاء ورجال الدين والمسؤولين المحليين، كما شهدت داريا اجتماعاً ضم مشيخة العقل وقادة فصائل عسكرية من السويداء.
ووفقاً للمصدر الأمني المطلع، أسفرت الاجتماعات عن مخرجات عديدة تخص صحنايا، أبرزها مغادرة جميع الفصائل العسكرية المنطقة مع خضوعها لإدارة الأمن العام بشكل حصري، بالتوازي مع تشكيل لجنة مشتركة مؤقتة للمتابعة.
كما نصت على إلغاء جميع المظاهر المسلحة وتشكيل دوريات وحواجز من الأمن العام الذي انضم إليها عشرات الشبان المحليين لحفظ السلم الأهلي، إضافة لعدم دخول عناصر الأمن العام إلى المنازل لتفتيشها إلا بموجب مهمة رسمية.
ولا يزال مدير منطقة داريا يتابع الواقع الأمني والخدمي ميدانياً في البلدتين، كما أرسلت بلدية داريا آليات لترحيل القمامة وتفريغ الحاويات في حملة تنظيف ساهم فيها عدد من شبان صحنايا.
وكان مسؤول منطقة داريا قد صرح لوكالة "سانا"، أن الحياة عادت إلى طبيعتها بالكامل في صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث توجه الطلاب إلى مدارسهم، كما افتُتحت المراكز الصحية.
خطوات لاحقة
وفي خطوات لاحقة على عملية بسط سيطرة الدولة، أفرجت السلطات عن عشرات الموقوفين من أبناء المدينتين. وقالت مصادر أمنية لـ"المدن"، إن إطلاق سراح الموقوفين سيكون تمهيداً لإحداث مكتب للتسوية الأمنية، سيعلن عنه لاحقاً ريثما يستقر الوضع الأمني في المنطقة.
وتشير المصادر إلى أن التسويات ستكون رمزية كون الدافع لحمل السلاح من قبل أبناء صحنايا والأشرفية، كان بقصد الدفاع عن البلدتين وضبط الأوضاع الأمنية فيها.
بينما تؤكد مصادر أهلية عودة الاستقرار إلى المدينتين بالتوازي مع الحركة التجارية النشطة والحياة الطبيعية، في ظل انتشار مكثف لعناصر الأمن العام في الشوارع والأحياء وأمام الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها